حضارة شهد ويشهد وسيشهد العالم بعظمتها ومع ذلك نحاول جاهدين بتدنيسها والتقليل من شأنها ووضعها الحقيقي هكذا الامر بشكل عام على الحضارة الفرعونية وبشكل خاص على اهرامات الجيزة فمع العشوائية التي تعيشها المنطقة والتي خلفتها وما زالت تخلفها الخيول والجمال وعربات الحنطور بالمنطقة، فضلا عن العشوائية ان نسمع بأن بعض تلك الخيول والجمال تأخذ من تلك الحضارة العريقة اسطبلا لينعم بها الخيول وليشهد أبو الهول كم قدر المصريين حضارتهم رغم جهود الحكومة الأخيرة بتجميل وإعادة تأهيل المنطقة سياحيا وزيارة رئيس الوزراء لها أكثر من مرة. ويقول محمد جمال 26 سنة مربي ومؤجر خيول بمنطقة الاهرامات ان تلك الخيول التي يصل اعدادها الي أكثر من 500 حصان و200 جمل يتم ترحيلهم مباشرة الي اسطبلاتها والتي تنتشر خارج منطقة الاهرامات او بمناطق نزلة السمان او الي البيوت الخاصة بهؤلاء المؤجرين الا بعض هؤلاء المؤجرين وخاصة القلة منهم من يترك بعض الخيول بمنطقة الاهرامات خاصة بجوار ابو الهول او في مناطق نائية الصحراء بجوار الاهرامات حيث ان تواجد تلك الخيول بعد الرابعة ممنوع وهذا ما يجل بقاء تلك الخيول والجمال بالمطقة الاثرية محال. وأضاف جلال ان السبب يرجع لان هناك بعض المغتربين "الازرقية" من الذين لا مأوي لهم ، حيث يجبرهم الواقع على ذلك او قد يذهبون للمبيت خارج منطقة الاهرامات بالوسط المحيط لكن هؤلاء نسبتهم بسيطة الي حد ما ان يسبب تواجد ومبيت هؤلاء ازمة حيث يتغاضى بعض المسؤولين عن تأمين المنطقة الاثرية عن تواجد هؤلاء. بينما استبعد طارق أبو السريع 24 سنة مؤجر خيول بمنطقة الاهرامات ان تكون هناك خيول تستمر لليوم التالي بمنطقة الاهرامات وذلك لأن هذا ممنوع شكلا ونوعا بالمنطقة الاثرية لكن هناك بعض الاسطبلات الخاصة بذلك وهي منتشرة بالمنطقة وهي منتشرة بمنطقة نزلة السمان وخارج اسوار وحدود المنطقة وعلى الرغم من ذلك فبعض الخيول تبيت بالمنطقة خاصة المناطق البعيدة عن الأنظار او البعيد وهي لا تؤثر بتواجدها فهي حيوانات كل ما تحتاجه هو "مترا في متر". واستبعد أبو السريع ان يمثل تواجد هؤلاء الخيول والجمال خطرا بالمنطقة وتعديً على المنطقة بل هي إضافة للمنطقة حيث تخدم في المقام الأول الزائرين المحليين والسائحين حيث تعمل لتنقلهم بين المناطق الاثرية المتناثرة بالمنطقة والتي تعج بالرمال حيث تزداد من صعوبة المشي كما ان هذه الخيول والجمال هي بالطابع العربي الأصيل وتعتبر رمزا من الرموز المصرية وخاصة بالمنطقة على مدار السنيين. بينما يقول محمد علي 32 سنة مرافق للخيول على اسطبل بجوار الهرم الأكبر انه بالفعل هناك بعض الخيول التي تبيت بالقرب من منطقة الاهرامات وهذا امر عادي ولا يتعدى اعدادها 15 في اغلب الأحيان حيث تكون بالقرب من مبني المركب والي جوار أبو الهول وكذاك