احتفلت تونس الجمعة بإقرار دستورها الجديد، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، وحضر مراسم الاحتفال رؤساء وممثلون لأكثر من 20 دولة عربية وغربية، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يعتبر الرئيس الأوروبي الوحيد الذي حضر الاحتفال مع رؤساء تشاد والغابون وغينيا وموريتانيا ولبنان، ورئيسي الوزراء الجزائري والكويتي ورئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي بالإضافة إلى بعض القادة العرب والأفارقة. وقد وصل بعض هؤلاء الرؤساء تونس منذ مساء الخميس من أجل المشاركة في هذا الإحتفال الرمزي بتبني الدستور التونسي الجديد، وكذلك لاستكمال المصالحة مع هذه الدولة التي انطلق منها الربيع العربي. وكانت الرئاسة التونسية قد كتبت على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك "العالم يحتفل مع تونس بدستورها". وأضافت الرئاسة في بيانها أن "ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات ورؤساء مجالس نيابية لعدد من البلدان الشقيقة والصديقة يأتون لمشاركة تونس وشعبها فرحتهما". ويأتي احتفال الجمعة غداة ذكرى اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد البالغ من العمر 48 عاما في عملية نسبت الى التيار الجهادي بتونس في السادس من فبراير 2013، وتنظم احزاب يسارية اليوم الجمعة اجتماعا في ذكرى اغتيال "بلعيد" قبل تظاهرة كبيرة السبت. وكانت الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة قد تولت السلطة بعد أشهر من المفاوضات المتوترة بين المعارضة و حركة النهضة الإسلامية التى وافقت بدورها على التخلي عن الحكومة بعد إتفاق مع المعارضة بهدف اخراج تونس من ازمة سياسية حادة نجمت عن اغتيال المعارضين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهميالعام الماضي ما أثار احتجاجات طالبت باستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة. وكانت عائلة "بلعيد" قد اتهمت حركة النهضة بقتله على خلفية انتقاده اللاذع للحركة ورموزها، في حين وصفت الحركة هذه الاتهامات بالكاذبة.