لم يحظ اي تنظيم ارهابي في العالم بالشهرة التي يتمتع بها تنظيم داعش الان كنموذج حي للبربرية والارهاب والوحشية رغم انه لم يمر عام علي الاعلان المشئوم بإنشاء دولته في العراق والشام. وبينما لا تختلف الأخبار القادمة عن داعش من حيث بشاعة الجرائم التي يرتكبها يوميا في حق الابرياء وتشويهه لصورة الإسلام الحقيقية ،هناك تضارب في عدد مقاتلي التنظيم ووفقا لآخر التقارير المخابراتية يقدر عدد المقاتلين في داعش بنحو 180 ألفا، ما يمثل اضعاف التقديرات الأمريكية التي ذكرت ان عدد التنظيم يتراوح بين عشرين الي ثلاثين الف مقاتل. ويتوافد علي التنظيم مقاتلون من 80 دولة حول العالم وسجلت فرنسا الرقم الأكبر من القادمين من اوربا ب1200 مسلح. تليها ألمانيا 600 مقاتل كذلك ارتفع بنسبة ملحوظة عدد الوافدين إلي "داعش" من كل من بريطانيا وبلجيكا ونيوزيلندا، والسويد، وفنلندا والدنمارك، والنرويج.وارتفع عدد المقاتلين المنضمين للتنظيم من باكستان من 330 إلي 500، أما أفغانستان فقد زاد العدد من 36 إلي 50 مقاتلا ومن شمال أفريقيا والجزائر 250، وتونس 3000، والمغرب 1500مقاتل بينما يمثل عدد المنضمين لداعش من الكويت 71، ومن السعودية 2500 ومن الإمارات 15، فيما يلتحق بالتنظيم من قطر 15 والبحرين 12، واليمن 110 مقاتلين. داعش العراق كانت البداية عام 2004 عندما اعلن أبو مصعب الزرقاوي عن تأسيس تنظيم القاعدة في العراق وبدأ التنظيم في محاربة القوات الأمريكية والميليشيات الشيعية هناك وفي عام 2006 قتل الزرقاوي في غارة امريكية ليخلفه أبو أيوب المصري ويعلن عن ميلاد تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد مقتله هو الاخر عام 2010 تولي ابو بكر البغدادي قيادة الجماعة وفي ابريل 2013 تحدث البغدادي لأول مرة عن دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام. في يونيو 2014 استطاع مقاتلو داعش الاستيلاء علي مطار الموصل ومحطات التليفزيون والمؤسسات الحكومية وأطلقوا سراح ألف سجين وبعد يوم واحد استولوا علي تكريت ثم "القيم" وهي المدينة التي تقع علي الحدود السورية بالاضافة لثلاث مدن عراقية أخري. وفي 29 يونيو اعلن البغدادي عن دولة الخلافة الإسلامية في العراق وا لشام ( داعش) وأنه اصبح خليفة المسلمين في العالم.وأعلنت الاممالمتحدة عن نزوح اكثر من 1.2 مليون عراقي من منازلهم نتيجة عمليات داعش العسكرية وأرسلت امريكا عددا من خبرائها العسكريين للعراق للحد من انتشار داعش وفي 10 سبتمبر الماضي أعلن الرئيس أوباما الحرب علي داعش في العراقوسوريا ومنذ ذلك الحين شنت طائرات التحالف أكثر من 2000غارة جوية علي مواقع للتنظيم في العراقوسوريا. ويسيطر التنظيم علي مساحة شاسعة غرب العراق تمتد إلي مدينة الموصل في الشمال مرورا بمدن كركوك وبيجي وتكريت وسامراء والفلوجة إلي الجنوب بالقرب من العاصمة العراقيةبغداد. ومنذ البداية اعتمدت استراتيجية مليشيات داعش علي السيطرة علي الأراضي العراقية الغنية بالموارد المائية وآبار البترول. واستولي التنظيم علي أكبر مصفاة للنفط في العراق في مدينة بيجي والتي تقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 ألف برميل يوميا. كما سيطرت داعش علي مدينة تكريت شمال العراق التي