رفض أربعة محققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" توقيع محضر تحقيق أجروه، الجمعة، في محكمة تونس الابتدائية مع التونسي علي الحرزي، 26 عاما، المشتبه به في قضية مقتل السفير الأميركي في ليبيا، على ما أفاد فرانس برس عضو في لجنة الدفاع عن المتهم. وقال المحامي عبد الباسط بن مبارك "شاهدنا كيف انسحب المحققون الأميركيون، ورفضوا طلب القاضي التوقيع على محضر جلسة التحقيق مع علي الحرزي مثلما ينص عليه القانون" معتبرا ذلك "إهانة للقضاء التونسي". وأضاف أن الحرزي أبلغ لجنة الدفاع أن المحققين الأميركيين تعاملوا معه كمتهم وليس كشاهد في قضية مقتل السفير في ليبيا. وتابع أن المحققين سألوا الحرزي خلال جلسة التحقيق التي استمرت ثلاث ساعات عن "أبوعياض" زعيم "أنصار الشريعة"، ذلك التنظيم السلفي الجهادي الأكثر تشددا في تونس والمتهم بالضلوع في هجوم استهدف في سبتمبر 2012 مقر السفارة الأميركية في تونس خلال احتجاجات على فيلم أنتج في الولاياتالمتحدة مسيئ للإسلام. وفشلت الشرطة التونسية أكثر من مرة في اعتقال أبو عياض الفار. وبحسب وسائل إعلام تونسية، قاتل أبو عياض مع تنظيم القاعدة القوات الأميركية في أفغانستان، والتقى سنة 2000 في قندهار الزعيم الراحل للتنظيم أسامة بن لادن. واعتقل أبو عياض سنة 2003 في تركيا، التي سلمته إلى السلطات التونسية التي قضت بسجنه لفترات وصلت إلى 68 عاما بموجب قانون "مكافحة الإرهاب". وفي مارس 2012 تم الإفراج عنه بموجب "عفو تشريعي عام" أصدرته السلطات بعد الإطاحة في 14 يناير بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المحامي إن القاضي رفض السماح للمحاميين التونسيين بحضور جلسة التحقيق "رغم أن المحققين الأميركيين وافقوا على حضورنا". واعتبر أن "منع محامين تونسيين من حضور تحقيق يجريه اجانب مع تونسي سيبقى وصمة عار في تاريخ العدالة" التونسية. وفي 6 من نوفمبر 2012 أعلن وزير العدل التونسي نور الدين البحيري أن آلاف بي آي قدمت إلى تونس طلب إنابة قضائية تتضمن "الحجج والبراهين" لتوجيه التهمة إلى على الحرزي للاشتباه بمشاركته في هجوم استهدف في 11 سبتمبر 2012 القنصلية الأميركية في بنغازي وأسفر عن مقتل 4 أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. وكانت تركيا سلمت تونس منتصف أكتوبر 2012 تونسيين يشتبه في مشاركتهما في الهجوم على القنصلية الأميركية. وكان طاهر الحرزي، والد علي الحرزي، اتهم السلطات التونسية ب"محاولة تقديم ابنه كبش فداء للأميركيين" نافيا تورطه في مهاجمة القنصلية الأميركية، كذلك نفى الحرزي أن يكون ابنه خطط للانتقال من تركيا إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة المسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد.