قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إنَّ "اتهام الغرب بأنه المسؤول عن ظاهرة الإسلاموفوبيا فيه نظر، لأننا كمسلمين نشارك بقدر كبير في هذه الظاهرة، التي تتعدد أسبابها لكني أذكر سببين منهما، الأول يتعلق بواقع الظاهرة، ويكمن في المسيطرين على الخطاب الديني في هذه الدول، والمتابع والمتفحص يرى أن الغالبية منهم ينتمون إلى تيارات متشددة نعاني منها في بلادنا، حيث يمتلك ذلك التيار أموالًا ضخمة ينفقها لنشر أفكاره المغلوطة والمشوشة أو له أتباع كُثر في هذه الدول، وهُم بشكل عام يعطون صورة مغلوطة عن الإسلام وبناء على هذه الصورة يحكم علينا الغرب". وقال وكيل الأزهر، خلال الندوة التي عقدتها كلية الإعلام بجامعة الأزهر حول "ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم الغربي"، إن السبب الثاني هو التناول غير المنطقي وغير المعقول من كثير ممن يتحدثون عن الأزهر لاسيما من وسائل الإعلام هنا في مصر، وتابع: "أقول لهؤلاء إن الأزهر لم يتلق عبر تاريخه شكوى من دولة من دول العالم المختلفة ضد خريج واحد ممن تخرج من الازهر الشريف، ونحن نرحب بأي شكوى حقيقية في أي وقت، ولعلكم تابعتم مقولة رئيس إندونيسيا لشيخ الأزهر (إن خريجو الأزهر الشريف من أبناء إندونيسيا هم من يقودون مسيرة التنمية على أرض إندونيسيا)، وقد سمعناها مثل هذه العبارة من دول العالم حتى في دولة "تايلاند" وهي غير إسلامية، ونرى الترحيب من كافة دول العالم ويتردد إلى المشيخة رؤساء دول مختلفة وسفراؤها يطمحون في زيادة المنح التي يقدمها الأزهر الشريف لأبنائهم للالتحاق بجامعة الأزهر". وشدد وكيل الأزهر، على أن وجود الأزهر وعلمائه في أي مكان يعد الضمانة القوية لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة للناس، وعلى الغرب أن يميز بين المنتمين للأزهر والمنتمين للجماعات المنحرفة عن وسطية الإسلام، وذلك يظهر جليًا في لغة الخطاب، فإن مناهج الأزهر تُجمِّع ولا تفرق ولا تباعد بين الناس، أما المنتمون للجماعات المنحرفة عن تعاليم الإسلام فإن لغة خطابهم تمتلئ بالعنف والكراهية ونبذ الآخر وتكفيره في بعض الأحيان. وأشار الدكتور عباس شومان، إلى أن الأزهر الشريف يعمل على علاج تلك الظاهرة من خلال عدة محاور، أولها تنبيه هذه الدول من خلال سفرائهم بمصر أو من يأتون لزيارة الأزهر بضرورة فحص القائمين على الخطاب الديني لديهم قبل أن يظهروا إلى الناس، ولمن لا يستطيع التمييز بين الأزهري وغيره في الخارج فهناك علامات واضحة، فإذا تحدث الداعية إلى الناس بما يفرق بين الناس ويستحل دم الآخر فهو داعية شر، ينبغي ألا يستمع له وهولا يعبر عن الإسلام الصحيح، وكلما كان الخطاب تحريضيا فهو متشدد لا ينتمي إلى الأزهر ولا يعبر عن الإسلام الصحيح ولا آدابه السامية التي تدعو إلى التعايش السلمي بين البشر جميعا. وأضاف أن المحور الثاني، الجولات التي يقوم بها علماء الأزهر في كل دول العالم ، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، لتصحيح صورة الإسلام التي شوهها بعض المنتسبين للإسلام، وكانت آخر زياراته إلى إندونيسيا، واليوم هو في ألمانيا وسيلقي خطابًا إلى العالم أجمع من هناك، وكذلك قوافل السلام التي يرسلها الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين إلى دول العالم المختلفة يتحدثون إلى الناس بلغتهم العادية، ونحن نتلقي دائما الثناء والشكر على هذه القوافل، وعندما يستمع الغربيون لعلماء الأزهر يتعجبون وكأنهم لأول مرة يعرفوا الإسلام". وتابع: "أما المحور الثالث، فهو الندوات والمؤتمرات والمنتديات، التي يشارك فيها الأزهر، للإسهام في تصحيح صورة الإسلام والتصدي للأفكار المنحرفة التي تنشرها التيارات المتشددة".
وأشار إلى أن كليات الشريعة على سبيل المثال، يتعلم فيها الطلاب مدارس مختلفة وليس مدارس السنة فقط، فالأزهر يدرس ثمانية مذاهب منها أربعة لأهل السنة (الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي) والأربعة الأخري (الإمامي والظاهري والإباضي والزيدي) وهي ليست من مناهج أهل السنة.