"نخنوخ" هو الإسم الحركي لصبري حلمي، أشهر زعيم بلطجية في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية واسم كبير في عالم البلطجة والإجرام، تم القبض عليه الأسبوع الماضي وبحيازته كمية كبيرة من الأسلحة النارية والمواد المخدرة وحديقة حيوان داخل فيلته الخاصة " خمسة اسود ونمر ونعامة وثعبانين ونسناس وسبعة كلاب وأربع خيول"، وصاحب مكاتب لتوريد وتمويل البلطجية في مناطق البساتين والهرم وفيصل والمهندسين وصاحب نوادي للقمار في جميع الملاهي الليلية والفنادق وصالات لتدريب البودي جاردات، فضلا عن تجارته للسلاح والمخدرات التي كان يمارسهما علي نطاق واسع. برز أسمه مؤخرا وصار حديثا للرأي العام للدرجة التي جعلت منه بطلا قومياً بصناعة اعلامية من قبل بعض القنوات الفضائية الخاصة التي تتلقي تمويلها من كبار رجال أعمال الحزب الوطني المنحل، خاصة أوقات الانتخابات البرلمانية في عام 2000 وحشد رجاله في تأمين صناديق الانتخابات ومنع دخول المعارضين للنظام الحاكم وشراء اصوات الناخبين لتزويرها لصالح مرشحي "الوطني" . "ليست القضية مع من تتحاور ولكن لصالح من يتم تلميع الضيف؟" سؤال طرحته "الوادي" علي المهتمين بالشأن الإعلامي والسياسي للوقوف علي حقيقة الاعلام الخاص وحجم المليارات التي تصرف لهدم الدولة والانقضاض على الشرعية بضحكة وابتسامة صفراء تحمل داخلها ملفات كبري عبر رسالة إعلامية غائمة وقائمة علي أموال رجال أعمال الحزب الوطني المنحل من قادة النظام القديم وهي رسالة في ظاهرها الشفافية والمهنية والإعلام وفي باطنها "الفلول". وهذا ما أكده الاعلامي حمدي الكنيسي الذي ذكر أن الاعلام بعد الثورة صار أسوء مما كان عليه في عهد النظام السابق من خلال الرسالة الإعلامية التي انقلبت في صف الاخوان بنحو 180 درجة وهم يسيرون بمبدأ "اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي" على حد تعبيره، وهذا عين ما حدث مع ملاك القنوات الفضائية القومية والخاصة في تعاملهم مع الرئيس محمد مرسي او من يمتلكون الأموال والسلطات، مشيرا إلي ما قامت به قناة النهار أمس في حوارها مع صبري حلمي نخنوخ الذي أظهرته في صورة الزعيم والبطل الشعبي المحبوب من كل المصريين وأهالي منطقته رغم أنه في ذمة قضايا إتجار في السلاح والمخدرات ومن ثم فإن القناة ارتكبت خطئا مهنيا جسيما حينما فعلت ذلك ووجهت الحوار لخدمة ذلك. واستنكر "الكنيسي" الانحياز الفج من قبل القناة خلال حديث الأمس مرجعاً ذلك إلي مدى العلاقة القوية التي كانت تربط البلطجية برموز النظام القديم من رجال الاعمال المالكين للقنوات الفضائية، مشيرا إلي صاحب مجموعة قنوات "CBC" محمد الأمين الذي ضخ في القناة أكثر من 50 مليار جنيه، وهو غير معروف المصدر علي حد قوله. والغريب أن الصحافة تحاشت الحديث عنه بسبب اتساع دائرة المستفيدين من نجوم الصحافة المعروفين والذين يتصدرون المشهد حالياً لتوجيه المشاهد كما يودوا توجيهه . كان "الأمين" من أكبر الموالين لمشروع التوريث القديم لجمال مبارك، ورغم ذلك فإنه يمتلك الآن أسطول إعلامي حاشد، هدفه التضليل والتطبيل والمثير للاستغراب أن الجهات المسئولة تغض الطرف