60 أسرة تعيش في بدرومات تحت مستوى الأرض.. ينامون في الشوارع وسط حصار من تجار المخدرات والمتحرشين رئيس الحي وعدهم بالانتقال إلى شقق منذ عام 2005.. وفي 2014 المجاري تغمرهم من كل جانب في إحدى شوارع إمبابة توجد عزبة عزيز عزت أو "الجزيرة" التابعة لمحافظة الجيزة، وهي أشبه بالمقابر، فهي عبارة عن بدرومات تقع تحت مستوى الأرض ب4 أمتار، أًجُبر أهلها على العيش بها بسبب السياسات الحكومية التي همشتهم عن الحياة الطبيعية، بلا أي خدمات، في ظل وعود زائفة من المحافظ ورئيس الحي بنقلهم في "بلوكات" جديدة قريبة من المنطقة، وبالفعل تم بناء هذه البلوكات ولكن الأهالي لم يتسلموها حتى الأن، ومازال الأهالي يعانون من المجاري التي تغرق بيوتهم والتي جعلتهم يباتوا في الشارع وسط تجار المخدرات والمدمنين والمخاطر التي تحيط بهم من كل جانب. "الوادي" حرصت على مقابلة أهالي "عزبة عزيز" لرصد معاناتهم والمأساة والمخاطر التي يتعرضون لها. في البداية، يقول عاطف فرغلي -56 عام-: "نحن نعيش في عزبة عزيز منذ 20 عاما وهذه المنطقة هي عبارة عن بدرومات تحت الأرض و يعيش بها أكثر من 60 أسرة ونحن نعاني من الفقر والمجاري التي تسببت في موت الكثير من الأهالي، والتي جعلتني أترك منزلي حيث غمرته المجاري وأبات أنا و أولادي في الشارع ، كما أن هذه المنطقة هي أشبه بوكر للبلطجية وتجار المخدرات التي أنتشرت أنتشار غير طبيعي في المنطقة رغم تواجد الشرطة، فعلى بعد أمتار من هنا يوجد قسم إمبابة، وحالتنا تتحول من السئ للأسوء". وأضاف "فرغلي": "أحنا هنا بنموت كل يوم ومحدش بيعبرنا، وتم بناء "بلوكات" جديدة في المنطقة والتي من المفترض أن ننتقل إليها بعد أن أنتهت ،فهذا المشروع قائم منذ 3 سنوات ويتبناه الإعلامي عمرو الليثي ضمن المشروعات التي يقوم بها، وقد تركه من دون متابعة ومطلبنا الوحيد هو إستلام الشقق في هذه البلوكات فهو حق من حقوقنا، أحنا مبنشحتش من حد". وأوضحت أم محمد وهي زوجة فرغلي، أن زوجها قام ببناء حمام لأهالي المنطقة وهو حمام واحد يستخدمه أكثر من 60 أسرة، بعد أن كان الأهالي يقومون بقضاء حاجتهم في "جرادل"، مضيفة: "تركنا منازلنا بسبب المجاري التي أغرقتها، وبناتي يباتون في الشارع، وأنا لا أشعر بالأمان وأخاف عليهم من البلطجية المنتشرين في المنطقة، حيث يوجد أطفال لا يتعدون 10 سنوات يتعاطون المخدرات ويتحرشون بالفتيات، كما أن بعض الشباب أتخذوا كوبري إمبابة وكرا لأعمال السرقة والإختطاف والإغتصاب، فمن يقبل العيش بهذه الطريقة المهينة بدون أي إحساس بالأمن والأمان؟!!". كما اشتكت الحاجة هويدا رشاد، من إهمال المسؤلين لهم، حيث يقوموا بزيارة المنطقة وهم على علم تام بكل ما يحدث بها، ويعدوا أهلها بالتغيير ولكن لا حدث سوى الكلام والوعود الزائفة –بحسب تعبيرها-. وتقول الحاجة هويدا: "تعبنا من هذه الحياة ونحن ننتظر الموت في أي لحظة، بسبب المجاري التي تغمر المنطقة، فقد فقدت جارتي أربعة من أطفالها بالبلهارسيا والأمراض التي تسببها المجاري، ومطلبنا إستلام شققنا في البلوكات الجديدة التي تم تشطيبها والإنتهاء منها منذ شهرين وهناك من قاموا بإستلام شقق وهو مطلب ليس من الصعب تنفيذه". أما سميرة أحمد إحى أهالي المنطقة، تقول: "أنا مطلقة وأعيش أنا وأولادي الخمسة في بدروم تحت الأرض متر قي متر، وقد توفى أبني بمرض أصابه بسبب المجاري، ونحن نعيش ب10 جنيه في اليوم الواحد التي يكسبها أبني الأكبر من بيع الخردة، كما أننا نعاني من أنتشار البلطجة في المنطقة وأحنا عندنا بنات وبنخاف عليهم، وأنا لم أعد قادرة على العمل وأتمنى أن توفر لنا الحكومة شقة نعيش بها أنا وأولادي وهي من أبسط أحلامنا". ويقول الحاج محمد سلامة وهو سائق تاكسي: "عندي 3 بنات و3 شباب ومن خوفي على أولادي من العيش في هذه المنطقة والمخاطر تحيط بنا من كل جانب فقد أرسلتهم إلى أقاربنا لإبعادهم عن هذه المخاطر والحفاظ عليهم، ولكني أعيش أنا وزوجتي هنا، وكل يوم بيعدي علينا في هذه المنطقة بنموت"، ويجب أن يتحرك المسؤلين لإنقاذ أهالي هذه المنطقة من الموت يوميا بسبب الأمراض". وأخيرا.. تقول الحاجة صابرة كامل: "احنا متبهدلين هنا ومحدش حاسس بينا.. لاعارفين ناكل ولا نشرب ولا حتى ندخل الحمام ودا ميرضيش ربنا، ونضطر انا وبنات المنطقة لترك منزلنا في منتصف الليل للذهاب لقضاء حوائجنا في وسط رعب من البلطجية المنتشرين في المنطقة"، وتتسائل "صابرة": "أين هي الشقق التي وعدنا رئيس الحي بنقلنا لها منذ عام 2005؟!!، أحنا مش هنقول غير حسبي الله ونعم الوكيل".