كتب - ربيع السعدني ومحمد سليمان "مليونية حماية الثورة"، شعار جمعة طلاب الشريعة الذي رفعته القوي والتيارات السياسية التي أعلنت مشاركتها في تظاهرات اليوم للمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي علي مرشحي النظام السابق في الإنتخابات الرئاسية القادمة بدعوة من حزبي النور والحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. وأكدت نحو 44 حركة وتيار سياسي علي مشاركتها في مليونية رد الاعتبار وحماية الثورة، في حين أعلنت بعض القوي السياسية والتيارات والأحزاب اليسارية الأخري عن رفضها المشاركة في المليونية وعلي راسها حركة شباب 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) التي تستعد منذ أيام في التجهيز لمليونية "تقرير المصير" يوم الجمعة المقبل، قالت هبة الشرقاوي ،عضو الحركة، أنهم لن يشاركوا في جمعة الإخوان والسلفيين لأن الحركة كانت أعلنت في بيان سابق الدعوة لمليونية 20 أبريل المقبل قبل الاعلان عن مليونية الاسلاميين ، تحت شعار "مليونية تقرير المصير" لرفض كل الطرق التي تؤدي إلي فتح الأبواب لأركان نظام مبارك للترشح لرئاسة الجمهورية بعد الثورة وللمطالبة بتعديل المادة 28 من نص الإعلان الدستوري والتي تمنح اللجنة القضائية المشرفة على الإنتخابات الرئاسية حصانة مطلقة وتفتح الباب أمام الشكوك في نزاهة الإنتخابات الأهم في مصر، بالإضافة إلي فشل الحكومة في حل أى أزمة تحدث، فضلا عن الفشل الذريع في تحقيق مطالب الثورة على حد وصف البيان ، سيكون شعار الإخوان في مليونية الغد "ثورة ثورة حتى العصر"، "صفقة صفقة وتخرب مصر"، مؤكدة أن "الإخوان مش بتوع ثورات الإخوان بتوع صفقات" . وتضيف الشرقاوي أن الاخوان في موقف لا يحسدوا عليه اليوم بعد أن باعوا الميدان لصالح البرلمان ، فخسروا ثقة المصريين ، ولم يعد أحد يامن لهم أو يصدق وعودهم بحال ، خاصة بعد أن ذاقوا حلاوة الكرسي وتناسوا الثورة ، مشيرة إلي أن الثورة لم تقوم ليردد الجميع "اسلامية اسلامية، الشعب يريد تطبيق شرع الله" وغيرها من الشعارات التي تصب في نهاية المطاف نحو تأجيج نيران الطائفية بين صفوف المجتمع المصري. واكد د. عبد الحميد الهبيان، عضو الجمعية الوطنية للتغيير ان المجلس العسكري نجح بجدارة واستحقاق في تفريق القوي والتيارات والحركات السياسية والحزبية الثورية برعاية ومساعدة التيار الديني بدليل مئات الحركات والإئتلافات الثورية التي ظهرت بعد الثورة ، واعلن الهبيان رفضه المشاركة في جمعة "شخصنة الثورة" _علي حد وصفه ، بعد أن كشفت الأيام والشهور أن اللواء عمر سليمان وبقايا النظام السابق هم الطرف الثالث واللهو الخفي الذي كان يفتعل الأزمات خلال الفترات الماضية ليقود الثورة المضادة، محذرا من ضرب ثورة يناير في مقتل اذا لم يتم تدارك ما يحدث الان. واصدرت حركتي "شاطرون وحازمون" واللتان تعدان من أكثر الحركات تواجدا في ميدان التحرير اليوم، بيانا خاص قالا فيه "إننا ونحن في هذه اللحظات الفارقة وقد عشنا أياما عصيبة نكتم أنفاسنا، ننظر بعين المتأمل إلي مجريات الأمور والأحداث ، وبعد أن كشفت تلك الغمة العديد من الحقائق التي أثبتت لنا أننا في معركة حقيقية مكتملة الأركان وللأسف الشديد يستعمل فيها أسوأ الوسائل بداية من تشويه اعلامي وتزوير مؤسسي والمجلس العسكري بغبائه السياسي أدخل اللواء عمر سليمان فاقد الشرعية وعدو الثورة الأول للسطو علي الحكم تحت مسمي الديمقراطية واحترام إرادة الصندوق . ويضيف البيان الصادر من طلاب الشريعة الداعمون لمرشحي الاخوان والسلفيين (حازم صلاح ابو اسماعيل وخيرت الشاطر) ، ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة أخرج المعركة من كونها تدار من وراء حجاب إلي مرحلة اللعب علي المكشوف ، وهم بذلك يبعثون الروح الثورية من جديد للشعب المصري لجمع وتوحيد كلمته في مواجهة نظام المخلوع بعد أن نجحوا في تشويه الثورة والثوار علي مدي عام كامل ، وهو ما دفع شرفاء الشعب المصري (شعب 25 يناير)، للنزول يوم 13 أبريل تحت شعار "جمعة رد الإعتبار وتكميل المشوار" في إشارة واضحة إلي كشف محاولات التزييف الإعلامي والتزوير المؤسسي الذي يمارس ضد مرشحي الفريقين حسبما يذكر خالد شوقي،منسق عام الحملة المركزية لدعم أبو اسماعيل رئيسا للجمهورية ولإكمال المشوار بعد أن حسمنا الجولة الأولي من المعركة وما تزال أمامنا جولات عديدة . وأعلن حزب غد الثورة عن مشاركته في مليونية 13 أبريل التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلي مشاركته كذلك في مليونية 20 إبريل "جمعة تحديد المصير" التي دعت إليها حركة 6 أبريل وجميع القوي الثورية والسياسية والأحزاب المدنية للتنديد بترشح أعوان النظام السابق في انتخابات الرئاسة وعلي رأسهم اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق. وفي سياق متصل أعلنت الجبهة الثورية لحماية الثورة والائتلاف العام للثورة عن مشاركتهما في مليونية اليوم من أجل التصدى لترشيح أعوان النظام السابق والسعى لإستكمال مطالب وأهداف الثورة وحمايتها من الإجهاض ومحاولات سرقتها وتغليفها لصالح فلول النظام البائد ،مطالبين بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تعطي قداسة وحصانة لقرارات اللجنة القضائية الرئاسية، فضلا عن خداع الشعب المصري بمحاولات فرض رئيس تفصيل من قبل المجلس العسكري عليهم للخروج من دائرة المحاكمة فيما بعد. وأكدت الجماعة الإسلامية علي المشاركة اليوم في بيان يوزع في الميدان ، وقال عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة أن مشاركتهم جاءت في هذا التوقيت منعاً للانقلاب على الثورة، واستمرارا لها، وحتى لا يظن البعض أن الثورة المصرية قد انتهت وكرسالة أخيرة لأبناء مبارك "احترسوا فمن امامكم شعب مصر ومن خلفكم سجن طرة" ، مستنكرا موقف القوى والأحزاب العلمانيه والليبرالية التي تدعوا لعدم النزول مع الإخوان او السلفيين اليوم مما يكشف الوجه القبيح لهؤلاء المنافقين _علي حد وصفه. وعلي الجانب الآخر.. رفضت تيارات أخري المشاركة في "جمعة حماية الثورة" وعلي رأسها حزب التجمع والحزب الشيوعي المصري، والجبهة الديمقراطية لحركة 6 أبريل، حيث اعلنت مقاطعتها لاي مليونية تقودها جماعة الاخوان المسلمين ، ووصف الحزب الاشتراكى المصرى هذه المليونية ب" "جمعة قندهار الثانية "، الا أنهم اعلنوا مشاركتهم في مليونية 20 ابريل ضد ترشيح رموز النظام السابق من أجل دستور ثوري يليق بشعب مصر. ومن جانبه، أوضح حاتم شعبان، قيادي بحزب العمل، أن ثمة محاولات للقضاء علي الثورة يقودها عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسي (ثلاثي الثورة المضادة) _علي حد وصفه، قائلا " إذا حاول الثلاثي المبارك استغفال الشعب المصري الذي لن ينسي أبدا أنهم سبب كل الأزمات والأحداث والمؤامرات والإضطرابات التي تحدث في كافة أنحاء الجمهورية فلاشك أنهم واهمون، موضحا أن الأمور لم تعد تحتمل الإنتظار بعد أن اتضحت الرؤيا أمام الجميع ، ومن ثم فلا بديل عن توحيد الأهداف والمطالب لصالح مرشح اسلامي في مواجهة التيارات العلمانية وبقايا النظام القديم، اضافة إلي اسقاط حكومة الجنزوري التي تتلقي الأوامر من مجلس مبارك العسكري". وفي رسالتين وجههما أبو الثورة المصرية عم محمد عطيان، الذي يطلق عليه الثوار "مسمار الثورة في الميدان" إلي من يريدون حكم البلاد ويتناحرون علي الكراسي والسلطة من الإخوان والسلفيين قال عطيان "احترسوا فإن السلعة فاسدة والثورة لن تقبل التغليف ، فالصراع الذي تتقاتلون عليه هو في حقيقة الامر صراع علي سراب ومن يجري وراء المصالح الخاصة لا يقوي علي كلمة الحق، ويا شباب السلف والإخوان أنتم واخوانكم الثوار خير ما أنجبت مصر، أرجوكم اعقلوها ولا تكونوا مجرد أداة لمن يريدها حربا أهلية فتصبح الثورة عار عليكم جميعا" ، وقال في رسالته الثانية وبعث بها إلي المجلس العسكري " يانظام مفجوع الطبخة ريحتها فاحت، فردوا المظالم واعترفوا بخطاياكم قبل انطلاق قطار الثورة الذي سيقلب الحلة فوق رؤوس الطهاة فلا أحد يلوي ذراع شعب مصر".