مع قرب انتهاء 2012 وحصاد عام جديد عاصرت مصر حكمين للعسكر والإخوان تنوعت خلالهما القرارات واختلفت فيهما ردود الأفعال وظهرت العديد من الإعلانات الدستورية والإنتخابات البرلمانية والرئاسية، رغم كون المرحلة الإنتقالية، إلا أن هناك تباين واضح بين الفترتين التي انقسمت بتولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم، بالنصف الثاني من العام ليبقي التساؤل ومع مرور عام جمع حكمين لتحقيق أهداف الثورة. "الوادي" طرحت هذا التساؤل علي القوى السياسية حول أي من الفترتين انتهجت المسار الصحيح لتحقيق أهداف الثورة؟ بداية قال الدكتور يسري عزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بوحدة قياسات الرأي العام والنظام المصري أنه قبل أي مقارنات لابد أن يعلم الجميع أن هنالك معارضة يجب أن يتم الاهتمام بها بصلب الموضوع لأنها عماد وأساس قياس الفترتين، فهناك اختلاف في سياسات المعارضة لان لديك في الفترة الثانية وهي حكم الإخوان رئيس منتخب وذلك عن طريق أسس قانونية ودستورية بينما في الفترة الأولي لديك حكم العسكر وقد جاء بشرعية ثورية ووضع استثنائي لما مرت به البلاد فحين يتم المقارنة علي الجانب السياسي ستجد ما يلي: في حكم العسكر: كان هناك اتفاق بين مختلف القوي السياسية لإنهاء حكم العسكر لبدء مرحلة جديدة بالبلاد وتمرير أهداف الثورة حيث تبخر الانقسام لان الجميع شريك بالثورة، بينما في حكم الإخوان: تجد الفرقة بين مختلف الفصائل فكل منهم ينهش بالثورة للحصول علي اكبر قدر من السلطة. في حكم العسكر: لا توجد تيارات علي ايدولوجيات مختلفة، بينما في حكم الإخوان: ظهرت الايدولوجيات المختلفة للأحزاب حيث تواجد تيارين الأول وهو التيار الإسلامي بقيادة الاخوان والسلفيين واخر تيار مدني يتزعمه الاحزاب المدنية والليبرالية. وأضاف الغرباوي "في حكم العسكر: المطلب واحدة هو إسقاط حكم العسكر، بينما في حكم الاخوان: تعددت المطالب بالغاء اعلانات دستورية وعودة مجلس الشعب وإعادة هيكلة التأسيسية واعادة صياغة مسودة الدستور وغيرها من المطالب... في حكم العسكر: كانت الانتخابات أكثر نزاهة مثل مجلس الشعب وغيره، بينما في حكم الاخوان: بينما الامر اختلف بعض الشئ خاصة قي ظل حكم العسكر حيث شاب الانتخابات نوع من التزوير وغلب عليها طابع التغليب لصالح فصيل بعينه... في حكم العسكر: كانت المعارضة ذات رؤية واثبتت جدارة حيث أنهت حكم العسكر، بينما في حكم الإخوان: لم ترقي المعارضة للمستوي المأمول ولم تحقق اي نقاط اجابية يقال ذلك استنكار ولا مبالاة من قبل رأس السلطة حيث غلب علي الأمر من الحزب الحاكم فرد السيطرة بقوة الذراع أولا. وقال الغرباوي "ورغم ذلك فإن الفترتين لهم أيضا عدة سلبيات تجمعهم، أولي تلك السلبيات هي المتاجرة بدم الشهداء لصالح المصلحة الخاصة وخدمة اما المؤسسة العسكرية للبقاء في السلطة أو جماعة الإخوان للاستحواذ عليها، وثاني تلك السلبيات ان جميعهم تكلموا عن الاستفتاء لأجل الاستقرار وهو لم يحدث حتى الآن". واختتم الغرباوي بقوله "ثالث تلك السلبيات ان الوضع الاقتصادي تدهور أكثر فأكثر رغم الاتجاه والقول من كافة القوي السياسية أننا علي أعتاب الاستقرار إلا أن الوضع الاقتصادي بمؤشره يتجه الي التدهور، فضلا عن غياب الرؤية والتخطيط عن حكمي العسكر والإخوان، كذلك فإن المعارضة قد فقدت ثقة المواطنين خلال العصرين". ومن جانبه قال دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية أن الإثنين اسوء من بعضهما