قال وزير الموارد المائية والري المصري حسام مغازي إنه لا مجال إلا التفاوض مع دول حوض النيل لضمان تدفق المياة لمصر، مؤكدا فى نفس الوقت ان وزراته تسعي إلي حسن ادارة هذه موارد مصر المائية وتأمين مصادر المياة القادمة من دول النيل، موضحا أن هذا التأمين يأتي بالعلاقات الدبلوماسية الناعمة والهادئة مع هذه الدول والتعاون معها فى شتي المجالات. واضاف مغازي، خلال لقائه فى برنامج "بتوقيت مصر" الذي يذاع علي شاشة بي بي سي العربية ويقدمه اكرم شعبان ان مصر تحاول العودة مرة أخري للتعاون مع دول حوض النيل فى كل المجالات، قائلا "لدينا علاقات طيبة مع كل دول حوض النيل، ولدينا مشروعات مع اوغنده علي سبيل المثال، ولدينا بعض التعاون فى مشروعات أخري فى دول الجنوب السوداني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التقي رئيس الوزراء الاثيوبي أكثر من خمسة مرات خلال العشرة شهور الأخيرة"، مضيا ان هذا يدل علي ان ملف دول حوض النيل ومياة النيل علي رأس اولويات الحكومة الحالية والرئيس السيسي. وحول اتفاقية سد النهضة، التي وقعها السيسي مع رئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس جمهورية السودان اواخر الشهر مارس الماضي، قال الوزير المصري إن لهذا الاتفاقية عدة ايجابيات، اولا فالدول الثلاثة تحترم القانون الدولي للانهار العابرة للحدود، وتنص ايضا علي احترامها وعدم الضرر بالدول الأخري، كما أنها الزمت الدول الثلاثة بعدم التسبب فى اي ضرر لبعضها البعض. واستكمل الوزير حديثه الذي يذاع كاملا على شاشة بي بي سي عربي يوم الخميس الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة قائلا " كذلك نصت الاتفاقية علي ان يستخدم السد لتوليد الكهرباء والطاقة لتنمية لتنمية اثيوبيا او لبيعها، هذه ايجابية اخري". وفيما يخص الملئ الأول للسد، قال الوزير حجم التخزين المعلن لدي اثيوبيا هو 74 مليار متر مكعب، وقد تم الاتفاق خلال الوثيقة علي ان الثلاثة دول هي التي ستضع نظام الملئ الاول للسد، وليس دولة منفردة، وهذا مذكور فى الوثيقة التي وقع عليها ثلاثة رؤساء دول، كما ان الثلاثة دول هي التي ستضع نظام تشغيل السنوي للسد من خلال خبراء من الثلاثة دول. ورد الوزير خلال حديثه عن الانتقادات التي تعرضت لها الوثية قائلا "نحن نحترم كل رأي قد يكون له اي نوع من التوجس، ولا يوجد اجماع علي اي شئ فى الحياة، لكن نتحدث عن ايجابيات، كان لدينا قلق من مشروع سد النهضة، فتم البحث عن مجموعة من الضمانات سميت إعلان اتفاق مبادئ وكان بها كثير منا لايجابيات". وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد وقع فى اواخر مارس الماضي فى العاصمة السودانية الخرطوم اتفاقية مع رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية هيلاماريام ديسالين، ورئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير، اتفاقية مكونة من عشرة نقاط عرفت باسم اتفاقية " اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة". وردا علي سؤال يتعلق بمدي ثقة الحكومة المصرية فى ان السد لتوليد الطاقة وليس للزراعة او لأي مشروعات اخري، رد الوزير المصري قائلا "هذه لنقطة تم النص عليها صراحة فى هذا الاتفاق، فالنص عليها صراحة يقلل هذه المخاوف ويصنع نوع من الطمأنة". واضاف الوزير المصري "نحن نتعامل مع واقع، ونحن نتعامل مع مشكلة عملية، ونحن نحترم تطلعات دول النيل ولكن بدون إنقاص اي نقطة مياة من مياة نهر النيل.