قصفت المقاتلات التركية مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا يوم الجمعة في الوقت الذي احتجزت فيه الشرطة مئات يشتبه انهم متشددون في مداهمات نفذت في انحاء البلاد في مؤشر على ان انقرة ربما تخلت عن ترددها وتقوم بدور على الجبهة ضد المقاتلين الجهاديين. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن مقاتلات تركية إف-16 قصفت مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية داخل سوريا في وقت مبكر يوم الجمعة بعد ان قالت أنقرة انها ستتخذ أي "اجراءات ضرورية" لحماية نفسها من هجمات متشددين اسلاميين واكراد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الجمعة إن العمليات الأمنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمتشددين اليساريين والأكراد ليست عملية منفردة لكنها تأتي في إطار حملة شاملة وستستمر. وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن 297 شخصا بينهم 37 أجنبيا اعتقلوا خلال المداهمات التي نفذت في أنحاء مختلفة من البلاد. وأضاف أن العملية أعقبت غارات جوية نفذتها مقاتلات تركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ونجحت في تدمير أهدافها بالكامل. وتابع أن الجيش التركي لم يدخل الاراضي السورية لتدمير أهداف تابعة للتنظيم. وقال مكتب رئيس الوزراء التركي إن الشرطة بدأت حملة أمنية تستهدف جماعات متشددة في 13 اقليما في أنحاء البلاد اليوم الجمعة. وأضاف أن الحكومة عازمة على التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الأكراد "على حد سواء". وظلت تركيا شريكا متمنعا في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الدولة الاسلامية وتمسكت بضرورة الاطاحة بالرئيس السوري يشار الاسد وتقول ان القوات الكردية السورية تشكل أيضا خطرا أمنيا كبيرا. لكن هجماتها على مواقع الدولة الاسلامية داخل سوريا والمداهمات التي نفذتها في ساعة مبكرة في 13 اقليما والتي استهدفت في الوقت نفسه متشددين اكرادا تعتبر من أجرأ عملياتها حتى الان. وقال مسؤول تركي ان انقرة انتقلت من استراتيجية سلبية الى "دفاع نشط". وجاء تحرك تركيا بعد ساعات من قول مسؤولين في واشنطن ان انقرة وافقت على السماح للطائرات الامريكية بشن غارات انطلاقا من قاعدة قرب الحدود السورية بعد ان تخلت عن معارضتها السابقة لانطلاق طائرات مأهولة من قاعدة انجرليك لتنفيذ غارات جوية هناك. وجاء ذلك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الامريكي باراك اوباما والتركي رجب طيب اردوغان.