جمال الشاذلي: العلاقات التركية الإسرائيلية إستراتيجية من الطراز الأول.. ومنير كامل: الصراع كان على غاز المتوسط وسيتم حسمه كاتب إسرائيلي : المصلحة الاقتصادية تحكم العلاقة بين البلدين.. و«هآرتس»: الحكومة التركية لم تبد أى رفض لصفقة تصدير الغاز الإسرائيلي لأنقرة دعا رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى التوقيع على المصالحة مع إسرائيل في أسرع وقت ممكن، وعودة العلاقات الطبيعية بين الجانبين. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم،الخميس، عن بيان أصدره البيت الأبيض والذي جاء فيه بأن أوباما تناول خلال مكالمة هاتفية أجراها الليلة الماضية مع أردوغان سلسلة من القضايا والموضوعات الثنائية والإقليمية، والتي كان من أبرزها أهمية تسريع عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل. وأوضح البيان أن أوباما قد أعرب عن قناعاته الشخصية حول مقدرة تركيا في أن تقدم للعالم نموذجا للزعامة، من خلال الانخراط والمشاركة الإيجابية في المحافل الدولية. وبحسب الصحيفة فإن البيان الأمريكي لم يفصح بتفاصيل المحادثة، إلا أنه أكد على أن الأمريكيين لهم طريقة في تقوية حلفها مع الدول في الشرق الأوسط أمام التهديد الإيراني من جانب، وأمام عناصر الجهاد العالمي من جانب آخر. كما تناول الجانبان خلال الاتصال الهاتفي، الوجود الإرهابي المتصاعد في سوريا، واتفقا على أن المصالح المشتركة بين بلديهما تحتم عليهما العمل من أجل التوصل لحل سياسي للحرب التي تشهدها سوريا. وتأتي المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي الليلة الماضية مع أردوغان بعد أيام من الأنباء التي تحدثت عن أن هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات بين إسرائيل ووزير الخارجية التركي من أجل حل الأزمة التي جاءت في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية مرمرة نهاية مايو عام 2010. كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن تركيا خفضت مبلغ التعويضات الذي تطالب إسرائيل بدفعه لعائلات تسعة قتلى من نشطاء أسطول الحرية التركي لكسر الحصار عن غزة في العام 2010 وأن اتفاق المصالحة بين الجانبين أصبح قريبا. ونقل الموقع عن مسئول إسرائيلي رفيع قوله إن الحكومة التركية تساهلت فى موقفها بشأن حجم التعويضات لعائلات القتلى، وعرضت أمام وفد إسرائيلي زار أنقرة مبلغاً أقل من الذي كانت تطالب به في الماضي، وأنه يتعين الآن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيوافق على الاقتراح التركي الجديد أم لا, على الرغم من حدوث تقدم في المفاوضات خلال لقاء في أنقرة قبل أسبوعين بين وفد إسرائيلي برئاسة مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي يوسي كوهين وبمشاركة مبعوث نتنياهو الخاص للمحادثات مع تركيا يوسف تشيخانوفير والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية نيسيم بن شيطريت وبين مسؤولين أتراك. ولفت الموقع إلى أن مشاركة بن شيطريت هي مؤشر على أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مطلع على هذه المحادثات بعد أن عارضها بشدة خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبه، أكد دكتور منصور عبدالوهاب,المحلل السياسي المتخصص فى الصراع العربي الإسرائيلي, أن العلاقات العسكرية والأمنية بين إسرائيل وتركيا لم تنقطع على الإطلاق، ومظاهر التوتر في العلاقات بين البلدين لم تخرج عن «خلاف العشاق»، فهناك مصالح مشتركة تربط بين البلدين، وجميع التطورات في الأحداث المشتركة بينهما كحادثة السفينة "مرمرة" التي كانت ضمن أسطول الحرية لفك الحصار على قطاع غزة والمواقف المتضادة بينهما في تقييم ثورة 30 يونيو الناتج عنها عزل محمد مرسي ما هو إلا لشغل الرأي العام الداخلي. وأضاف عبدالوهاب فى إتصال هاتفى ل"الوادي" قائلا :"تركيا تعتبر علاقتها مع إسرائيل "بوابة" لدخول