منذ ان وطأت اقدامه قصر الاتحادية بالعروبة في منطقة مصر الجديدة، والامور اختلفت هناك الى حد بعيد فقد جاء الرئيس محمد مرسي الى قصر الرئاسة ، وجاءت معه المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي لا تهدأ في المنطقة ليلا او نهارا ، واصبح القصر الجمهوري قبلة لصاحب كل مظلمة او شكوى يرغب في لقاء مرسي بغية الحصول على حقه الضائع ، في المقابل فان الكثير من جيران القصر وقاطني المنطقة قد ضاقوا ذرعا بالاوضاع الجديدة وتمنوا لو ان الرئيس رحل من القصر وحوله الى فندق سياحي بغية تحويل المنطقة من مقر للمظاهرات والاحتجاجات الان الى منطقة تجارية وسياحية. لكن سكان منطقة القصر الجمهوري في جميع الاحوال يرون ان الجار الجديد افضل بكثير من جارهم القديم ، الرئيس السابق حسني مبارك ، حيث عانوا اشد المعاناة من الاجراءات الامنية المكثفة امام القصر الرئاسي التي قيدت حريتهم الى حد كبير، فيما يبدو مرسي في عهد ما بعد الثورة مرحبا بالجميع دون اي قيود. فاشرف "43"عاما، احد سكان العمارات التى تقع فى الواجهة الامامية مباشرة للقصر الجمهورى يقترح على مرسى ان يحول القصر الجمهورى الى مبنى تجارى حيث يكون مصدر دخل هائل لمصر فستتحول المنطقة من منطقة راقية الى منطقة تجارية سياحية كبيرة. وعبر اشرف عن كره الشديد للنظام السابق الذى كان لا يراعى حرية احدا فى البلد ، وكان قدره ان يكون احد سكان العمارات المجاورة للقصر الذى يعانون من حراس القصر الذين كانوا يضايقونهم على اصغر الاسباب، فهو يحلم بنقل مكان القصر من المنطقة حتى تتوفر لديه الحرية والامان. وابدت مريم 28 عاما حاصل على دبلوم تجارة تسكن فى الجهة الامامية للقصر الجمهورى فى شارع الاهرام ، انزعاجها الشديد منذ وقفات واحتجاجات المواطنين امام الفصر الجمهوري، وخاصة ان المنطقة من المعروفة بهدوئها من قديم الزمان، مضيفة انها كانت تتمنى ان يأتى الرئيس ليحل الامان فى حياتها فتفاجئت عكس ذلك لانها خائفة ان يفعل احدهم اى حالة من حالات الشغب. وحكى لنا عزت جرجس 65 عام والذي يسكن فى المنطقة منذ اكثر من اربعين عاما قصة عن رجل اراد ان يشكى حاله الى الرئيس السابق ذات يوما وكان مصمم على ذلك فضربوه حتى الموت بتهمة الاعتداء على الرئيس. ووصف جرجس بداية حكم مرسى بالديمقراطية والدليل على ذلك هؤلاء المواطنين الذين يشعرون انه خير لهذه البلد لذلك يلجئون اليه ليحل لهم مشاكلهم التى طالما يحلمون بحلها على عكس ماكان يحدث فى عهد المخلوع ولكنهم يستغلون ايضا هذه الحرية وسيحولونها من حرية الى فوضى اذا استمرت هذه الوقفات فمطالبنا جميعا ستاخذ وقتا طويلا وان هناك بعض الايجابيات والمساوئ التى عادت عليهم بسبب انهم جيران الرئيس والسلبيات هى ان الرئيس السابق كان يعيق من حريتهم وكان اسلوب حراسة القصر الجمهورى صعبا ومقيد لحريتهم فكانوا يتدخلون فى حياتهم وقت مايشاءون حتى ضيوفهم يجب ان يستعلموا عنهم وان احدث احدهما صوتا عاليا كانوا يتدخلون مباشرة ويمنعوهم ان فعلوا هذا وهو ان يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية فهو ومطلبه الخاص هو ان يعيش حياته بطريقته بدون قلق او قيد بسبب ان الرئيس جاره، فهو يرى ان هذا ليس ذنبه ويتمنى ان ينهى مرسى سياسة المصريون ويوعيهم ان لا يعيشو بملايين الجنيهات وهم مرتباتهم "ملاليم " كما يصلح الله حال البد ويكون فى عون محمد مرسى ووجدنا محلا صغيرا امام القصر الجمهورى به ام ايمان خمسة وثلاثون عاما ربة منزل اضطرت ان تنزل العمل لمساعدة زوجها كانت تبيع الى مواطنى الوقفات بعض بضائع البقالة البسيطة فهى غير فارق معاها من المتواجد داخل القصر بقدر مايفرق انه يجب ان يساعد هؤلاء المواطنون، وحكى لها زبائنها من الوقفات ان بعضهم جاء ليطالب مرسى بشقة ليتزوج فيها ورجل اخر جاء ليعيد ابنه للعمل بعد ان تركه ظلما وترى ان المنطقة لاتختلف عن ايام الرئيس السابق او ايام الحكم العسكرى ولكنها اختلفت مع بداية حكم مرسى حيث اصبح هناك تكدس وازدحام فى السيارات التى تسببت فى وقف المرور مرات عدة وهى كل ما تطلبه من مرسى (انا عايزاه يتقى ربنا فينا لاننا ناس غلابة ومش ناقصين ) فقد تكون اسعد اهل المنطقة بوجوده الذى منذ مابدء بدءت معه الوقفات التى كانت تزيد من دخلها اليومى وقال سامح 39 عاما صاحب احد المحلات التى تقابل القصر الجمهورى ان حراسة القصر كانت لعنة بمعنى الكلمة فكانوا يستغلون جميع المحلات التى تقابل القصر من جميع اتجاهاته وياخذون منهم الاموال وكانت المحلات الاكثر استغلالا هى محلات المجوهرات. ويطالب سامح الرئيس مرسى ان يعيش فى منطقة اخرى لان قصره يسبب له كصاحب لمحل تجار فى المنطقة عائقا لدخول الملايين من الجنيهات وان القصر يجب ان يتحول فندقا كبيرا ليجلب الكثير الى السياح للمنطقة وخاصة ان الطريقة التى بنيت بها عمائر المنطقة طريقة مميزة ومكلفة وان هناك الكثير من اسس البناء، جاءت خصيصا من الخارج فان الفرصة امامنا ان ندخل الى مصر الكثير من الاموال الطائلة حين تكون هذه المنطقة منطقة جذب سياحى ولكن بعد ان يتحول القصر الرئاسى الى فندقا او اى شئ تجارى وخاصة ان هناك بمناطق سكانية اخرى قصور فى غاية الفخامة مثل قصر القبة ويطالب سامح الرئيس الجديد ان لا يفعل مثل الرئيس السابق ويقيد حريتهم فى ان يعيشوا حياتهم الطبيعية بدون اى عائق التى منها الاجراءات الامنية المشددة.