أكد "حمدين صباحي"، مؤسس التيار الشعبي المصري، والمرشح الرئاسي السابق، أنه قد تلقي إتصالاً من الدكتور "محمد مرسي"، رئيس الجمهورية، وأقترح عليه لقاء يجمعه مع الدكتور "محمد البرادعي و الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسي"، مشيراً إلي أن لقاء "مرسي" بهم هي بداية سلسلة من الحوارات مع القوى السياسية و التيارات المختلفة. و أشار "صباحي"، خلال حواره مع الإعلامي "عمرو الليثي"، في برنامج "90 دقيقة"، الذي يُذاع علي قناة "المحور" الفضائية، إلي أنه قد حرص قبل الذهاب ل"الرئيس" علي أن يتحاور مع قيادات "التيار الشعبي و قادة القوي الوطنية و الاحزاب الاخري" لكي يتفقواعلي ما سيتم مناقشته في اللقاء. و أضاف "صباحي"، بأنه قد تم التوافق مع "الرئيس" علي أن يتم عقد لقاء جماعي بعد إنتهاء سلسلة حواراته مع باقية القوي ، مؤكداً علي أن "الرئيس" لم يعد بشئ ، معتبراً أن هذا أمر طبيعي في أول لقاء، موضحاً بأن الدستور والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء تصدرت لقائه مع الرئيس. و كشف "صباحي"، عن أن "مرسي" تعاطف تماماً مع مطلب قصاص الشهداء، مطالباً إياه بإصدار قانون العدالة الانتقالية ليمكن من تحقيق قصاص عادل لشهدائنا. واضاف "صباحي"، أن الشعب المصري قام بثورة ضد الجوع ولا يزال الشعب جائعاً قائلاً : " الثورة أسقطت النظام الذي جعل الناس تجوع و لكن الناس مازالت جعانة ، فحقوق المصريين الاصلية في بلدهم لم تصلهم إلي الآن"، مؤكداً علي أن الشعب المصري لن يأكل من تقوى البعض، ولكن يجب عمل سياسيات جديدة لتوفير حقوق المصريين، محذراً فى الوقت نفسه من ثورة الجياع، ومتسائلاً : كيف يرضي "الرئيس والحكومة" بأن ينام الشعب جوعان؟ وتابع "صباحي"، لم أرى من جماعة الاخوان ما قد يحقق العدالة الاجتماعية في فكرهم الاقتصادي، مشيراً إلي أنه قد أكد مع "مرسي"، على أهمية العدالة الاجتماعية مثلها مثل الحريات إن لم تكن أكثر. و شدد "صباحي"، علي أن أهمية صياغة دستور يصون الحقوق الاقتصادية للمصريين، مبرراً أنه لا يريد للشعب المصري أن يقف في طابور صدقات، بل يريده أن يحصل على حقوقه كاملة، قائلاً : "إن كل مصري و مصرية لهم في رقبة الرئيس حق ان يصون لهم حقوقهم الاجتماعية و الاقتصادية في الدستور"، و تعجب من إعطاء سلع مدعومة للمصانع و الأغنياء. وأكد "صباحي"، علي أنه قد أقترح علي "مرسي" بأن يدعو إلي مؤتمر وطني للعدالة الاجتماعية يشارك فيه ممثلين عن الفلاحين والعمال والصيادين والرأسمالية الوطنية. كما تساءل "صباحي"، : "لماذا لا يجتمع المرشحين للرئاسة السابقين، وخبراء برامجهم في مؤتمر للعدالة الاجتماعية لتقديم حلول و اقتراحات للعدالة الاجتماعية". و اشار "صباحي"، الى أنه قد أبدي تعجبه ل"مرسي" بسبب قرار غلق المحلات، مبرراً أنه قطع أرزاق لمن لا يعمل فى وظيفة، متسائلاً : " لماذا تقطع الحكومة رزق الناس وهي لا توفر لهم حقوقهم؟"، فعندما توفر الحكومة إقتصاد قوي ومرتبات ك"دول أوروبا"، يمكنها وقتها أن تغلق المحلات الساعة 10 ك"محاكاه للدول الأوروبية". و أوضح "صباحي"، بأن نجاح "مرسي" هو نجاح للثورة المصرية لأنه أول رئيس منتخب، مؤكداً علي أنه لم يعرض عليه منصب نائب رئيس، خلال لقائه معه، لافتاً إلي أن توليه منصب تنفيذى الآن غير وارد، واردف "سأعينه بأن أساعده عندما أتفق معه أو أعارضه عندما أختلف معه"، معتبراً أن معارضتهم له وتقديم حلول و بدائل تصب في مصلحة البلد، وواجب المعارضة أن تنأى عن تولي المناصب في الحكومة التي تعارضها، وأن عبء ومسئولية البلد أكبر من أن يتحملها "مرسى" وحده. و أعلن "صباحي"، بأنه طالب "مرسي" بصياغة دستور معبر عن جميع المصريين ولا يكون معبراً عن أغلبية أو أقلية ، معتبراً أن من يضعوا الدستور يجب أن يكونوا "شبه" مصر و "شبه" ميدان التحرير، الذي لم يكن فيه أغلبية وأقليه وكان معبرعن تنوع مصر ووحدتها. و أكد "صباحي"، علي أن الجمعية التأسيسية بها عوار، ولكن لو أنتجت لنا دستور جيد سيرحب به، مشيراً إلي أنه أقترح علي "مرسي" تكوين لجنة جديدة متوازنة. و طرح "صباحي"، مقترحات خطيرة بشأن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، فالأول هو أنه يمكن الإبقاء علي اللجنة التأسيسة مع تعديل الإعلان الدستوري، و إضافة 50 عضوا من القوي السياسية علي الجمعية التأسيسية، و الحل الآخر أن يتم تعديل قانون التصويت في التأسيسية بأن يكون بنسبة "الثلثين". و أضاف "صباحي"، بأنه قد أقترح أيضاً علي "مرسي" ألا يطرح الدستور للإستفتاء إذا وجد به عوار، مستشهداً بقيام التأسيسية بحذف كلمة "تسعى لوحدتها" من مادة "مصر جزء من الأمة العربية تسعى لوحدتها" ؟ هل السعي للوحدة ضد الشريعة مثلا؟ و طالب "صباحي"، بتجريم التمييز بنص دستوري، مشيراً إلي أنه لم يري في مسودة الدستور ما يجرم التمييز، فالمسودة نصت علي عدم التمييز ولكن لا يوجد عقوبة للتمييز. و نوه "صباحي"، علي الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان والحقوق المدنية والسياسية التي صدقت عليها مصر، بأنها جزء لا يتجزأ من دستور مصر و يجب إحترامها، مضيفا.. أريد أن أوجه رسالة لكل مصري بسيط : "إن الدستور له علاقة بحياته اليومية وأكل عيشه و علاجه و تعليم أولاده و أجره ، فإذا نص الدستور علي صون الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، لن يكون ل"الغلبان والفقير" ضهر دستوري يستند عليه عندما تتجاهله الحكومة. و أعرب "صباحي"، عن رجائه بأن يثمر حواره مع "مرسي"، وأن تكون ثمرته لصالح الثورة والمصريين البسطاء.