قصص وحكايات الباعة أمام المساجد كثر الحديث عنها فالعديد منهم يري إيجابية الثورة في إنها زادت من حركة البيع وانتعشت بعد تولي محمد مرسى الحكم، والتقت "الوادي" مع البائعين بجوار جامع عمرو بن العاص، فهم يأملون الحصول على كشك بجوار المسجد لحفظ بضائعهم فيه خوفا عليها من السرقة. قال الحاج حماد عبدالهادى 60 عام، أن حركة البيع أفضل بكثير بعد الثورة وأن البائعين هم أكثر الفئات الذين كان يقع عليهم الظلم قبل الثورة من قبل شرطة المرافق فكانت تحاربنا وتأخذ بضائعنا وتوزعها على الضباط ولكن الوضع تغير بعد الثورة ، فليس هناك ظلم كما كان يحدث من قبل ولم يتعرض أحد لأذيتنا. وأضاف حماد أن بعد الثورة انتهى عصر الإهانة وقلة القيمة بالنسبة للباعة الجائلين، وأن التجارة انتعشت فى عصر مرسى بعكس ما كان فى عهد الرئس السابق، الذي كان فيه الوضع متدهور وركود عام في حركة البيع والشراء بسبب حملات الإزالة والإهانة والذل وقلة الكرامة . وأن المطاردات الأمنية في عهد مرسى لا أثر لها، مؤيداً قرار محافظ القاهرة والخاص باستمرار الباعة الجائلين فى معظم أماكنهم ووصفه بالجيد للغاية، وأن الباعة يتمنون لو كان هناك أكشاك لوضع بضائعهم بها حفاظا عليها من السرقة وبعيدا عن أيدي البلطجية قائلا ً "لأننا على باب الله"، وأنهم يرزقون يوم الجمعة فقط من أمام جامع عمرو بن العاص وبعد الجمعة. وأشارت الحاجة صبرية حميد، للظلم الواقع على الباعة الجائلين سواء من البلدية أو الشرطة وكانو يوزعو البضائع على بعضهم بعد أخذها منا" في عهد الرئيس المخلوع . وتابعت أما بعد الثورة لن يعتدي علينا أى شرطى وحجم التجارة زادت فى عهد مرسى بعكس عهد المخلوع ، وأصبح لايوجد هناك مطاردات أمنية للبائعين مثلما كان يحدث ، وأنتقدت صبرية كلمة بائع جائل فهي ترى أنها تقلل من قيمة البائع وأنه يجب أن يطلق عليه تاجر فقير . وقال صابر سيد أحمد ومحمد رمضان من البائعين بجوار الجامع أن الوضع أفضل بسبب أنصراف البلدية عنهم ، الذين كانوا يتعدون عليهم بقسوة وكان يقع عليهم ظلم بعكس ما بعد الثورة ، حيث أن هناك إقبال كبير على حركة البيع والشراء خاصة من قبل الرجال عند خروجهم من الجامع وأنهم ينتظروا فقط بعد صلاة الجمعة تاركين المكان بعدها ، وأشار رمضان إلى أن الخطر الذي يواجه البائعين الأن هو إنتشار البلطجية كما أيد كل من صابر ورمضان قرار المحافظ نؤيده وتمنى كلاهما أن يكون هناك كشك لكل بائع فهي أقصى أمانيهم وأنه من الأفضل أن يطلق عليهم اسم تاجر صغير وليس بائع جائل. وأحد البائعين روى ل "الوادي" قصته بأنه مهندس ومن ضحايا خصخصة الشركات ، حيث كان يعمل فى شركة حكومية رئيساً لأحد الأقسام ويعمل تحت يده حوالى 300 عامل، وتحت ضغط ترك الشركة بعد خفض راتبه ل 50% وأصبح بائع متجول، وأن المكسب الذي يحققه من البيع والشراء كافي لإحتياجات أسرته.