في شهر سبتمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الامية وهو نفس التوقيت الذي يشهد بداية الدراسة، جاء الاحتفال هذا العام مختلفاً، حيث قرر العاملون بالهيئة الاعتصام داخل مقرها، احتجاجاً على اوضاع عديدة بالهيئة مطالبين بتغيير رئاسة الهيئة وجميع قياداتها لعدم التفاتها للعمل داخلها وانشغالها بمتابعة ومناقشة رسائل الدكتوراه -على حد قولهم-، محملين قيادات الهيئة إنخفاض عدد المتعلمين من 650 ألف إلى النصف، بالاضافة لضعف المستوى التعليمي للخريجين نتيجة لسوء الادارة بالهيئة، ويرى العاملون ان دورات التدريس التي يحصل عليها الدارسون ليس لها أهمية فهم "دخلوا الهيئة اميين وخرجوا بنفس المستوى"- على حد تعبيرهم - ، وطالب العاملين بمحاربة الفساد بالهيئة والذى يظهر في اشكال كثيرة منها المبالغة في مكافآت لبعض العاملين بينما هناك الكثيرون لا يحصلون على أي مكافآت ، بالإضافة للمحسوبية في التعيينات التي كانت من نصيب أفراد من خارج الهيئة في الوقت الذى لم يجد ابناء الهيئة من المؤقتين التثبيت رغم احقيتهم في ذلك، ورغم وجود موارد مالية للهيئة أي لن تطالب الهيئة أي موارد مالية من الوزارة الا انه لا يوجد عدالة في توزيع مكافآت نظراً لوجود مشكلة في سوء التوزيع، حيث تكون مكافآت الهيئة من نصيب أشخاص بالمحسوبية، ولا يزيد عددهم عن 100 شخص فى حين اجمالى العاملين بها ثلاثة الآف موظف . كما يرى العاملون أن هناك ظلما فى تقدير جهودهم ، حيث يقع على كاهلهم إدارة العملية التعليمية لمئات الآلاف من الملتحقين ، يقومون بامتحانهم لدخول الدورات ، كما يقومون بإجراءت التعاقد مع المدرسين ، والمرور على الفصول لضبط العملية التعليمية . وجدير بالذكر ان تلك الوقفة ليست الاولى للعاملين حيث شهد الاسبوع الجاري وقفة لهم أمام وزارة التربية والتعليم بالامس، ونتيجة لعدم الاستجابة لمطالبهم قرروا الاعتصام داخل مقر الهيئة غداً. ورفض العاملون تصريحات الوزير بإنشاء فصول جديدة بالفترة المسائية مضيفين أنه من المفترض محاربة فساد الهيئة اولا قبل تصريحاته ووعوده بإنشاء فصول جديدة في كل إدارة تعليمية من الممكن ان لا يتم تنفيذها. مطالبين بعودة الشريحة السنية للملتحقين ببرامج محو الأمية لما كانت عليه ، حيث كانت من 14إلى 45 عاما ، وأصبحت من 16 إلى 35 عاما. يذكر أن الهيئة العامة لتعليم الكبار تابعة لرئاسة الوزراء وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم ، وفروعها تغطى جميع محافظات الجمهورية، من خلال 223 إدارة تعليمية ، و60 ألف فصل ، ومئات الآلاف من الطلاب الذين يجري امتحانهم كل ثلاثة أشهر. ومن جانبه قال مصطفى رجب، رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، أن هناك خطة خمسية تبدأ من العام الجديد ، تستهدف وصول مصر إلى الصفر الاعتباري، وأن يكون الأميون فى مصر أقل من 7%،موضحا انه يمكن تحقيقها إذا استمرت الوزارات والجمعيات الأهلية المعاونة والشريكة ومؤسسات المجتمع المدني في حل قضية محو الأمية، مناشداً رجال الأعمال والأحزاب السياسية المشاركة الفعالة فى حل قضية محو الأمية كأحد الأولويات الاستراتيجية.