أكد سفير تركيا لدى مصر، حسين عوني بوطصالى أن بلاده تثق في استقرار ومستقبل الأوضاع في مصر، وهو ما دفعها لضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات مختلفة في مصر، وتشجيع رجال الأعمال الأتراك على فتح فرص جديدة للتعاون بين البلدين. وأضاف السفير التركي في مؤتمر صحفي عقده في مقر سفارة تركيا بالقاهرة، أن زيارة الرئيس محمد مرسي إلى أنقرة مؤخرا، كانت ناجحة جدا وذات طابع خاص، مشيرا إلى أن الدعم المالي الذي يبلغ مليارى دولار و الذى تعهدت به تركيا لمصر خلال هذه الزيارة، يهدف إلى خلق مناخ اقتصادي أفضل لمصر التي تمثل شريكا هاما لتركيا في مختلف المجالات، مضيفا ان أنقرة تتطلع إلى زيارة دولة يقوم بها الرئيس مرسى لعدة أيام. واكد بوطصالى ان بلاده لديها ثقة كبيرة فى قدرة مصر على التعافى بسرعة وتحقيق الاستقرار، مشيرا إلى ان المساعدات التركية لمصر تخلق نوع من الثقة فى اطار المجتمع الدولى فى قدرة مصر على تحقيق تحسن اقتصادى فى الفترة القادمة. وقال ان هناك حاجة أيضاً لزيادة الاستثمارات المصرية فى تركيا مضيفا أن دفع علاقات التعاون بين البلدين يمثل فرصة جيدة لتعزيز دورهما في المجال الاقتصادي بالمنطقة، فى ليبيا والسودان و المشاركة فى مشروعات مشتركة فى العديد من دول العالم خاصة داخل القارة الأفريقية و الشرق الأوسط، مؤكدا ان تركيا ترى مصر كشريك و كجسر و بوابة و صديق ، لافتا إلى حرص الجانبين على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي كان متحدثا رئيسيا في منتدى رجال الأعمال المصري التركي، الذي شارك فيه ما يقرب من مائة رجل أعمال مصري وشهد تسويق استثمارات مشتركة بنحو 600 مليون دولار معربا عن أمله ان يعقد اللقاء الثاني للمجلس الأعلى للتعاون بين البلدين برئاسة رئيس الوزراء فى البلدين فى نوفمبر القادم فى القاهرة. ولفت السفير التركي إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا يبلغ 5 مليارات دولار، مؤكدا أن بلاده تسعى لرفع هذه النسبة في الأعوام المقبلة. وأكد السفير حرص بلاده على مشاركة مصر في الفعاليات الدولية التي ستقام في تركيا الشهر الجاري، من أجل التواصل والتشاور مع البلدان المشاركة حول مستقبل الأوضاع في مصر، منوها في هذا الصدد إلى إن بلاده تشجع مصر على إرسال وفد رفيع إلى منتدى الأعمال الدولي الذي سيقام هذا الشهر في إسطنبول من أجل شرح خطتها الاقتصادية خلال الفترة القادمة, إلى جانب المشاركة في اجتماع وزراء الاقتصاد فى دول منظمة المؤتمر الإسلامي التي تستضيفها تركيا الشهر الجاري أيضا، ويفتتحه الرئيس التركى عبد الله غول. وأشار بوطصالى إلى ان الرئيس التركى عبدالله غول زار مصر مرتين منذ ثورة يناير و كذلك زار القاهرة رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان بينما زارها وزير الخارجية احمد داوود أوغلو أكثر من تسع مرات على مدى السنوات الثلاث الماضية. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد بوطصالى أن الرئيس مرسي اتخذ موقفا واضحا من مسألة التدخل العسكري، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، مشيرا إلى أن بلاده تدعم الموقف المصري الداعي إلى وقف نزيف الدم في سوريا. ودعا السفير التركي المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل إنقاذ الشعب السوري، مشيرا إلى أن أنقرةوالقاهرة تحرصان على مواصلة المشاورات مع الشركاء المعنيين بالأزمة السورية من أجل التوصل لحل يوقف النزيف الدم في سوريا، مشيرا إلى مبادرة الرئيس مرسى لعقد لقاءات مع تركيا وايران والسعودية، ومؤكدا أن الاجتماعات ستستمر وان تلك المبادرة ليست بديلا عن مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة. وطالب المجتمع الدولة بتحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين، و الذين وصل عددهم إلى 150 ألفا، مؤكدا على تأيد بلاده للأفكار المصرية المطالبة بوقف سفك الدماء لانه لا يمكن السكوت فى القرن الحادي و العشرين على نظام يقتل شعبه بالأسلحة الثقيلة والطائرات. وأكد السفير التركي على رفض بلاده لتقسيم سوريا و ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشيرا إلى ان مشكلة اللاجئين السوريين ستزداد سوءا مع فصل الشتاء حيث البرد القارس فى تركيا خاصة ان معظم اللاجئين يعيشون فى خيام و هناك حاجة لخلق منطقة عازلة داخل سوريا ليعيش فيها اللاجئون.