طالب العديد من وزراء الري السابقين في تصريحاتهم وأخرهم الدكتور هشام قنديل قطاعات الدولة بشقيها ( انتاجية_ خدمية ) بايجاد بدائل لمياه النيل المستخدمة في قطاعات الدولة المختلفة بعيدا عن قطاع الزراعة لمحدودية مواردنا المائية وانتقالنا من مرحلة الوفرة إلى الندرة المائية ، واقترحوا ان يتم استخدام الهواء ومياه البحر في عمليات التبريد في قطاع الصناعة، وان يكون هناك نظام في ادارة المياه وتعظيم الاستفاده من وحدة المياه لاننا نعاني من سوء في الادارة، وان الزيادة السكانيه المطردة ستتطلب التوسع في المشاريع الصناعية وعمليات البناء للإيفاء باحتياجاتهم ،وفي السطور القادمه سنتعرف ما اذا كانت هذه الاقتراحات قابله للتطبيق في ارض الواقع ام لا...........؟ فيقول الدكتورمحمد رافت القوصي استاذ متفرغ بهندسة الفلزات ان عملية التبريد بالهواء في العمليات المختلفة للصناعة غير كافية بل ثؤثر على الخصائص الفيزيائية بالسلب للمنتج الصناعي وهناك العديد من الصناعات لا يصلح فيها التبريد بالهواء مثل الدرفله في صناعة الحديد والصلب فلابد من استخدام الماء ،ولا نستخدم أي نوع من المياه بل نستخدم مياه الشرب وفي الغالب يتم معالجتها مرة أخرى للتخلص من أي شوائب أو أملاح لا تزال موجوده بها ،لأن اي نسبة أملاح تكون موجودة يمكن ان تسبب انفجار في الغلايات ،فمراحل التصنيع مراحل دقيقه جدا والعناصر الداخله فيه يجب حسابها بدقة وإلا حدثت كارثة نحن في غنى عنها ، وأضاف القوصي أن مياه البحر عدوانية بالنسبة لصناعة الصلب ، وتحلية مياه البحر في الوقت الحالي غير مجدية اقتصادياً لارتفاع تكلفتها مما يؤدي إلى زيادة السعر المضاف على المنتج النهائي فيرتفع ثمنه الأمر الذي يؤثر على القوة التنافسية للمنتج المصري عالمياً، وأكد الدكتور رأفت أن مشكلة المياه في السنوات المقبلة في إطراد مستمر لاننا ما زلنا في المراحل الأولى لبناء القلعة الصناعية المصرية ، وأن أي دولة لا يوجد بها صرح صناعي قوي تعتبر دولة متخلفة لان قطاع الصناعة يدر دخل يقدر ب 35% من الدخل القومي بينما قطاع الزراعة يمثل من 2.1 % من الدخل القومي . وفي نفس الصدد أكد الدكتور خالد يسري أمين عام المركز القومي لبحوث الإسكان وأستاذ بمعهد بحوث مواد البناء وضبط الجودة ان اي مياه صالحة للشرب تصلح لعملية البناء، ويجب أن تتوافر فيها خصائص معينة فالماء المستخدم في خلط الخرسانة يجب أن يكون نظيفا وخاليا من الزيوت والاحماض والمواد العضوية والأملاح ، كذلك الطين والطمي واية مواد تؤثر تأثيرا متلفا على مكونات الخرسانة أو صلب التسليح الذي لا يمكن ان نستخدم بدائل له في الوقت الراهن لارتفاع أثمانها ، ولذلك لا يسمح باستخدام ماء البحر في خلط الخرسانة المسلحة بجميع أنواعها ،ولكن يجوز استخدامها في حالة واحدة و هي خلط الخرسانة العادية بدون تسليح بشريطة ان يتم تصميم خلطة بنفس الماء مع تحديد محتوى الاسمنت المناسب للخلطه للوصول الى المقاومة المطلوبة للخرسانه وبشرط عدم ملامستها لاسطح خرسانة مسلحة باضافة مادة او دهان عازل بينهما مع توافر الخبرة السابقة في استخدام ماء البحر بنجاح ولكن هذا يمنعنا من الاستفادة من التوسع الرأسي لأنه لايسمح باقامة ارتفاعات . واضاف "يسري" ان دور الماء لا ينتهي عند عملية الخلط فقط بل هناك مرحلة ثانية يستخدم فيها الماء وهي عملية معالجة الاسقف وذلك لاكساب الخرسانة إجهادات داخلية يتم تقديرها طبقا للكود المصري وهذه العملية تأخذ من ثلاثة إلى سبعة أيام ويتم فيها سقاية الأسقف بماء جاري خلال هذه الفترة ، وأوضح أمين عام المركز ان المتر المكعب من الخرسانة المسلحة يستهلك تقريبا 175 لتر مياه صالحة للشرب في عملية الخلط ، وعن كيفية تقليل كمية الماء المستخدم قال ان هناك بعض الاضافات التي يمكن إضافتها على خلطة الخرسانة من خصائصها تقليل ماء الخلط بنسبة 5_10% ويتم تحديدها طبقا للإستشاري الذي يحدد تصميم الخلطة كما انه يوجد الآن محطات خاصة لخلط الخرسانة يتم عن طريقها توريد الخرسانة لمواقع البناء تحاشيا لاهدار الماء الذي لم يكن ابدا احد العناصر التي تتحكم في سعر المباني.