هل صار الدين شماعة لتحقيق الأغراض الشخصية والفئوية السياسية منها وغير السياسية حيث نشهد في هذا الوقت استخدام مكثف للدين لتحقيق تلك الأغراض في نفوس البعض ممن يتاجرون بإسم الدين في المساجد وما نشهده من عمليات حشد لفصيل بعينه، فضلا عن الملصقات والأوراق التي توزع علي المواطنين بشتي الطرق، للحث علي التصويت للدستور ب"نعم لأجل تطبيق شرع الله"، وأن التصويت بنعم سيدخلك الجنة . في حين أن من يصوتون ب"لا" فإنهم آثمون ومذنبون، فضلا عن العديد من الأحكام والفتاوي التي خرجت علي لسان بعض المشايخ السلفيين كالفتوي الأخيرة للدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية التي يجيز من خلالها للمراة أن تذهب للتصويت بنعم علي الدستور وإن خالف ذلك الرأي زوجها وأصر علي التصويت بلا هنا يحق للمراة أن تخدع زوجها وتذهب للتصويت بنعم، وليس عليها بذلك اثم أو ذنب. وعلي الجانب الاخر تجد التيار المؤيد ل"لا للدستور" يستخدم الأيات القرآنية للدعاية، مثل "اقرأ" للدلالة علي قراءة الدستور أولا والحشد للتصويت بلا وغيرها من الأساليب التي تعتمد علي الحشد بشتي الطرق، ليبقي السؤال الذي طرحته "الوادي" علي الفقهاء وأهل الذكر: هل يجوز استخدام الدين في الدعاية او الترويج الشخصي؟ وما الحكم في ذلك؟ وفي ذلك يقول الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن الشريعة الإسلامية هي نظام سامي يصلح لكافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجميع شئون الحياة، وأنه إذا كانت السياسة تقتضي حكماً يستدعى الشريعة فلا مانع من الاستعانة بالرأي الشرعي اما إذا كانت الشريعة ستستغل من اجل غرض يخالفها او لغرض يضر بالإنسان فلا يجوز بتاتا استخدامها أي كان الغرض. في حين رفض الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر الاسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ذلك قائلا: أنه لا يجوز مطلقاً استخدام الدين في الأمر السياسية مثل الدعاية وغيرها، ولا يجوز أن يقول رجال الدين للناس قولوا نعم تدخلون الجنة أو العكس لأنه لا يملك أحد أن يدخل شخصا الجنة أو النار، مشيراً الى أن التطرق الى هذه الأمور وإدخال الدين في السياسة مغامرة ولعب بعواطف الناس ومشاعرهم، ومن يفعل ذلك فهو ءاثم .