توفى منذ أيام قليلة مجدي ميخائيل أول مصري مالك لمقهى "ريش" الذي تأسس عام 1908، على أنقاض قصر محمد على ب منطقة طلعت حرب القاهرة، وقام بتشييده ألماني قام ببيعه عام 1914 إلى أحد الرعايا الفرنسيين (هنرى بير) وقبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى اشتراه تاجر يوناني مشهور من صاحبه الفرنسي، ووسعه وحسن بنائه والذي أطلق عليه (ريش) تشبيها بأشهر المقاهي الفرنسية فى العاصمة باريس. شهد "كافيه ريش" 4 ثورات فى تاريخ مصر هي 1919و كان للمقهى دور كبير فيها، بل يرى كثيرون أن صاحب المقهى في تلك الفترة كان عضو في أحد أهم التنظيمات السرية، حيث وجدت في بعد 80 عاماً من ثورة 1919 آلة لطبع المنشورات وذلك عقب شرخ في أحد جدران المقهى عقب زلزال 1992 واكتشف سرداب سريا وبه منشورات والالات طباعه يدوية أثناء عمليات الترميم . كما شهد المقهى كلا من ثورات (1952 ) و في العام 1972 انطلقت منه ثورة الأدباء، احتجاجاً على اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنعاني. وبعد أربعين عاما، انفجرت فى مصر ثورتى (2011 و2013) والتى شهدهما أيضا المقهى، كما عاصر المقهى 3 حروب هي العالمية الأولى والثانية وحرب 1973، ويعد مقهى ريش أكبر تجمع للمثقفين والسياسيين في المنطقة العربية، حيث كان يلتقي فيه نجيب محفوظ فى صالونة المقام كل جمعة عام 1963 بعد منع صالونة المقام فى دار الأوبرا المصرية، وملتقى لكل من امل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وصلاح جاهين ونجيب سرور وكمال الملاخ، والمئات من الأدباء والمثقفين العرب. وقد كان المطرب الملحن الشيخ أبو العلا محمد يغني ذات مساء مصطحبا تلميذته ام كلثوم وكانت لا تزال طفله ترتدي العقال والملابس العربية تعاقد المقهي معهما علي اقامه حفلات غنائية منتظمه حسبما اكدته صحيفه المقطم في عددها 30 الصادر مايو 1923 عبر إعلان يحدد يوم الخميي موعدا أسبوعيا لوصلات غنائية وتواشيح بصوتها الرقيق الذي ينفذ للقلب تحت عنوان هلمو احجزو محلاتكم من الآن كرسي مخصوص ب15 قرشا ودخول عمومي عشره قروش .وكانت السيده ام كلثوم بعد أن بلغت من الشهرة قمتها تحن الي ريش وقد شوهدت مرارا في الستنيات وهي تقف بسيارتها لمشاهده المقهي من بعيد .وكانت قد شوهدت اواخر الأربعنيات تجلس في المقهي علي طاوله تضم كامل الشناوي وأحمد رامي والفنان سليمان بك نجيب بينما القصبجي يطرب اسماعهم بارق الالحان علي العود. وكان أيضا من أشهر رواد ريش الصحفي الأديب إبراهيم منصور. والشاعر نجيب سرور الذي كتب عن عوالم المقهي في ديوانه الشهير بروتوكولات حكماء ريش و في بهو المقى قدمت فرقة الفنان عزيز عيد المسرحية فصولاً عدة من مسرحياته التي قامت ببطولاتها الفنانة روز اليوسف، تخللها بعض المونولوجات، يغنيها الفنان محمد عبد القدوس، والد الأديب إحسان عبد القدوس والذي تعرف علي الفنانة روز اليوسف التي كانت بطلة الفرقة واثمرت قصه حبهما بالزواج . أما الآن، فأشهر رواد المقهى ريش: هم الشاعر أحمد فؤاد نجم ، وله قصيده شعبيه ذائعه الصيت وصف فيها أحمد فؤاد نجم المقهي ورواده .وظهور نجم ورفيق دربه الشيخ امام الذي لحن وغني اشعاره كان بمثابه قنبله موقوته فجرت الكثير من القضايا السياسية والأدبيه والثقافيه المسكوت عنها وحين القت المقادير نجم وامام وراء القضبان خرجت روائع الابداعات الثوريه والروائي جمال الغيطاني، والألماني فولكهارد فيندفور مراسل (ديرشبيجل). تم اغلاق ريش في حكم الرئيس السادات لما يتم فيه من مشادات ومناقشات ساخطه علي حكمه واتفاق السلام مع إسرائيل ومنهم عدد من الطلبة واللاجئين الساسين وضيوف القاهرة العرب وخشي صاحب المقهي اغلاقه بقرار إداري كونه يخالف قوانين الطوارئ التي تقتفي أثر التجمعات السياسية بدعوي حساسيه الظروف التي تمر بها البلد في ذاك الوقت ولكن مجدي مالك المقهي اعاد افتتاحه بعدها بسنوات وادخل أسلوب منمم اتشارج مما ادي الي افتقاده لرواده التقلديين من متوسطي الحال وتلك الروح التي توجج الحوار والمناقشه .وقد خلد المقهي أبرز شخصياته في صور ورسوم تزين جنبات المقهي. ويتميز ريش عن باقي مقاهي القاهرة انه معلم بارز في تاريخ مصر الأدبي والثقافي والسياسي من أكثر من مائه عام وظل المقهي همزه وصل بين الجيل القديم والجيل الجديد من ظرفاء العصر ومبدعيه. ومن أبرز جارسونات ريش هو فلفل النوبي وهو اسم شهره لاكثر جرسونات مصر عملا بهذه المهنة وهو محمد حسين صادق فقد استمر عمله في ريش لاكثر من خمسين عاما متصله ظل خلالها موضع حب واحترام زبائن المقهي فكان يحمل في جيبه أجنده يدون فيها ثمن طلبات الرواد ع المقهي والي حين ميسره يتم الدفع وقد خلدت ريش فلفل عبر صوره كبيرة له تتصدر مدخلها وتحمل عباره القدوه .