نحتفل هذه الأيام بأعياد الربيع وموسم شم النسيم ، ويستعد المصريون عادة ببعض الأكلات مثل الرنجة والبيض والخس إستعدادا لهذا المناسبة، وهى الأكلات المرتبطة بآواخر الأسرة الثالثة الفرعونية وترجع الى ما يقرب من خمسة الآف عام" 2700 ق.م"، وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون". ترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية تعني "بعث الحياة"، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون. وكشف صفحة وزارة الدولة لشؤن الآثار عبر حسابها الرسمى على موقع"فيس بوك" ان "شم النسيم" يعرف لدي المصريون القدماء "بعيد الربيع" فكانوا يحتفلون به ويشترك فيه الفرعون والوزراء وكبار رجال الدولة، فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة فتزدهر النباتات وتقوي الحيوانات.. فهو بمثابة " الخلق الجديد " للطبيعة". وأضافت، كان المصريون القدماء يسعدون لحلوله حيث يخرجون كطوائف وجماعات الي الحدائق والحقول وهم في بهجة وسرور، وقد اعتادوا علي أخذ طعامهم وشرابهم معهم، ومن أحب الطعام اليهم في هذا اليوم "السمك المملح والبصل والخس ولحم الأوز والبط المشوي والبيض". وقالت إن البيض؛ يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وكان قدماء المصريين ينقشون علية الدعوات والامنيات بالوان مستخلصة من الطبيعة. أما البصل؛ يمثل إرادة الحياة عند المصري القديم وقهر الموت طبقا لما ظهر في احدي برديات اساطير "منف القديمه". وبالنسبة للخس؛ فهو من النباتات المفضلة التي تظهر مع حلول الربيع. أما الفسيخ (الأسماك المملحة)؛ ظهر من بين الأطعمة التقليدية في الأحتفال بالعيد مع بدء الأهتمام بتقديس المصريين النيل، وقد اظهر المصريين براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها. وأشارت الى انه وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة . يذكر أن ، القدماء المصريين كانوا يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب –؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم . وظلت هذه التقاليد قائمة من عصر الفراعنة حتى يومنا هذا. وأصبح عيداً قومياً لكل المصريين من مسلمين ومسيحيين.