كتب - محمد مصطفى وفاطمة الجيلاني وسارة أحمد وأمنية بكر لم يتغير أول الشهر كثيرا عن آخره، فليس هناك راتب يأتي في مقدمة تلك الأيام الأولي من الشهر التي ينتظر فيها الكثير الراتب، فمعظمهم يعملون "باليومية"، أما الباقيين فرواتبهم الشهرية لا تكاد تقارن أسعار خمسينيات القرن الماضي، لا تتجاوز طموحاتهم ما يحصلونه من أموال ، لديهم أمل فى أن يأتى الغد بشئ أفضل ولكن مع تقلب الأحداث ، الخوف والحذر هما السمتان الرئيسيتان حينما تتحدث معهم عن المستقبل ، " الوادي" التقت" بعضهم لرصد الآمهم وطموحاتهم ومطالبهم في عيد العمال. يقول يوسف على " عامل ويتر " بأحدي الكافيهات - الوضع الراهن مقللق فمنذ قيام الثورة وحتى الآن عانيت كثير ولا زلت أعانى بسبب استغناء العديد من أصحاب الكافيهات عن العمال بسبب توقف الحال فى الفترة السابقة ، ذلك بالإضافة إلى تخفيضهم للاجور " واللى مش عجبه يدور " ورغم أنه قلق من الأيام القادمة لكنه يتمنى أن تأتى بخير حتي يعود الحال إلى ما كان عليه على الأقل . ويروي محمد عباس – عامل نظافه – عن آمالهم فيقول ، أتمني أن تأتى الثورة بخير لنا ، ولكن حتى الآن يحدث العكس فكل يوم مظاهرات واحتجاجات ومليونيات واحداث السرقة لعدد من البنوك المشهورة وايضا احراق بعض المصانع برغم من التواجد الامنى الملحوظ عن السابق الا انه لم يأتى بأثر كل هذا يأثر على سوق العمل بالبلد وبمصر نفسها ويري ان الوضع لن يتحسن الا بأنتخاب رئيس جمهورية . وأشار كل من ربيع حسن و أحمد فرج عاملان بشركة سياحة - أنهم منذ الكثير ينتظرون تحسن الأوضاع فى مصر كى تعود السياحة مرة اخرة الا ان الامر يزيد سوء ذلك ايضا بجانب تخوفهم من مستقبل السياحة فى مصر والتى يعملون بها منذ اكثر من 15 عام اذا تولى الحكم فيها الاسلاميين الذيين هددا كثيراً بمنع السياحة وتغطية التماثيل الفرعونية وما الى ذلك فى هذا الشق ويعد هذا هو اكثر الامور المقلقة لهم فى المستقبل القادم ويضيف إبراهيم السيد عامل بوفية - انه كان يعمل منذ 10 اعوام بأحد الشركات الحكومية للأسمنت لكن تم خصخصتها وخرج معاش مبكر فى الوقت الذي يعول فيه بيت مكون من زوجة و4 فتايت وولد هذا ما جعله يبحث عن عمل باحد الشركات الخاصة او اي عمل بصفة عامة وبدء يتنقل من هنا الى هناك بحث عن جنيه زيادة حتى استقر به الوضع فى تلك الشركة التى يعمل بها والتى ايضا قام صاحبها بتسريح عدد كبير من العمال بها وكان من بينها "عم إبراهيم " لولا ان راعا ظروفه وتركه يكمل عمله هذا ما جعله قللق من كل لحظة تاتى لحاجته للعمل وسط الجو السيئ الذى تعيشه مصر والذي قال عنه انه لن يتحسن الوضع الا حينما ينظر كل من هو في منصب الى من ولاه اياه كى يعم العدل بين الجميع واختتم قوله "حرام لم بلدنا يبقي فيها خير يتنعم بيه الغرب عن البلد والناس الهاى وولاد البلد المتمرمطين فيها مش لقين". " فيما يري محمد معروف – عامل بشركة - إن كانت الثورة أثرت على سوق العمل فى مصر فهى قامت بمشاركة جميع طوائف الشعب المقهور على أمره والذي عان كثيراً من ظلم وفساد النظام السابق ويري انه برغم الاحداث السيئة التى تمر بها البلد الا انه يري صحوة جديدة ستدفع بمصر إلى الأمام بتولى أحد المرشحين لرئاسة مصر وعودة الجيش إلى ثكناته ويدعو الناس الى عدم اليأس والقلق فلم يبقي الا القليل على الغد الذي يحلم به الجميع رغم كل ما يحدث فى الوقت الراهن . قال رجب رمضان - 37 عاما - حاصل على دبلوم صنايع أنه يعمل كبائع فى كل البضائع منذ خمسة عشر عاما ويعمل فى الشارع كل يوم لمدة عشر ساعات يوميا ولم يرث مهنة الفلاحة من أبيه لانه اضطر هو واخواته لقسوة الظروف أن يبيع أرضه ، وهو لايأخذ اجازات ، ولا يمثل له يوم عيد العمال شيئا مضيفا أنه رب أسرة مكونة من ثلاثة أفراد ويشتكى من وقف البيع هذه الأيام بسبب غلاء الأسعار ، حيث قلة القبول على شرائها ، ويرى أن كرامة البائع على الرصيف أصبحت مصونه بعد ثورة خمسة وعشرين يناير، فلم يعد يتعرض للعذاب أو الظلم ولم يعد أحد يأخذ منه بضائعه ، وكل مايتمناه أن يعمل فى وظيفة حكومية يكون لها تأمين ومعاش ويسنده عمل اخر، ومايتمناه أيضا هو أن يكون الرئيس المصرى القادم يتقى الله فى شعبه . وقال ياسر -35 عام - بائع ملابس حاصل على ثانوية عامة ، إنه يعمل منذ عشرون عاما فى مهنة البيع ، وهو لا يتزوج بسبب ضيق الحال وصعوبة الظروف وعلى حد قوله "إن اللى جاى على قد اللى رايح" كما أنه مفتقد الأمل "إنه يتجوز" فكل مناه فى الحياة أن يعيش مستور ومرتاح الحال ، فهو لايريد أن يتزوج أحد ويظلمه معه وحتى لايتشرد هو وأولاده فيما بعد فى الشوارع ، وأضاف عندما يكون هناك عدم أمان فى الشارع هذا ينعكس عليه بالضرر لان تقل حركة السير فى مكان الذى يبيع فيه وهو يبيع المنتجات الصينية مثله مثل الكثير من بائعى الرصيف وخاصة أنها عليها قبول كبير ويتمنى أن يكون هناك مواصفات فى الرئيس القادم وهو أن يؤسس مشاريع للشباب ويرحمهم من البرد القاسى فى الشتاء وونار الشمس فى الصيف . ويصف أحمد السيد - 32عام - حاصل على دبلوم صنايع قسم كهرباء ، بائع ساعات ، حالته فى يوم عيد العمال انه ينزل الشارع كيوم عادى جدا ، وفى أغلب الأوقات لا يأخذ باله أنه هو يوم عيده كل عام ، وأضاف أنه كان سعيدا عندما انتخب الإخوان فكان على أمل أن يحسنوا فى أحوال البلاد وبالتالى سيتحسن حال ولكن لانجد شئ حتى الآن ، وهو جرب معظم الصنايع والحرف فوصف حاله ب (سبع صنايع والبخت ضايع ) قائلا أن اكثر ما استفاده من الثورة أنه لا يشعر بالخوف مثل قبل الثورة فكانت البلدية تاخذ بضاعته ويتعرض الى معاملة بقسوة من رجال البلدية بدون رحمة وما يتمناه فى الرئيس القادم انه يكون انسان يتقى الله فى شعبة ويتمنى ان الله يولى من يصلح ووجدنا بائعين جعلتهم قسوة الظروف بوجهين فهم صباحا يعملون بشهادتهم وليلا عاملين على أرصفة مصر قال محمد (24) صباحا يعمل كصحفى وليلا يعمل بائع على الارصفة انه جمع اصدقائه لكى يجدوا المال الذى يتمكنوا من خلاله ان يصرفوا به على انفسهم والمكسب ينقسم عليهم واضطروا الى ذلك لان احلامهم كبيرة وكثيرة واولها ان يبنوا منزلا يكونوا مستقرين به فهم لا يريدون ان يتشردوا او ان يمدوا ايديهم وكانوا لا يعلموا ان عيد العمال الاول من مايو والذى يتمنوه فى الرئيس القدم ان يكون سياسيا واعيا ويشعر وان يقضى على كل معوقات الشباب ويحكي - ناصر محمد 27 - عاما حاصل على ليسانس دراسات اسلامية انه يعمل بائع جملة وقطاعى على الرصيف هو وابيه واخوته من تخرجة الذين اتوا من سوهاج الى القاهرة للقمة العيش فعندما اقفلت الباب فى وجه ان يتعين بشهادته قرران يعمل بائع على الرصيف وقال ان جاءت الفرصة له لكى يعمل موظفا سيرفض لان المرتبات ضعيفة جدا وهو يتذكر ان عيد العمال فى الاول من مايو ولكن لا يهتم وعندما توجهنا اليه بسؤال ماهو طموحك قال (عايز اجيب رشاش اضرب فى البلد من سوء الظروف اللى انا فيها ) وهو متوقع ان الرئيس القادم ايضا سيكون حرامى ويرى انه يحتاج الى سبع سنين حتى يجهز نفسه للزواج وقال ادهم مروان -24عاما - الذى مازال يتعلم فى الجامعة ويعمل حتى يستطيع ان يصرف على نفسة وهو يبيع العاب على الرصيف ان عيد العمال يشعره بالاستهزاء به بسبب الظروف السيئة التى تجعل الجميع فى حالة الى المال دائما فهو لاياخذ يوما اجازة حتى يجد لقمة العيش ولا يحتاج احد متمنيا ان الظروف تتحسن اكثر.