أجلت محكمة جنايات الجيزة، محاكمة 73 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، لإتهامهم فى حرق كنيسة العذراء بكفر حكيم بكرداسة، لجلسة 18 مارس الجاري، كما امرت المحكمة بإستعجال ندب الخبير الإجتماعي لفحص حالة الحدث " احمد سعيد جاد"، كما صرحت للدفاع بإستخراج الإقرارات الموثقة لشهادات شهود النفي الذين يودون تقديمهم في القضية، مع إستمرار حبس المتهمين. عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة وعضوية كل من المستشارين جمال مصطفى وإيهاب المنوفى وبحضور محمد على الله وكيل نيابة كرداسة وسكرتارية أحمد صبحى. بدأت الجلسة وشكك دفاع المتهمين في اقوال ضابط الأمن الوطني مجري التحريات في القضية ودفع بعدم الإعتداد بالدليل المستمد من تحرياته و أقواله، وأوضح أن الضابط خلال شهادته امام المحكمة قال بأنه شاهد الواقعة محل القضية عبر " التليفزيون "، ليعقب محامي الدفاع بأنه يٌريد ان يتأكد من صدق تلك الرواية من عدمها وعن اذا ما كان التلفزيون قد صور الواقعة فعلا من عدمه. وطالب الدفاع بأن تقوم المحكمة بالإستعلام من شركة الإتصالات التي يتعامل معها موكلها المتهم " محمد همام " عن النطاق الجغرافي لمكالمات المتهم الصادرة والواردة يوم الواقعة معللةً ذلك الطلب بأن ذلك الإجراء سيثبت ان المتهم كان خارج " الجيزة " اساساً يوم الحادث، كما طالب بأن يخضع موكله "أحمد سعيد جاد " لقانون الطفل مشيرا إلي انه كان عمره اقل من ثمانية عشر عاماً وقت القبض عليه وكان يبلغ تحديداً سبعة عشر عاماً، وطلب الدفاع توثيق شهادات باقى شهود النفى لدى الشهر العقارى وتقديمها للمحكمة كما طلب الدفاع اجلا واسعا للتمكنيه من استخراج الشهادات. وسمحت المحكمة للمتهم محمود رفاعي بالخروج من القفص للحديث بناء على طلب دفاعه، وقال أن تواجده بمكان الواقعة يعود لكونه يعمل بأحد المحال المجاورة للكنيسة محل القضية وانه لم يكن يعلم ان ذلك المبنى المجاور له كان "كنيسة". واجاب المتهم على تساؤل المحكمة له المستند على كونه مدرس ازهري حول جواز حرق كنائس المسيحيين مستنكراً ذلك مضيفاً بأنه لا يجوز المساس بالمسيحيين و لو بكلمة، وقال القاضي مداعبا المتهم خلال إمضائه على اقواله قبل إيداعه القفص قائلاً " بارك الله فيك يا مولانا ". وسمحت المحكمة للمتهم حاتم ظريف بالخروج من القفص للحديث مع المحكمة بناء على طلب دفاعه، وأكد ان تواجده بمسرح الأحداث يعود لكونه عاملاً بأحد المحال الملاصقة للكنيسة، وبعد نشوب الحريق إستغاث به تليفونياً إبن عم راعي الكنيسة ليقوم بالإستجابة لتلك الإستغاثة وساهم في محاولة إخماد حريق الكنيسة مشيراً الى ان تلك المحاولات إستمرت لساعتين "ولو كانت الشهامة جرماً فأنا موافق على ذلك" ليرد عليه القاضي سائلاً اياه عن من الذي قال له ذلك ليتدخل الدفاع موضحاً بأن المتهم يتحدث للمحكمة بفطرته. وإستمعت المحكمة لشهادة محمد سليمان شاهد النفي المٌقدم من قبل الدفاع، وبدأ حديثه بالتأكيد على ان المتهم يوم الواقعة كان يحاول إثناء المعتدين على الكنيسة من القيام بفعلتهم مذكراً اياهم بعدم اتساق ما يقومون به مع صحيح الدين وعن انتماءات المتهمين السياسة و هو السؤال الذي تقدم به الدفاع، اجاب الشاهد بأن ما يعلمه يؤكد ان المتهم عضو في حزب النور، وبدا لافتاً إستفسار القاضي من الشاهد عن سر إستخدامه للقب "شيخ" عند حديثه عن المتهم، وأجابه الدفاع بأن العرف السائد بين الناس يجعلهم يطلقون على كل صاحب لحية لقب "شيخ" ليرد القاضي واصفاً هؤلاء ب "ممسوحي العقل " معقباً بأن "الدين لم يكن يوماً بالمظاهر". سخر رئيس المحكمة من عبارات "الوحدة الوطنية" التي يزدهر إستخدامها في أعقاب حوادث الفتنة الطائفية بالبلاد، واصفاً اياها بأنها "كلمتين قرع ضيعوا الدنيا"، منتقداً اسلوب التعامل مع تلك الأزمة قائلاً بأننا نحاول حلها بالكلام، وكانت تلك الكلمات من القاضي تعليقاً منه على ما أدلى به شاهد النفي المُقدم من الدفاع "ريمون ويليام" بأن المسيحيين يعيشون بأمن في قرية كفر حكيم – مسرح الأحداث – مضيفاً بأن الجميع يحبون بعضهم البعض في تلك القرية، كما أكد ان المتهم محمود رفاعي هو شخص حسن السيرة وانه قام يوم الحادث بالمجئ له في منزله لإصحابه لكي يحاولوا اخماد الحريق نافياً ان يكون ذلك التصرف من المتهم هدفه إبعاد الشبهة عنه. كان المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية، قد أحال 73 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، إلى محكمة الجنايات؛ لإتهامهم بحرق كنيسة كفر حكيم عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس 2013 ، خلال الأحداث التي شهدتها منطقة كرداسة ومنشاة القناطر. وجهت النيابة للمتهمين تهم الانتماء لجماعة أُسست على خلاف أحكام القانون من شأنها تعطيل مصالح الدولة، وتكدير السلم، وارتكاب أعمال عنف. كشفت التحقيقات التي أجراها محمد علي وكيل نيابة مركز إمبابة، قيام 73 متهما باقتحام كنيسة السيدة العذراء الكائنة بقرية كفر حكيم، وسرقة محتوياتها، وإضرام النيران بها بعد تلقيهم تعليمات من قيادات مكتب الإرشاد بارتكاب أعمال عنف عقب فض قوات الشرطة والجيش لاعتصام ميداني رابعة والنهضة عن طريق حشد عدد من المنتمين لجماعة الإخوان بمنطقة كرداسة ومنشاة القناطر ومركز إمبابة، والخروج في مسيرات ضخمة، وعلى الفور تم حشد الأعداد، وتوجه المتهمون إلى كنائس منطقة كرداسة، ومنها إلى كنيسة كفر حكيم وإحراقها. وأضافت التحقيقات، أن المتهمين المشاركين في حرق كنيسة العذراء بكفر حكيم تراوح عددهم طبقا لتحريات الأمن الوطني إلى ما يقرب من 73 متهما، تم ضبط 11 منهم، وجارٍ ضبط وإحضارالباقي.