عن "التمويل" تاركة الحبل على الغارب لادخال أموال يتم غسيلها في قنوات فضائية تقوم بالترويج للعودة بنا إلى ما قبل يناير 2011. وقد رصت صفحة "امسك فلول" عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ذاك التاريخ الطويل لرجل الأعمال التابع للحزب الوطني المنحل، ومالك قنوات(CBC Drama 2 - CBC Drama - CBC - CBC 2 - النهار - النهار رياضة - النهار دراما - النهار Movies - مودرن سبورت - مودرن حرية - مودرن البيضاء ). هو رئيس مجلس إدارة صحف ( الوطن - اليوم السابع - الفجر - شبكة الأخبار العربية - شريك في المصري اليوم بنسبة صغيرة )، كان الامين عضوا سابقاً بالحزب الوطني المنحل وشريك لكمال الشاذلي ومنصور عامر صاحب شركات (عامر جروب) ومحمود عمارة وهو أحد أباطرة الإقتصاد والفساد في عصر الرئيس المخلوع "مبارك". هنا تعرف "الأمين" علي منصور عامر من خلال اسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، ليتمكن من تأجير محل "لانتر" في الشانزليزيه بمارينا من عامر. كان هذا اللقاء بداية انطلاق شراكة قوية بين الرجلين الأمين وعامر في بيزنس غامض وسريع الربح والصعود . فشاركا علي فندق "كان كون" بالزعفرانة ثم أبراج السخنة بورتو مارينا و بورتو السخنة، وهكذا تحول الأمين من البط والسمك إلي الاستثمار العقاري والسياحي والاعلامي الضخم والسريع التوسع. وعلي صعيد أخر قال الإعلامي "حمدي قنديل" الفلول علي اشكالها تقع وقد جاء اليوم الذي صار فيه للباطل اصوات وابواق كثيرة تدافع عنه حتي لا تُذكر اسمائهم في تحقيقات النيابة ومحاضر الشرطة معه وحينها ستقع رؤوس كثيرة كبيرة . وأشار "قنديل" إلي أن العديد من الاعلاميين والفنانين والسياسيين والبرلمانيين كانوا في كنفه وحمايته وتأمينه ومن ثم صاروا تحت أمره في أي وقت وهو ما دفع العديد من هؤلاء للظهور الاعلامي معه بشكل كبير في رسالة شديدة اللهجة إلي كل من تسول له نفسه في مجرد الاقتراب من ذلك الفنان أو الإعلامي او السياسي الذي يدخل في أمان المدعو "نخنوخ". ومن ثم فإن ما حدث مجرد مصالح تجمع هؤلاء بعضهم البعض من قبيل الحماية، ومضايقة الخصوم، وكل عمل غير مشروع يحتاجه الفنان أو لاعب الكرة أو السياسي، أو كما يطلق عليه "قنديل" خدام لمن يدفع أكثر، كله تحت الطلب وما خفي كان أعظم. وكان المطرب سعد الصغير قد أعلن عبر قناة النهار أن المعلم صبرى نخنوخ رجل خير وله فضل كبير عليه وعلى كثير من الفنانين قائلا "ماينفعش نقول عليه بلطجى وهو اللى ساعدنى فى بداية حياتى على دخول شارع الهرم". "كل يغني علي ليلاه".. هذا كان تعليق الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية علي رئيس جمهورية البلطجية حسبما تصف نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية "نخنوخ" وتعامل الاعلام معه خلال الايام الماضية علي أنه فتوة هذا الزمان وعاشور ناجي العام. للدرجة التي دفعت العديد من الفنانين والرياضيين للتتصوير معه، موضحة أن معظم هؤلاء كانوا من أشد المعارضين للثورة والمؤيدين للرئيس المخلوع "مبارك" ونظامه ومن ثم فليس مستغربا أن يفعلوا ذلك لأنهم أولا وأخيرا من فلول نظام فاسد.