اكد الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام للكنيسة الأرثوذكسية القبطية بالمملكة المتحدة، إن الجالية القبطية فى بريطانيا تراقب بلهفة تطورات الربيع العربى، والاحتجاجات والاضطرابات السياسية فى مصر، مضيفًا أنهم يخشون التداعيات الطويلة المدى للثورة، وكذلك من أن يعانى المسيحيون المصريون من ملاحقات أكثر بسبب أفعال المتطرفين وغياب القانون والنظام. وقال أنجيلوس، خلال حوار مع صحيفة «تودايز زمان» التركية "أن أحد أهداف الثورة الأولية كان توحيد المسلمين والأقباط تحت شعار مصرى واحد هو (هوية وطنية حديثة)، لكن هذا الشعار بدأ ينهار الآن» وأن هذه التوترات جعلت المجتمع القبطى ينتابه القلق. وأضاف الأنبا أنجيلوس "على الرغم من أنه لا توجد هجرة جماعية هائلة للمسيحيين من مصر، بعكس الحال فى دول شرق أوسطية أخرى، فإن الاشتباكات المستمرة ربما تدفع مزيدًا من المسيحيين المصريين إلى مجتمعات الشتات الكبيرة حول العالم"، وتابع "بريطانيا ربما تشهد مزيدًا من الأقباط المهاجرين فى المستقبل، إذا استمر العنف الطائفى ضد المسيحيين" وأوضح الانبا انجيلوس ان "المسيحيين لن يذهبوا إلى أى مكان، ليس من باب حب المواجهة، بل لأن هذا وطنهم، هم أحفاد الفراعنة"، وقال «أعتقد أنه إذا كانت الحكومة حكيمة ستريد أن يبقى الأقباط فى البلد، لأن هذا دليل على الاختلاف فى المجتمع. وأشار إلى أنه إذا لم يكن هناك أقباط كانت ستتم مهاجمة أشخاص آخرين" حتى فى مجتمعات الشتات تتعرض الجاليات القبطية إلى العنصرية، وأن بعض الكنائس القبطية فى أوروبا تلقت تهديدات فى أعقاب تفجيرات الإسكندرية 2011، مما فجّر المخاوف من أن مصر ستشهد حتمًا تغييرًا فى الإدارة وفى العقلية، وإن الوضع السياسى الحالى فى مصر لا يزال هشًّا وغير مكتمل وغير مستقر فى هذه المرحلة، مضيفًا أن الوقت لا يزال مبكرًا جدًا على معرفة النتيجة الفعلية للثورة، وعلى الرغم من مظاهر ملموسة للديمقراطية، فإنها لم تصبح ديمقراطية خالصة بعد. واشار الانبا انجيلوس الى ان فى الثورة فى بدايتها خلقت إحساسًا بالوحدة، وهو ما عكسته المشاهد الرائعة فى ميدان التحرير"، مشيرًا إلى أنه كان موجودًا هناك بالفعل بداية فبراير 2011، وتابع «ثم لسوء الحظ بدأ القانون والنظام فى الانهيار، وحدثت هجمات جديدة على الكنائس والمجتمعات المسيحية». وقال إن «السبب فى هذا يعود إلى عدم محاسبة المخطئين، فإذا تعرّضت كنيسة لاعتداء ولم يُحاسب المهاجمون فإنهم سيعيدون الكرة"، مشيرًا إلى أن هذا قد يحدث فى حالة هجوم على مسجد أو معبد يهودى أيضًا. وأضاف الأنبا أن الدين ينبغى أن يكون البوصلة الأخلاقية للسياسة، وعلى الزعماء الدينيين الدعوة إلى العدالة والمساواة والحقوق، وهى أشياء يجب مراعاتها فى القرارات السياسية، واستطرد "لكن لا ينبغى استغلال الدين فى التأثير، أو تسييس الدين، ولا أعتقد أنه ينبغى إقحام الدين فى أحزاب سياسية". وأشار أنه على الحكومة الحالية أن تغرس الإحساس بالهوية الوطنية، لأنه كلما كان الناس منقسمين سيستمرون منفصلين.