دشن مجموعة من الشباب مشروع "ونّاس" للسينما البديلة، بشعار الباحثين عن القوت والستر يتسيدون المشهد في عدسة وعين ونّاس". يقول مصمم الجرافيك أيمن أدمن أحد المؤسسين للمشروع: "ونّاس هو الشخصية التي قررت أن تقتحم عزلة أحد الأوساط الغير مرئية رغم تأثيرها الكبير في المشهد المجتمعي، هذا الوسط هو الأحياء الشعبية والفقيرة الموجودة في قلب القاهرة، حيث يظهر ظل الوضع الكارثي الذي وصل إليه قطاع من البشر المكافحين البحاثين عن القوت والستر، وهم من يتسيدون المشهد في عدسة وعين ونّاس، وفي مشروع ونّاس نقتحم هذه الأحياء في فترة ما قبل الكارثة لنحاول إظهار الصورة قبل وقوع الأسوء". عن بدايات المشروع يضيف أيمن أدم: "مشروع ونّاس هدفه إنتاج سلسة أفلام وثائقية بتتكلم عن الطبقات المهمشة من الشعب المصري، وأول فيلم أشتغلنا عليه هو "فيلم الشغيلة الشقيانة" الفيلم بدأنا كتابة فيه من يناير 2013 . وتباع آدم "بدأنا التصوير فى شهر مايو وأستمر التصوير لمدة 6 أسابيع وكنا بنسجل فيه مع الشغيلة فى المناطق الشعبية المحيطة بوسط المدينة مثل الأزبكية والعتبة ورمسيس والفيلم مدته 37 دقيقة، وأول عرض للفيلم كان في آخر شهر يوليو بمركز الجزويت بالفجالة. وأوضح أدم تفاعل الجمهور مع الفيلم كان إيجابي جداً، بعد ذلك عرضنا الفيلم في أكثر من مكان منها تيار الثقافة الوطنية الذي عرض الفيلم، وأقام ندوة حضرها عدد من الكتاب والنقاد والسينمائين منهم الدكتور يسري عبد الله والأديب خالد إسماعيل، بالإضافة إلى عرض الفيلم في أكثر من مقهى بوسط البلد، وأخر عرض كان منذ أيام فى الشارع فى منطقة الازبكية". وأضاف أدم نظم العرض هناك مجموعة من الشغيلة الذين قومنا بالتصوير معهم، وحضر العرض المخرجة أمل رمسيس بالاضافة للعديد من الفنانين". يكمل أيمن " فكرة ونّاس موجودة عندنا من بعد الثورة ، كنا عاوزين نعمل سينما وأفلام وثائقية بشكل جديد ومختلف، بحيث تعبر بشكل حقيقي عن الواقع وخصوصاً عن القطاع الاكبر من الشعب المصري المهمش والغير مرصود سينمائياً بشكل حقيقي، كنا فى بداية الامر انا وصديقي محمد يحى، ثم أنضم لينا عبد الرحمن مندور، وبعدها أنضم لينا المصور أسامة صبحي، والمونتير محمد مهدي، وبدأنا أحنا الخمسة نشتغل بأقل الامكانيات وبشكل مستقل تماماً على السينما التي نؤمن بها، وفى خلال سنة أنجزنا أول افلامنا، ونقوم الان بالتجهيز للفيلم الثاني". في هذا السياق يقول محمد يحي أحد مؤسسي مشروع ونًاس: "هدفنا الأساسي من مشروع ونًاس هو أننا نقول للمجتمع وللمبدعين أننا قادرون على تقديم فن وسينما بديله بأقل التكلفة، لذلك لم نسع ولم نبحث عن جهات إنتاجية تفرض علينا شروط، ونحن فى مشروع ونّاس مجموعة من الأصدقاء المؤمنين بالفن وبحق القطاع العريض من المجتمع المصري الشعبي والفقير فى أن نقدم فن يعبر عنه ويدافع عن حقه في الحصول على حياة كريمة وعدالة أجتماعية، ومن أهم أهدافنا أيضاً تغير الصورة النمطية التي تنقلها السينما التجارية عن المناطق والاحياء الشعبية، هذه الصورة التى تتحدث دائماً عن أن أبناء المناطق الشعبية أما تجار مخدرات وعاهرات، وأما متشددين دينياً ومشروع أرهابين قادمين". يضيف محمد يحى "من أروع المشاهد التي عشناها، عندما عرضنا الفيلم في المناطق الشعبية التى صورنا فيها، فالناس كانت منهدشة أنهم أصبحوا لاول مرة محور لحدث هام، وشعروا فى حينها أن السينما فن ملكه، يعبر عنهم بشكل صادق ومخلص، وهذه السعادة كانت دافع كبير لينا أننا نكمل ونستمر فى مشروعنا".