كتب - ربيع السعدني ومحمد الشريف التقى المئات من القوى الثورية والسياسية والحزبية، مساء أمس الأربعاء في ميدان طلعت حرب، للتنديد بما يجري على أرض فلسطين من هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، مما أسفر عن قتل وإصابة مئات الأطفال والشباب الفلسطيني في القطاع، مرددين هتافات تندد بسياسات الحكام العرب والحكومات المتخاذلة عن نصرة القضية الفلسطينية في عهد ثورات الربيع العربي. ومن أبرز الهتافات التي كان يرددها المتظاهرين أثناء مسيرتهم "يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني، بكره الشعب المصري أكيد يسقط وصمة كامب ديفيد، يا حكومات عربية جبانة بكرة سلاحنا هيبقي معانا، إما مقاومة وإما خيانة، درسك يا وطني المحتل غير المدفع ما في حل، وأدي الحل جاي من الضفة الصهيوني لازم يتصفي، يادي الذل ويادي العار غزة ويافا في وسط النار والسفارة جوا الدار، يا صهيوني صبرك صبرك بكرة في غزة هنحفر قبرك، واكتب علي حيطة الزنزانة قفل المعبر عار وخيانة". وشارك في تلك الوقفة الاحتجاجية حزبي مصر الديمقراطي والمصري الحر وتحالف القوي الثورية ومجموعتي حاكموهم، لا للمحاكمات العسكرية، في حضور مكثف لطلاب جامعة الأزهر والمدينة الجامعية المطالبين بسحب السفير المصري من اسرائيل وطرد سفيرهم من مصر وقطع العلاقات السياسية مع الكيان الصهيوني وفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين والتراجع عن اتفاقية كامب ديفيد. استنكر خالد علي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية صمت الحكام العرب على ما يجري علي أرض فلسطين من مجازر وحرب إبادة للفلسطينين في غزة، مطالبا بسحب السفير المصري من اسرائيل وفتح المعابر وتقديم المعونات لأهالي غزة. وأرجع "علي" ضعف الإقبال علي المسيرة إلي سرعة وتلاحق الأحداث بمصر، نافيا مطالبته بإعلان الحرب على اسرائيل بقدر ما يطالب بفتح معبر رفح. وقال الناشط السياسي علي غنيم، عضو حركة "حاكموهم" إن اسرائيل تعرف جيدا حجم الحكام العرب وحكومات الربيع العربي وردود أفعالهم التي لن تزيد بحال من الأحوال عن الشجب والإدانة والإستنكار، لاسيما أن الرئيس محمد مرسي يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية عما يجري علي أرض فلسطين من خلال وثيقة المودة والمحبة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز والتباطؤ الشديد تجاه حل القضية الفلسطينية. وطالب "غنيم" الخارجية المصرية وكافة وزراء خارجية العرب بسرعة تجميد كافة العلاقات مع اسرائيل والتراجع عن اتفاقية الخزي والعار المسماة ب"كامب ديفيد". جاء ذلك بعد اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري وحالة التصعيد الصهيوني الأخيرة على غزة والغارة الجوية علي القطاع وهو ما استفز الناشط الفلسطيني محمد فوزي، أحد المشاركين في مسيرة القوى الثورية من ميدان طلعت حرب إلى وزارة الخارجية، فقال إن دماء الفلسطينيين ليست رخيصة وسيتم الرد السريع على مقتل قائد القسام أحمد الجعبري وعشرات الفلسطينيين على يد الكيان الصهيوني وتلك هي مؤشرات النهاية لإسرائيل التي فتحت أبواب جهنم علي حالها. وطالب "فوزي" بفك الحصار عن غزة واتخاذ كافة الاجراءات التي تساعد على توصيل المساعدات لأهالي غزة المحاصرين تحت الرصاص والصمت العربي". قال الناشط السياسي أحمد دومة أن القوي الثورية التي تظاهرت اليوم لدعم المقاومة الفلسطينية هو اثبات قوي للإخوان بوطنية هؤلاء عن الجماعة التي كانت تزايد دائما علي سياسات النظام السابق خلال العدوان الصهيوني علي غزة في السنوات الماضية وما كان يتخذه الرئيس المخلوع "مبارك" من قرارات سحب السفير الاسرائيلي هي ذاتها القرارات السياسية التي يتخذها الرئيس مرسي. كما لا يوجد فارق بين نظامي "مبارك" و"مرسي" حسبما يقول، مشيرا إلي أن مصر الدولة العربية الوحيدة التي تدعم المقاومة بشكل كبير ويجب علي مرسي أن يقدر قيمة وحجم الدولة التي يرأسها وأن يصدق في السير علي شعاراته السابقة تجاه دعم القضية الفلسطينية دون أن يكتفي بأن تكون مجرد شعارات اعلامية رخيصة. ووجه "دومة" خلال مشاركته في المسيرة الإحتجاجية للتضامن مع أهالي غزة، رسالة إلي الرئيس مرسي قائلاً "نحن جنودك إذا اتخذتم خطوة للتغيير سواء بالمساعدات أو الاتجاه لفكرة الحرب المستبعدة ونسألكم بإسم الدين التي تدعونه دعم القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقلال الكامل لأرض فلسطين". وأضاف أن ما يجري علي أرض غزة يحدث بضوء أخضر وموافقة مسبقة بين مرسي والكيان الصهيوني، خاصة أن الكل يعلم أنه وصل إلي الحكم بصفقة بين الاخوان والعسكر وأمريكا، مشيرا إلي أن ما يحدث في سيناء واختراع ما يسمي بالخطر الأمني عليها، بمثابة الإدعاء الوهمي لعدو يصنعه النظام السياسي الحالي لتمرير بعض القضايا السياسية، رافضا استخدام سيناء كفزاعة أمنية تهدد مصر وأمنها، لأنها تمثل الأمن والأمان لكافة الشعوب العربية. كان المتظاهرون يرددون خلال وقفتهم الاحتجاجية أمام وزارة الخارجية هتافات "مرسي بيه يا مرسي بيه مالك قاعد ساكت ليه، المقاومة هي الحل ضد الغاصب والمحتل، مافي ذل وما في خوف محتاجين لكلاشينكوف، مطلب واحد للجماهير قفل سفارة وطرد سفير، الشعب يريد فتح الحدود". كما تعالت الهتافات الثورية أمام وزارة الخارجية ضد جماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بإسقاط معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مرددين "فينكم فينكم يا اخوان يا عملاء الأمريكان، الندالة هي هي والاخوان باعوا القضية، مش عايزين شجب وادانة عايزين مدفع عايزين دانة، افتحوا معبر رفح إن الكيل قد طفح، الشعب يريد اسقاط كامب ديفيد". وأخيرا قام المتظاهرون في العاشرة والنصف من مساء أمس بإنهاء تظاهرتهم أمام وزارة الخارجية بعد قرار الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري من اسرائيل، مؤكدين أنهم يجهزون لحملة شعبية واسعة لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندة القضية الفلسطينية بشكل كبير.