بما أن الوقت سرقنا، وأصبح كالسيف على رقابنا جميعاً (واللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى).. وبما أن مجلس نوابنا بعافية حبتين.. وبما أن جهازنا الإدارى فاشل ومعظمه فاسد.. وبما أن الوزراء والمحافظين بالذات (مرعوشين من تضارب القوانين وخايفين يتسجنوا) والبلد متكتفة.. اللى معاه قرشين حاططهم تحت البلاطة.. خايف من الضباب، ضباب المستقبل الغامض.. وبما أن الرئيس بيزرع لنا «تفاح وفواكه» (مشروعات كبرى مستقبلية) والناس مش هتستنى خمس ست سنين لما تُثمر، وعايزين «خضار» يتغدَّوا ويتعشُّوا النهارده.. وبما أن الرئيس وعدهم بسنتين، والسنتين باقى منهم 4 شهور.. ولحبهم وثقتهم فى الرئيس صبروا، وممكن يصبروا لآخر 2016.. وإلاَّ فى 25 يناير 2017 ستحدث اضطرابات، والمجتمع هينفجر من الداخل، ونرجع نقول يا ريت اللى جرى ما كان.. واجبنا نفكَّر ونتصرِّف من الآن.. خاصة أن لدينا موارد طبيعية وكنوزاً، قلَّ أن توجد لدى دولة غير بترولية.. وسوق مترامية الأطراف تستهلك بلا حدود و.. و.. السؤال: لماذا نحن غارقون فى شبر ماء، وحال البلد واقف؟ أين الحلول؟ الحل السريع هو: الرئيس «يُفوِّض» بعضاً من سلطاته للوزراء والمحافظين، «يوقَّعوا» بالنيابة عنُّه.. «يمضوا».. على أى «ترخيص» (لكل شركة أو مواطن موقوف حاله على تصريح - أو خاتم النسر) كل «واحد» لديه إرادة فى العمل «الإنتاجى» الجاد يدُوا له (الترخيص) وهوَّ واقف.. زى كل بلدان العالم اللى عايزة تصحا وتنهض وتُنتج وتُنافس، وتطير إلى سماء العالمية!! بمعنى: كل مصرى - عربى - أجنبى، موجود الآن على أرض مصر.. عايز «ترخيص» - «تصريح» - «موافقة».. ياخد فوراً الموافقة على «ورقة خضراء» صالحة لمدة 24 شهراًَ، ويسدِّد رسم (ألف - ألفين - عشرة حسب).. عدا المشروعات الصغيرة «مجاناً» وعليها بوسة!!. بهذا حمينا «المحافظ» من السجن.. «فيوقِّع» على الأوراق المتلتلة على مكتبه، وفى أدراج الموظفين.. وكدا البلد تتحرك.. والناس تستثمر.. وفُرص العمل تتضاعف، ودورة الفلوس تلف بسرعة.. والجنيه يوصل جيب المواطن (يقدر بيه يتغدى ويتعشى، ويدعى للريس والحكومة)!!. هتقول لى: أصل وفصل.. وواحد هيزوَّر «التصريح الأخضر».. والمحليات هتعمل وتسوَّى.. هقول لك: (أرحم من اللى إحنا فيه ألف مرة).. وبعدين إيه يعنى لو 10% زوَّروا؟ امسكهم - اعدمهم - حط ضوابط.. وبعدين هوَّ لو عشرة زوروا فلوس.. نلغى الفلوس (ولاَّ نمسك اللى بيزوَّر)؟!! بره علِّمونا: أن لكل مُشكلة ألف حل!! فى مصر تطلَع الحل.. يطلَّعوا لك ألف مُشكلة!! وهذا هو الفارق بين مجتمعات تُريد حلولاً حتى تتقدم وترتقى.. ومجتمعات عايزة تقعد «تقاوح»، «تسفسط»، «تتفلسف».. تضيع وقت.. ليه؟ المقاوحة والسفسطة والجدل.. عايزة قاعدة وشيشة وشاى وعبدالحليم حافظ وسيجارتين.. ونهزَّر وننكَّت ونهرَّج ونتريق.. أما الحلول «عايزة تفكير»، واتفاق على حل.. بعدها نشمَّر إيدينا ونقوم نشتغل.. وعشان كده بره بيقولوا: إن العرب غاويين حكايات (ألف ليلة وليلة - الشاطر حسن - مغارة على بابا والأربعين حرامى)، وكلامهم كله عن الماضى.. أما «المستقبل» فيحتاج إلى تخطيط - وجرأة على التنفيذ - ومتابعة دائمة - ومحاسبة أولاً بأول.. والعرب بيكرهوا العلم والحساب والتخطيط للمستقبل، وعندهم الشماعات جاهزة عند الفشل (المؤامرة - إسرائيل - أمريكا.. إلخ)!!. نرجع لموضوعنا.. موضوع «التفويض»: الرئيس بدل ما يقول للوزرا والمحافظين (اللى خايف يمضى على ورقة يجيبها لى أمضيها) طب ما سيادتك تعمل لهم «تفويض رسمى» بقرار جمهورى يمضوا مكانك.. لماذا؟ لأن الوزير / المحافظ مش هيقول لسيادتك (والنبى أنا خايف اتفضل امضى مكانى) بالعكس هيقول لسيادتك (كله تمام يا ريس).. وكلنا عارفين إن مفيش مصرى بيقول: ما أعرفش.. كله عامل أبوالعريف، وكله بينافق كله.. لأن كله عايز من كله!!! صباح الخير سيادة الرئيس: أولاً: حمداً لله على السلامة.. وياريت تبقى تقول لنا «خلاصة الجولة فى اليابان وكوريا وكازاخستان».. طمِّن الناس وفهمهم إن السفريات دى مش للفسحة ولا للفرجة.. دى عشان كيت وكيت، ونتائجها واحد - اتنين - تلاتة.. خطاب كل شهر هيريَّح الناس، ويجاوب على بعض الأسئلة المُحيِّرة!!. ثانياً: ربنا ما يورى سيادتك اللى إحنا شوفناه فى غيابك - ردح - شرشحة - قلة أدب - وضرب بالجزمة.. باختصار: ضحكنا العالم على أحفاد الفراعنة!! ثالثاً: آسف أن أقول.. البلد الآن على صفيح ساخن.. والناس مش طايقة جنون الأسعار وجشع وغش معظم التجار.. وموضوع الدولار بقى شماعة.. ومافيا الاستيراد مالية البلد إشاعات.. والمحليات فسادها ووقف حال الناس الآن هو شعارها (عينى عينك).. والمطلوب التحرك بأقصى سرعة.. أُكرِّر: «تفوَّض» بعض سلطاتك للمحافظين.. يبقى زى كل بلاد الدنيا - المحافظ هو رئيس جمهورية المحافظة.. ومعيار بقائه هو: 1- حجم الاستثمارات التى تدخل محافظته كل 6 شهور. 2- عدد فُرص العمل التى وفَرتها المحافظة!!.. وهذه هى «اللامركزية» التى نص عليها الدستور.. إلى أن نصل إلى نظام الحكم المحلى «بحكومة مُصغَّرة»، ومجلس نيابى لكل محافظة!! أخيراً: لا بد من «استراتيجية لإدارة الأزمات».. فالفترة المقبلة «حبلى» بالمشاكل والمطبَّات.. فى ظل أوضاعنا الداخلية السيئة، والأوضاع الإقليمية الكارثية، والأوضاع العالمية الاقتصادية الخانقة.. «إدارة الأزمات» ليست بدعة.. هتقول لى: ما هى موجودة.. هقول لك: انسفها ياريس، وهات ناس غيرهم.. إنشالله من بوركينا فاسو.. عايزين ناس تعرف تُدير وتواجه.. البلد محتاجة إدارة مُحترفة بأقصى سرعة.. وكفانا تضييع وقت!! ونستكمل الثلاثاء المقبل.