بعد مرور عام على إعلان "دولة الخلافة" في سورياوالعراق؛ أصبح تنظيم داعش الإرهابي أقوى من أي وقت مضى. ورغم النجاحات المتفرقة للتحالف الدولي، لم يتمكن التحالف من دحر الميليشيات الإرهابية بشكل حاسم. فما هي الأسباب؟ تعليق رأس مقطوع عند بوابة مصنع للغاز في ليون الفرنسية، وإطلاق الرصاص وقتل سائحين على شاطئ في سوسة التونسية، وتفجير انتحاري في مسجد شيعي بالكويت، هكذا احتفل تنظيم "الدولة الإسلامية" بالذكرى الأولى لإعلان ما يسمى ب"دولة الخلافة". ثلاث هجمات إرهابية في ثلاث قارات في خلال ساعتين فقط. والرسالة واضحة وهي: نحن متواجدون في كل مكان ويمكننا أن نضرب من نستهدفه في أي وقت. عندما أعلن أبو بكر البغدادي قبل عام "دولة الخلافة" وأعلن نفسه خليفة يحمل اسم إبراهيم، كان مقاتلو "الدولة الإسلامية" ما زالوا يركزون على العراقوسوريا. وبسرعة البرق أخضعوا لسيطرتهم أجزاء كبيرة من شمال العراق، وآنذاك كانت مدينة الموصل، ذات المليوني نسمة، هي الغنيمة الكبرى بالنسبة لهم. وبضمها إلى مدينة الرقة، معقلهم في سوريا، أنشأوا كيانا متماسكا، تمكنوا من زيادة رقعته باستمرار. ما هي مصادر تمويل ما يسمى بالدولة الاسلامية؟ ثمة علامات استفهام كبيرة عن مصادر دخل هذا التنظيم المسلح ، والذي استطاع السيطرة على منطقة واسعة من الأراضي في سوريا و العراق في وقت قياسي. و ليس من السهل ضبط هذه المصادر خاصة وأن الصحافة لا تجرأ على الدخول لهذه " الدولة" المنغلقة على نفسها. و يعتبر التنظيم من أغنى التنظيمات في العالم ، وصفة مسؤول أمريكي في أكتوبر 2014 بأنه يدس ثروة منقطعة النظير. فهو يدفع للمقاتل 400 دولار شهرياً و هو يفوق ما تقدمه الجماعات المتمردة ضد النظام في سوريا. و أكثر أيضا مما تقدمه الحكومية العراقية لجنودها. و خلافاً للتنظيمات الأخرى كالقاعدة التي تعتمد على تمويل من الاغنياء، فإن تنظيم الدولة الاسلامية يعتمد أساساً على النفط الذي سيتخرجه من الحقول التي يسيطر عليها في العراق ،و التي لا تتطلب الكثير لاستخراج الذهب الاسود ، و تعتمد على الشاحنات لنقله و بيعه في الدول المجاورة في السوق السوداء، و يذهب عادة هذا النفط إلى الدول الغربية بثمن أرخس بكثير من الذي تبيعه الدول المصدرة للنفط، و وصل انتاج داعش للنفط إلى 2 مليون دولار من النفط يومياً. كما ان السيطرة على العديد من المناطق في سوريا و العراق ،جعل التنظيم يفرض على الناس الضرائب، و على التجار الذين يتنقلون بين عمان و بغداد. هذا بالاضافة إلى عمليات الخطف التي اصبحت مربحة . فقد درت ما لا يقل عن 20 مليون دولار العام الماضي من الفديات التي تدفع للرهائن بينهم عدد من الصحفيين الفرنسيين و الاسبان. وتوجد اليوم خريطة أخرى في الشرق الأوسط، تظهر فيها "الدولة الإسلامية" كأنها قطعة كبيرة بين مناطق الصراع الدموي في سوريا، والعراق، الذي مازال يعاني من عدم الاستقرار. وتتوسع نواة تلك الدولة أكثر وأكثر. ففي أكتوبر الماضي، أعلن جهاديون في شبه جزيرة سيناء المصرية انضمامهم إلى "دولة الخلافة"، وبعد أيام قليلة، أعلنت أجزاء من ليبيا أيضا نفس الشيء. ورغم كافة التهديدات بزوالها تواصل "الدولة الإسلامية" توسعها بعد عام من إعلانها وصارت أقوى من أي وقت مضى يقدر عدد المقاتلين في صفوف "دولة الخلافة" بنحو 35 ألف مقاتل. وعلى المستوى الدولي قامت عشرات الدول بإنشاء تحالف لدحرهم. وتقوم مقاتلات أمريكية بهجمات جوية تلتهم يوميا 7.5 مليون دولار. كما يجري أيضا استخدام أسلحة أوروبية وسعودية. أما على الأرض فيقاتل ضد الجهاديين الجيش العراقي، بمساعدة ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، إلى جانب المتمردين السوريين ووحدات كردية، وتمكنوا معا من إلحاق هزائم بالإسلاميين في كوباني الكردية السورية وتكريت العراقية.