منطقة المقابر واغلب هؤلاء هم من ممارس المهنة منذ فترة طويلة وبالتالي اعتاد وجودهم بالمنطقة دون تأثير. وأضاف ان حقيقة التأثير السلبي لتلك الخيول لا تتمثل في مبيتها بالمنطقة الاثرية إنما التأثير الحقيقي يتمثل في الرائحة الناتجة عن تلك الحيوانات والتي أصبحت تعج بكل بقعة من بقاع المسطح الاثري حيث نحاول جاهدين التغلب على تلك المشكلة بنقل الحيوانات في أماكن بعيدة عن طرقات المشاة والسائحين. ومن جانبه اتفق أحد المكلفين بتأمين حدود الهرم -رفض ذكر اسمه- على حقيقة تواجد تلك الخيول والجمال ليلا بالمنطقة وهو امر ليس بوليد العهد الحديث انما هو منذ تكليفي، مضيفا ان نسبة هؤلاء بسيطة جدا وتكاد تكون معدومة مقارنة بكم الخيول المتواجدة بالمنطقة. وعلق محمد مختار مدرس تاريخ ومشرف رحلة مدرسية قائلا ان مثل هذه الخيول وخدماتها من ركوب الخيل والجمال والحناطير والطواف بها حول وجوار الاهرامات الثلاثة وأبو الهول امرا جيدا الا أكثر الأمور ملاحظة هو سوء تعامل هؤلاء المؤجرين حيث يحاولون إجبارك بكل الطرق لركوب الخيول بغض النظر عن الطريقة فضلا عن الرائحة المنتشرة بالمنطقة والتي تكاد تصل الي مرحلة الاختناق حيث يتعمد المؤجرين او أصحاب تلك الخيول والجمال لإيقاف تلك الخيول وربطها بجوار الاهرامات والمثير للجدل ان المسؤولين اعدوا لهذا الشيء أماكن لربط الخيول ليزداد الامر احتقانا وعشوائية. يزداد الامر سوءا بمبيت تلك الخيول بالمنطقة حسبما قال المؤجر فكيف لحضارة تمتد لألاف السنين ان يتم تدنيسها بروث الحيوانات ومبيتها بل يجب ان يتم تنظيف تلك المنطقة وتخصيص اسطبلات وإن كانت داخل الاهرامات لكن بمكان بعيد عن المعالم الاثرية ويعمل المؤجر لاستدراج الخيل والجمل المطلوب لموقع الزائر بالتالي تبخر العشوائية التي تعج بالمكان. ومن جانبه رفض محسن إبراهيم 42 سنة طبيب بشري ان يكون هناك مبيت لبعض الخيول والجمال بالمنطقة معللا هذه مناطق اثرية وليس اسطبلا للخيول كما ان تلك المناطق هي لكل المصريين ولهم الحق في ان يحصلوا على الهدوء والراحة بتلك المناطق دون أي عواق من افراد ينقضون عليك وكأنك فريسة لخدمة تجارتهم او التربح عن طريقك بإغوائك بخيول عليلة وجمال مسنة وهي أكثر ما ينتشر بالمنطقة كما ان نظافة تلك الخيول منعدمة تمام وتأتي بالكثير من الامراض والتي سريعا ما تلبس ان تنتقل الي الراكب ومنه الي عائلته. لذلك ليس المشكلة هي مبيت وتواجد تلك الخيول والجمال انما الامر يتعلق بالأمراض التي تصيب تلك الخيول والجمال وكيفية التغلب عليها كذلك تلوث الأجواء المحيطة بالرائحة المنتشر بالمنطقة وعشوائية انتشار تلك الخيول وعربات الحنطور والجمال بالمنطقة والتي أصبحت عبئا علي المنطقة علي عكس حقيقة تواجدها والتي يجب ان تكون إضافة حقيقية لإعلام العالم بالحضارة الفرعونية المصرية.