طالب المبعوث الأممي والدولي المشترك بشأن الأزمة السورية "الأخضر الإبراهيمي" نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" لأخذ زمام المبادرة بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى هذا الشهر, واصفا هذه تلك المرحلة بالخطيرة للإنتقال إلى إنهاء الأزمة التي ستشعل المنطقة بأسرها. وقد أشارت صحيفة الواشنطون بوست إلى ما صرح به "الإبراهيمي" للصحفيين ببيروت اليوم بأنه إذا بادرت الحكومة السورية بوقف إطلاق النار, فإن الثوار على الجانب الآخر أكدوا للإبراهيمي أنهم سيحترمون تنفيذ القرار وسيلتزمون بالهدنة. ويقوم الأخضر الإبراهيمي بمجهودات حثيثة لدفع قوات نظام الأسد والثوار إلى وقف القتال خلال أيامَ عيد الأضحى الأربعة لتبدأ من 26 أكتوبر, و قد تعد تلك الخطوة سابقة وتقدما صغيرا بالمسار الدبلوماسي الدولي في وقف 19 شهرا من العنف الدامي بسوريا. وأضح الإبراهيمي في حديثه للصحفيين أن السوريين يدفنون يوميا المئات من القتلى, فإذا تغير الأمر نسبيا وقام السوريون بدفن عدد أقل من الموتى خلال أيام العيد, فقد يكون ذلك بداية لتحول الوضع السوري من الموصوف بالخطير إلى مرحلة تراجع نسبي ثم تراجع نهائي للخطر. ومن جهته, فإن المحلل السياسي "بن هوبارد" لا يرى تقدما على المسار الدبلوماسي, فإذا إتفق الجانبان "النظام والثوار" على الهدنة, فكلاهما إتفقا شفهيا من قبل على وقف القتال وما لبث أن نُقض العهد, إضافة إلى رفض الحكومة السورية للخطة قبل عرض الإبراهيمي مُتحججة بأن الثوار ليس لديهم قيادة ليتم الإتفاق معها على الهدنة, حيث يضيفُ أحد محرري جريدة "الثورة" بأن هناك دولة تمثلها حكومة وجيش في الواجهة ولكنه يتسائل عن من يُمثل الجانب الآخر من الثوار الذين يمارسون حربا أهلية وحشية ضد النظام وأن الكثير منهم ليسوا في اتصال مع بعضهم البعض. جاء عرض الإبراهيمي ببيروت للإجتماع بعدد من المسئولين اللبنانيين أثناء جولة له بالمنطقة, حيث طالب كل المجتمع الدولي للعمل لوقف الحرب الأهلية الدائرة بسوريا من خلال الحد من الأسلحة التي يتم نقلها إلى الجانب السوري.