لان كلاهما قد أخذا الثورة مسارا بعيدا عن تحقيق أهداف الثورة، فكان من شعارات ثورة 25 يناير لا لدولة عسكرية ولا لدولة دينية لكن ما حدث اننا خضعنا لحكم العسكر ونخضع لحكم الاخوان والدوة الدينية ورغم ذلك فهناك بعض الاختلافات مثل: خلال حكم العسكر كان مع الشعب منذ البداية وسار علي نهجها حيث حمل على عاتقه إنهاء المرحلة الانتقالية، بينما في حكم الاخوان وجدنا نظام شمولي يريد فرض افكار مغايرة وبرنامج حزبي اعد سابقا علي المجتمع المصري بشكل يشابه خطة الخميني في إيران وذلك نتيجة إلي ان الثورة المصرية كانت عبارة عن ثورة صفقات تم خطفها من قبل جماعة الإخوان المسلمين بالاتفاق مع الفلول والجيش. في حكم العسكر: كنا دولة مدنية في ثياب عسكري، بينما في حكم الاخوان: اصبحنا دولة دينية رئيسها اسلامي ومجلسي الشعب والشورى يسيطر عليهم التيار الاسلامي وبالتالي هي دولة خومينية خومينية اي إيرانية .. في حكم العسكر: كانت الأمور السياسية سيئة، بينما في حكم الاخوان: ازدات الأمور اكثر سوء علي كافة المستويات في حكم العسكر: كانت الحلول لأي أزمة وفق جدول زمني حيث كانت إدارة إلي حد ما حكيمة، بينما في حكم الإخوان: ظهر التخلف حيث الدولة من القرون الوسطي ولا يوجد في جعبتهم أي حل لأي مشكلة. وتابع صادق، في حكم العسكر: المعارضة كانت ضعيفة الي حد ما، بينما في حكم الإخوان: أصبحت المعارضة اقوي في ظل الثقافة المكتسبة من العامين الماضيين. وأضاف صادق ان هناك عدد من التشابهات بين الحكمين في العام الماضي مثلا : الاثنين تنظيم فالعسكر مؤسسة عسكرية تنظيمية بينما جماعة الإخوان المسلمين هو تنظيم محلي يتبع التنظيم الاخواني العالمي. كذلك لا يتبعون الديمقراطية حيث أراد العسكر الهيمنة علي الحكم لكنهم لم ينجحوا كما أن الإخوان لا يسعي للديمقراطية مستدلا بمطالبتهم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحل الأحزاب وذلك في عام 1953 ليبقي وحيدا ومنفردا بالسلطة كما ان جماعة الإخوان ليس لها أي شكل من أشكال الولاء للتحالف ودليل ذلك تحالفهم مع الوفد والبرادعي وبعد تحقيق تطلعاتهم انقلبوا عليهم. وقال الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الفترتين التي حكما فيها كل من المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين في 2012 يتبعا الفترة الانتقالية لثورة 25 يناير حيث هنالك سيولة في العمل السياسي وضعف في الأطر السياسية لجانب عدم الاستقرار الا ان هناك بعض الاختلاف لنصف العام الأول حيث حكم المؤسسة العسكرية عن نصفها الثاني وحكم التيار الإسلامي بقيادة جماعة الاخوان المسلمين ففي حكم العسكر: رغم تدهور الاقتصاد إلا انه تواجد به بعض الاستقرار، بينما في حكم الإخوان: تدهور الاقتصاد إلي أسوء المراحل التي لم يصل إليها مسبقا، وفي حكم العسكر: شهدت تلك الفترة انقسامات طفيفة بين أطياف المجتمع، بينما شهدت الفترة الأخيرة من حكم الإخوان انقسامات عديدة بين القوي السياسية لم يشهدها المجتمع وذلك طمعا في السلطة، وفي حكم العسكر: رغم سوء حال سيناء في تلك الفترة إلا انه كان مستقرا نوع ما، بينما في حكم الإخوان أصبح الوضع في سيناء متدهور للغاية علي كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وتابع "في حكم العسكر، ظهر إعلانات دستورية ورغم بعض التحفظات عليه الا ان طبيعة المجتمع تطلب مثل ذلك الإعلان، بينما في حكم الإخوان: كان الإعلان الدستوري هو صراع بين السلطات حيث إننا ليس بحاجة إليه.