أصيب عدد من الفلسطينيين بجراح مختلفة في مواجهات جرت، اليوم الثلاثاء، مع الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس. واندلعت المواجهات بعد أن حاولت قوات الشرطة إخراج أعداد كبيرة من المرابطين في المسجد بالقوة بعد أن توجهوا إلى هناك لمنع جماعات يهودية متطرفة من اقتحام المسجد. كما صعّدت المنظمات اليهودية التي تعمل لتحقيق أسطورة الهيكل المزعوم من دعواتها التحريضية على المسجد الأقصى المبارك، قبل ساعات من عقد برلمان الاحتلال جلسة لمناقشة الاقتراح الذي تقدم به النائب المتطرف، موشيه فيجلن، ببسط سيادة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة على الاقصى بدلاً من الأردنية. ومن جانبها وزعت جمعيات الهيكل المزعوم دعوات لوزراء الحكومة الإسرائيلية ونواب الكنيست المشاركين في جلسة، مساء اليوم،الثلاثاء، ووضعت للدعوة عنوانا بارزا قالت فيه :"جبل الهيكل بأيدينا؟ الآن نثبت". كما أرفقت بالدعوة صور قديمة لبعض وزراء الحكومة الإسرائيلية وأعضاء الكنيست ولجنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلال الأقصى عام 1967 وفي اللحظة التي تم إطلاق عبارة "جبل الهيكل بأيدينا". من جانبها أفادت قناة "الكنيست" الإسرائيلية أنه سيتم اليوم مناقشة عدة نقاط منها: نقل السيادة على "جبل الهيكل" من السيادة الأردنية ومناقشة ذلك مع حركات المعبد، بناء على ما طرحه موشيه فيجلين. وفى السياق ذاته أدرجت لجنة الداخلية والبيئة برئاسة عضو الكنيست ميري ريغيف في جدولها ليوم غد الأربعاء، موضوع التحضير والاستعدادات لاقتحام جماعي للأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي يوافق وسط شهر أبريل، والذي دعا إليه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وعدة وزارات، وعدد من منظمات الهيكل المزعوم، في حين نشطت خلال الساعات الأخيرة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء يهود دعوا فيها لاقتحام المسجد الأقصى الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم،الثلاثاء، ورفع الأعلام الاسرائيلية في باحاته. وذكرت إذاعة "صوت فلسطين" أن أعدادا كبيرة من الشرطة اقتحمت المسجد عبر باب المغاربة والسلسلة مطلقة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المصلين وحاولت إخراجهم من هناك. وأشارت الإذاعة إلى أن الشرطة كانت تمهد الطريق لعملية اقتحام للمسجد يخطط مستوطنون متطرفون للقيام بها صباح الثلاثاء الأمر الذي أوقع عددا من الجرحى فيما عانى الكثيرون من الاختناق بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأوضحت أن 12 فلسطينيا أصيبوا بجراح خلال هذه المواجهات، مؤكدة أن حالة من التوتر الشديد لا تزال تسيطر على باحات المسجد التي شهدت عمليات مطاردة للمرابطين فيه. من جانبه أكد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، اعتقال 3 فلسطينيين خلال اشتباكات داخل الحرم القدسي. وأضاف رونفيلد قائلا :"قواتنا دخلت إلى الموقع واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات إثر رشق فلسطينيين حجارة على زوار يهود". وأضاف روزنفيلد أن "توترا شديدا" يسود قبل مناقشات مرتقبة في الكنيست مساء بشأن مشروع تقدم به نائب لبسط السيادة الكاملة على الأقصى. وتفرض القوات الإسرائيلية إجراءات مشددة على بوابات الأقصى، ومنعت طلبة مدارس الأقصى الشرعية التوجه إلى مقاعدهم الدراسية، كما منعت من هم دون الخمسين من الدخول إليه.