تنتج 300 ألف برميل يوميا بينما توقف انتاج النفط في مدينة كركوك منذ مارس الماضي بسبب اعمال التخريب علي خط النفط الذي يصل حتي مدينة جيهان التركية وتمثلت الضربة الموجعة في سيطرة داعش علي محافظة نينوي التي تعد ثاني أكبر محافظاتالعراق. ووفقا للتقارير الغربية يبلغ دخل داعش اليومي من تصدير النفط حوالي مليوني دولار يومياً، وهو ما يعني أنه يتوافر للتنظيم 730 مليون دولار سنويا. كما سيطر داعش علي مسارات المياه العذبة، حيث يربط نهر الفرات بين محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين ومحافظة الأنبار العراقية، كما يسعي التنظيم لفرض سيطرته علي مناطق واسعة عند مجري نهر دجلة بالاضافة إلي الاستيلاء علي السدود ومن اهمها سد الموصل. ونظرا للتضارب في الارقام حول العدد الحقيقي لمقاتلي داعش في العراقوسوريا يتراوح العدد التقريبي لمقاتلي داعش في العراق ما بين 50 إلي 70 ألف مقاتل. داعش سوريا مع بدء الثورة السورية توجهت أنظار أعضاء تنظيم دولة العراق إلي سوريا وخشي اعضاء التنظيم في العراق من ان يتجه أنصارهم إلي سوريا مما سيؤدي لانشقاق في الدولة وهروب المقاتلين لتلك الجبهة الجديدة.فعرض حجي بكر فكرة تشكيل مجموعة من غير العراقيين تتوجه إلي سوريا بقيادة احد السوريين ويمنع اي قيادي عراقي بالدولة من الذهاب إلي هناك. وكانت هذه نواه تشكيل جبهة النصرة في سوريا وبدأت تتطور تحت قيادة ابو محمد الجولاني وبدأ توافد كثير من الجهاديين من الخليج وتونس وليبيا والمغرب والجزائر وأوربا واليمن إلي سوريا. وأصبحت مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا حيث كانت واقعة تحت حكم بعض الفصائل المسلحة في المعارضة السورية، وكان يتواجد بها كل من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية بالاضافة إلي الجيش الحر، وبعد إعلان التنظيم وحل جبهة النصرة بايع القسم الأكبر من جبهة النصرة البغدادي وبقي القليل من ابناء مدينة الرقة مع النصرة، هنا اُنشأت النواة الأساسية لتنظيم داعش وبدأ التنظيم فعليا بالتفكير في السيطرة علي المدينة بشكل كامل ومع بداية يوليو 2013 بدأ التنظيم باختطاف واغتيال عدد من النشطاء والاشخاص المؤثرين وبدأت معركة مع الكتائب المقاتلة في المدينة في اغسطس 2013 وارتكب داعش عملية تفجير لمقر لواء أحفاد الرسول فانضمت بعض الكتائب للتنظيم. وفي يناير 2014 استولي داعش علي المدينة بشكل كامل وأعلن قيام ولاية الرقة في سوريا كأول ولاية للتنظيم وفي ديسمبر عام 2013 اندلع صدام مسلح في ريف حلب واندلعت اشتباكات بين تنظيم الدولة الاسلامية داعش والكتائب المقاتلة في ريف حلب وريف ادلب استطاعت طرد التنظيم من ادلب بشكل نهائي وأما حلب فقد بقي للتنظيم مدينتان هما الباب ومنبج ثم استولي داعش علي دير الزور وأصبحت المساحة التي تسيطر عليها داعش في شمال سوريا بدءًا من الحدود مع تركيا عند مدينة منبج جنوبًا وحتي مدينة اكجاكال التركية الواقعة علي الحدود شمالًا، وحتي مدينة البوكمال الواقعة علي الحدود مع العراق. كما سيطر داعش علي أغلب ابار النفط في سوريا، ومن أهمها منطقة الشدادي بريف الحسكة، المصدر الرئيس لإنتاج البترول في محافظة الحسكة، عقب قتال استمر طويلا مع جبهة النصرة.