قبل أن تفتح فمك بأى انتقاد لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة او تكويشهم على السلطة، سوف يرد عليك رجالهم بأن مبارك والحزب الوطنى كانا يفعلان هذا وزيادة، هذا التكويش إمتد ليصل إلى الإعلام بسياسة مبالغ فيها ، عرفت إعلامياً بأخونة الإعلام. شريف عارف رئيس تحرير جريدة ميدان التحرير يرى ان مصر تتعرض الآن لأكبر حملة شرسة على الإعلام ويؤمن شريف بأن الإعلام مؤسسة مثل باقي المؤسسات في مصر قد أصيبت بالفساد في العقود الماضية وخاصة في زاوية الحرية وحرية الرأي على وجه الخصوص وتابع ، ان استهداف أخونة الإعلام ظهرت منذ تولي الرئيس محمد مرسي كرسي السلطة بالبلاد والمثل الحي على ذلك الذي يكشف نواياهم اختيار وزير الاعلام في الحكومة "صلاح عبد المقصود" والأخير بحسب شريف ،أحد القيادات البارزة في جماعة الأخوان المسلمين وهو شخصياً يفخر بذلك وأردف شريف أن بعد أيام من تولي الدكتور محمد مرسي لموقعه قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية "ياسر علي " أن الرئيس يتعهد أنه لم يقصف قلم حر ولن تغلق صحيفة في عهده وأمام هذه الكلمات ،يسأل شريف : وما الجديد الذي أضافه حكم مرسي فهذه الكلمات هي نفس الكلمات التي تعودنا أن نسمعها فترة نظام مبارك وأضاف انه كان يجب على الرئيس مرسي أن يبدأ حديثه عن حرية الصحافة والإعلام وإصدار الصحف والقنوات وعلاج قضايا المهنة بدلاً من أن يبحث عن من ضدنا ومن رجالنا فالقضية أبعد من ذلك بكثير فالأخوان المسلمين أعطاهم الله القدرة التنظيمية والحشد ولكن لم يمنحهم القدرة على صناعة عمل إعلامي وتابع شريف ، أن مأساة الأخوان أنهم لا يملكون آلية الإعلام ولذالك يدعون لتحطيم ومواجهة كل الآليات الإعلامية المخالفة لهم و أشار إلى أن القضية الآن ليست قضية إعلام بقدر ما هي تصفية حسابات وخير مثال ما حدث مع معظم الإعلامين والصحفيين فمن الأولى إذا كانت جماعة الأخوان المسلمين تسعى الى عصر النهضة أن يبقوا على حيادية الإعلام كما وصف شريف المعايير التى تم من خلالها عملية اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية ، بأنها عملية هزلية تفتقد للموضوعية والحرفية لم يحدث في عهد النظام الذي رسخ الظلم والفساد قائلا : " نحن امام عملية تصفية لكل معارضي الإخوان ومرسي" كما يعتقد رئيس تحرير الميدان ان" جهاز تنظيم الإعلام " الذي تحدث عنه مرسي سيصبح البوابة الرئيسية لطعن الحريات وتدمير العمل الإعلامي ومن ثم فهو "مؤشراً خطيراً" بكل المقاييس وسيمس حرية تداول المعلومات ويرى أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهات داخل المؤسسات الصحفية بين المعارضين وبين السلطات المدفوعة من قبل رموز الأخوان. وان ما حدث من نشر الأعمدة بيضاء احتجاجاً على ما يدور خلف الستار موقف يذكرنا بما حدث من اعتراض الصحفيين على قانون 100 لسنة 1996 بتقييد حرية الصحافة ،مضيفاً أن كل "الإعلاميين" سوف يواجهون محاولات أخونة الإعلام حتى لا يتحقق مفسراً ذلك الوضع بأنه مؤسفا قائلا"نحن نتحول الي قانون الغابة حينما يختلف تياران تحضر كل منهما مليشياتها للانتقام من الاخر "وهذا يعود بنا الي ما قبل ثورة 25 يناير الي مرحلة الجهل وهذا غير مقبول وغير مسموح به . وطالب شريف عارف بوقفة احتجاجية حاشدة ليست لرفض أخونة الإعلام فحسب ولكن ضد كل من يحاول كبت الحريات ومصادرة الرأي والتعبير . وفي سياق متصل يصف الدكتور "محمود خليل" كتبة الإعلام الأخواني بأنهم "جماعة البربرية المفترسة " رافضاً ما حدث من محاصرة مليشيات الإخوان لمدينة الإنتاج الإعلامي والتحريض ضد الإعلاميين الذين لا يريدون دولة الإخوان وحكم المرشد مؤكدا أنه يجب مراعاة الفنون وإقامة دولة القانون فوق أي إنتماء شخصي كما أضاف أن الإخوان المسلمون يريدون إعلام "دلدولا" تابع للسلطة وخاضع لمكتب الإرشاد وهذا لا يليق بثورة يناير التي أسقطت النظام البائد ومعه الخوف والتابعية. كما أشار أنه يجب وضع قانون يحمي حرية الصحافة والإعلام حتي لا تكون تابعة لحزب معين ولا يكون هناك وصاية على المؤسسات الصحفية لافتاً إلى انه عبر عن استيائه من هيمنة الاخوان على الاعلام من خلال حجبه نشر مقالته اليومية تعبيرا عن موقفه من طريقة اختيار رؤساء التحرير الذين لا يعبرون عن شئ غير إرادة الإخوان. وأضاف أن الحل لهذه المشكلة أن يتخذ الرئيس مرسي قرارا ليحمي حرية الإعلامي خاصة المعارض لسياسة الجماعة مؤكدا أن الاعلام دوره الأساسي التعبير عن ما يراه في صالح الوطن سواء كانت معارضه للجماعة او مؤيدة لهم وهذا لا يتوفر الا اذا توافرت بيئة إعلامية مستقلة . وتقول الكاتبة سكينة فؤاد : ان هذا الأسلوب مرفوض تماماً وتقول ان الرئيس مرسى حتى الآن هو رئيس للجماعة ولهذا صمتت الرئاسة على تحركات ميليشيات الجماعة التي تحركت وحاصرت مدينة الإعلام واعتدت على الصحفيين وأشارت سكينة فؤاد إلى انها تريد دولة القانون والاحترام في اختلاف وتقارع الرأى بالرأى الآخر ولا تتحول للتطاول الى قانون الغابة فهذا القانون بحسب ما قالت سكينة فؤاد ، ينم على العجز والجهل وهذا لن يتم الصمت عليه مرة اخرى فلا نريدها دولة بلطجة اخوانية ومليشياتها . كما شارك مدونين مواقع التواصل الاجتماعية الإعلامين إعتراضا على ما يفعله ميليشيات التابعة لجماعة الأخوان على فيس بوك و تويتر ومن جانبه أعلن حمدين صباحي مرشح الرئاسة الاسبق على "تويتر "انه ضد اعتداء جماعة الاخوان المسلمين على الإعلامين حيث نشر قائلا" سددنا ثمن الديمقراطية من دماء أغلى أبنائنا،فإذا تحول الخلاف فى الرأى الى عنف علينا محاسبة المعتدين دون رأفة، مؤكدا أن الاعتداء على الإعلاميين جريمة" .