الإتحاد الأوروبي بدعم خاص من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعن المناورات المشتركة بين البلدين، قال إنها لم تتوقف كما يظن البعض فإسرائيل تشارك فى مناورات حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتركيا بطبيعة الحال عضو فى الحلف ذاته، ولكن التصريحات المتعاقبة لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ما هي إلا للعب على وتر أن تركيا هي من تحمل لواء الإسلام فى المنطقة", مشيرا إلى أن التبادل السياحي بين البلدين مستمر. وقال دكتور خالد سعيد,الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية, إن غول يمهد حاليا الطريق أمام الإعلان عن عودة العلاقات، التى تعود رويدا رويدا، مضيفا: من الممكن أن تعود العلاقات بشكلها الطبيعي والعلني بعد عام أو عامين على الأكثر، مشيرا إلى أن التوجه التركي ما هو إلا محاولة لاستعادة دورها فى منطقة الشرق الأوسط بعد ثورة 30 يونيو. وأضاف سعيد فى إتصال هاتفى مع "الوادي" قائلا :"الخلاف الحقيقي بين تركيا وإسرائيل يكمن فى سرقة الثانية للغاز الطبيعي من البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر بين الطرفين حيث أن وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس صرحت من قبل لإذاعة الجيش الإسرائيلي "جالي تساهال" أن تركيا أجرت العديد من التدريبات العسكرية التى وصفتها بالاستفزازية في شرق البحر المتوسط، مؤكدة أن استعراض القوة كان محاولة لتهديد قبرص وإسرائيل وإثناء الشركات الأجنبية عن التعاون معهما في التنقيب عن الغاز وإنتاجه خاصة وأن إسرائيل وحليفتها قبرص اتفقتا على الحقوق البحرية في مياههما المتجاورة وتنازع تركيا التي تسيطر على شمال قبرص في حدودها البحرية مع كل من قبرص ولبنان". وفى المقابل رأى دكتور جمال الشاذلى,مدير مركز الدرسات الشرقية بجامعة القاهرة, أن العلاقات التركية الإسرائيلية إستراتيجية من الطراز الأول ويوجد علاقات دبلوماسية بين البلدين حيث أن هناك تمثيل دبلوماسي لكلا البلدين. وأضاف الشاذلي قائلا :"فى مارس 2013 أعلنت كلا من إسرائيل وتركيا عودة العلاقات بينهما بعدما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارا إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل تسعة أتراك في هجوم إسرائيلي على مجموعة سفن كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني في مايو 2010 كما ذكر بيان صادر من مكتب نتنياهو إن الاثنين اتفقا على إعادة التطبيع بين البلدين، وهذا يشمل إعادة السفراء، وإلغاء الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي واعتذر نتنياهو إلى الشعب التركي عن أي خطأ قد يكون أدى إلى خسارة أرواح واتفقا على استكمال الاتفاق بتعويضات وقبلت الحكومة التركية الإعتذار مؤكدة على أهمية الصداقة بين الشعبين اليهودي والتركي". واتفق دكتور منير كامل,أستاذ الدراسات العبرية بجامعة القاهرة, مع الشاذلي بشأن التمثيل الدبلوماسي حيث قال فى اتصال هاتفي مع "الوادي" أن العلاقات لم تنقطع قط وبالنسبة للصراع بين الجانبين التركي والإسرائيلي بشأن الغاز الموجود بالبحر الأبيض المتوسط فإن هناك تحسن فى العلاقات قادم بلا محالة بهذا الشأن ولكن بدون تدخل من أى طرف ثالث لحل النزاع مشيرا فى حديثه إلى "قبرص". وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن تركيا تعتزم إبرام غاز طبيعى مع إسرائيل تقدر ب 10 مليارات دولار حيث أن الاتفاق سيكون بين شركة "لفنتى" الإسرائيلية وشركة "توركيش بيترول" التركية لتصدير الغاز الإسرائيلى إلى أنقرة. وأشار الموقع إلى أن الحكومة التركية لم تبد أى رفض للصفقة حتى بعد علم رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان الذى التزم الصمت تجاه الصفقة، مضيفاً أن طول أنابيب الغاز الموصلة من مدينة أشكلون إلى ميناء شيهان الواقع بجنوب تركيا يبلغ 470 كيلو متر.