يتزامن، اليوم الأربعاء، باحتفاء العالم باليوم العالمي للرقص، فمنذ عام 1982 أصدر المجلس العالمي للرقص يوم 29 إبريل من كل عام، والذي يوافق ميلاد الراقص الفرنسي "جين جورج نوفير" كيوم للرقص، لاعتباره فناً مهماً لا يقل قيمة عن الموسيقي والغناء والشعر، وزيادة الوعي بأهمية الرقص لدى الرأي العام، إضافة إلى اقناع الحكومات في شتى أنحاء العالم لتوفير أمكنة مناسبة للرقص ضمن كل مراحل التعليم. وكانت من بين الأهداف أيضاً وليس هناك أي شيء مثل تعليم الرقص سواء في المدارس الخاصة أو العامة، أما في عام 2005 فجرى التركيز في مهرجان الرقص العالمي على التركيز من قبل مجلس الرقص العالمي على حث المؤسسات المعنية بالرقص للتشجيع على نشر هذه الفعالية والاتصال بوزارات التعليم في العالم بتقديم اقتراحات للاحتفال بهذا العيد في كل المدارس مع كتابة مقالات عن الرقص ورسم صور للرقص والرقص في الشوارع وغير ذلك من الأنشطة. وهنا ينبغي أن ننظر إلى المجتمعات الغربيةوالشرقية في مسألة الرقص، نجد أن ثمة مفارقة واضحة بينهم، فالغرب يتعاملون معه على أساس أنه "فن" يقومون بدراسته وعمل الأبحاث والتجارب عليه، حتى أن الدولة تقدم لهم الدعم لفرق الرقص للنهوض بها، لأنهم ينظرون إلى فوائده التي لا تنحصر في الحركة فقط وتمايل الجسد، بل ينظرون إلى أعمق ما في ذلك، وهو التفاعل بين الموسيقى والجسد، وأنه يساعد على تقوية الذاكرة، والتخلص من الاكتئاب. أما نحن المجتمعات الشرقية فرغم هوسه بالرقص والراقصات إلا أنه يتعامل مع هذا الفن على أنه شئ غير أخلاقي، وعندما تمتهن فتاة ذلك الفن يعتبروها وصلت إلى الانحراف حتى وإن كانت ترقص باليه، وتبدأ معاناتها مع المجتمع الذي يرفضها بشكل قوي، رغم أن أغلبنا يرقص في الأفراح والحفلات، وتصعد الأمهات والفتيات لمشاركة العروس فرحتها بالرقص، كما نجد أن الكثير من الدول الغربية تأتي لتتعلم الرقص الشرقي، ولذلك علينا ننظر إلى هذا الفن بشكل لا يمت بصلة إلى طريق الانحراف بل أنه تعليم راقي نستطيع من خلاله تجريد انفسنا من الحزن والاكتئاب واكتشاف النفس والذات بعيداً عن فكر المجتمع وسيطرته، ونقول لأنفسنا "دعونا نرقص لبعض اللحظات".