اثارت مليونية "حماية الثورة" التي دعت لها بعض القوي الاسلامية لرفض فلول النظام ومنعهم من الترشح للرئاسة تحفظ عدد كبير من الاحزاب الليبرالية واليسارية التي انتقدت المليونية واعتبرتها رغبة في استعراض قوي التيارات الاسلامية بقيادة ممثلي الاخوان المسلمين في اطار الصراع علي كرسي الرئاسة الذي اخذ منحي الصدام بينهم وبين المجلس العسكري واعتبر البعض ان المليونية قد تكون نجحت في بث رسالة الي احد طرفي الصراع المتناحر علي السلطة لكنها فشلت في توحيد الصف والجهود من اجل عودة مطالب الثورة كاملة في حين اكد فصيل اخر ان المليونيه جاءت لترويع جموع المصريين والمجلس العسكري.. وتمسك عدد من الاحزاب والقوي الثورية بدعوتها الي مليونية "تقرير المصير" مؤكديين انها ستكون غير مفتعلة وان الحشد سيكون تلقائيا من اجل المطالبة باستكمال اهداف ثورة 25 يناير. ففي البداية وصف السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية جمعة امس الاول التي دعا لها الاخوان بانها جمعة "عمر" لان الاخوان انتفضوا من اجل هدف واحد هو اسقاط المرشح عمر سليمان وليس من اجل اهداف الثورة عموما وقال انها كانت بمثابة صراع علي السلطة والكراسي لان المجلس العسكري قد يرفض قانون عزل الفلول من الترشح لانتخابات الرئاسة او قد يحيلة العسكري الي المحكمة الدستورية العليا الامر الذي قد يستغرق وقتا طويلا الي حد ما وهذا ليس في مصلحة الاخوان المسلمين. واضاف كامل ان مستقبل مصر الان بيد فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئيسة لانه الوحيد الذي يملك استبعاد اي مرشح او استمراريته، كما ان سلطة حل البرلمان في قبضتة وتابع قائلا: ان الاخوان هم من اوصلوا البلاد الي هذة المرحلة لانهم ارادوا ان يلعبوا بالسياسة فلعبت السياسة بهم نتيجة استعجالهم في قطف ثمار الثورة واشار إلي ان مليونية "حماية الثورة" ما هي الا مليونية "حماية مصالح الاخوان" لان المواقف التي تعودناهم منهم قد تغيرت فبعد ان كانوا يدعون ان الشرعية اصبحت للبرلمان عادوا ينسبون الشرعية الي الميدان مرة اخري وهذا تناقض في مواقفهم. في حين انتقد محمد سامي رئيس حزب الكرامة المحاولات الانتهازية التي تتبعها جماعة الاخوان المسلمين بالنزول الي الشارع لتصحيح الانطباع السيئ الذي ترسخ لي الناس بعد استئثارهم بالجمعية التأسيسية والدفع بخيرت الشاطر في سباق الانتخابات الرئاسية بعد ان اعلنوا مرارا وتكرارا عدم خوض انتخابات الرئاسة. واضاف ان الانفصام الذي يمارسه الاخوان مع باقي القوي الثورية والسياسية جعل الاحزاب الاخري تترك لهم الساحة السياسية حتي تنكشف العمامه من علي رؤسهم. واكد ان حزب الكرامة سيشارك في مظاهرات الجمعة القادمة بأهداف ثورية وليست شخصية تخدم فيصلا بعينه مشيرا الي ان الدعوة لاحتشاد المصريين بالميادين يجب ان تكون تلقائية يلبيها المواطن الذي لا ينتمي لأي تيار سياسي وليس منظما مثلما حشد الاخوان والسلفون انصارهم بالميدان. وقال سامي ان مليونية "قندهار " التي استفزت الشعب المصري احياها انصار تيار الاسلام السياسي في " حماية الثورة " ولم يتعلموا الدرس من اخطائهم وعلي النقيض عادوا الي الميدان بعد ان صرحوا بأن الشرعية الثورية في البرلمان وليس الميدان وبدأوا في تشريع يجرم الاضرابات والاعتصامات والمظاهرات التي بادروا هم بالدعوة لها.. ومن جانبه اكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان مليونية حماية الثورة جاءت لترويع المجلس العسكري بجميع قياداته وعلي رأسهم المشير حسين طنطاوي بالاضافة الي نجاحها في ترويع الشعب المصري مما تسبب في فقدان ممثلي حزب الحرية والعدالة لنسبة كبيرة من مؤيديهم بعد حالة التضارب والتخبط في تصريحاتهم وكذلك ممارساتهم الفعلية علي ارض الواقع. . وواضاف قائلا " الاخوان روعوا المصريين بعد تأكيدهم خطورة وصولهم للمسك بعنق مصر .. واعرب السعيد عن اندهاشه لتخبط الاخوان سياسيا علي الرغم من خبرتهم المحنكه علي مدار العديد من السنوات مؤكدا ان حشودهم الذين جاءوا بها اول امس ما احدثت من شيئ جديد غير انها جاءت لتصب في صالح الطرف الاخر الذين احتشدوا ضده . واعلن رئيس حزب التجمع عن مشاركة الحزب في مليونية 20 ابريل مؤكدا رفض اعضاء الحزب لممارسات بعض القوي السياسية وخاصة التيار الاسلامي مشددا انه سيكون احد القوي الثورية المشاركة في ميدان التحرير لابداء رأيه دون ارغام احد علي الاقتناع بسياسته. وفي نفس السياق اكد احمد خيري المتحدث الرسمي لحزب المصريين الاحرار ان "حماية الثورة" رغم ان اهدافها كانت من مطالب الثورة الا انها بدت تخص فصيلا معينا وانها كانت حلقة من حلقات الصراع بين الاخوان والمجلس العسكري متسائلا: هل عاد الاخوان الي الميدان مرة أخري عندما شعروا بتهديد علي مصالحهم الخاصة ام ارادوا ان يستكملوا اهداف الثورة كما يدعون؟! وحذر خيري من وقوع صدام بين مؤيدي التيارات الاسلامية ومؤيدي القوي الثورية خلال جمعة "تقرير المصير" اذا لم يتواجد نوع من النضج الثوري بين التيارات المشاركة في المليونية وتوحيد الشعارات، فالميدان مفتوح للجميع وإننا نرفض هيمنة الاخوان علي منصات الميدان ووصاية من التيارات الاسلامية علي هتافات الميدان حتي تكون الجمعة هي صراع علي المبدأ العام وليس مصلحة طرف بعينه. كما قالت حركة 6 ابريل انها لم تشارك في مظاهرات الجمعة الماضية موضحة ليست طرفاولن تُستقطب إلي صراعات سياسية علي السلطة والإمتيازات التي يسعي إليها بعض الفاعلين في المشهد السياسي المضطرب..تلك الصراعات التي لا علاقة لها بالثورة ولا مطالبها الجامعة التي توافقت عليها جموع المصريين. واكدت الحركة في بيانها علي الدعوة والمشاركة في فعاليات جمعة "تقرير المصير" 20 أبريل بميدان التحرير بالقاهرة وميادين التحرير في ربوع الجمهورية لرفض المادة 28 من الإعلان الدستوري و إعادة تشكيل تأسيسية الدستور علي قاعدة أن الدستور ملك لكل الوطن، لا علي قاعدة الأغلبية البرلمانية المؤقته.