الجامعة هدية مصطفى كامل في 1908.. والآن تحتل المركز الثاني ضمن الجامعات عربياً منبر للحركة الطلابية في الماضي.. والآن ساحة للاشتباكات والاضرابات طلاب الإخوان في عيدها يقدمون بيان تحذيرى لتحقيق مطالبهم.. والإضراب عن الامتحانات هو الحل احتفلت مساء اليوم الجامعة بعيد العلم الثاني عشر وعيد جامعة القاهرة ال 105، وحضر العديد من قادة الجامعة على رأسهم الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، والدكتور عز أبو ستيت، نائب رئيس الجامعة وشئون التعليم والطلاب، والدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، وعدد من عمداء الكليات، ولفيف من المكرمين من أبناء الجامعة الحاصلين على جوائز الدولة. وكرمت الجامعة 46 أستاذًا جامعيًّا، ومن المقرر أن يتم تكريم 23 أستاذًا بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية و23 أستاذَا سيكرمون بجوائز الجامعة التشجيعية والتقديرية وجائزة التفوق. بداية جامعة القاهرة: بدأت فكرة جامعة القاهرة منذ عام 1906 ، حيث جاءت هذه الكلمات على لسان مصطفى كامل، "خير هدية أقترح تقديمها إلى الوطن العزيز هي تأسيس كلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء بحد سواء"، وكانت الجامعة هي الهدية التي قدّمها عدد من المستنيرين قبيل ثورة 1919 لمصر، حسب ما ذكره "كامل" في حديثه عن الجامعة، قبل أكثر من قرن. وبدأت هذه الفكرة بوضع أول حجر أساس للصرح العلمي المُسمى ب "الجامعة الأهلية العربية"، فقد بدأت الجامعة عملها بمقر الجامعة الأمريكية الحالي، واستأجرته آن ذلك بمبلغ 400 جنيه للسنة. واحتفلت مصر بافتتاح هدية مصطفى كامل لها في القاعة الرسمية بمجلس شورى القوانين، يوم الاثنين 21 ديسمبر 1908 ، لتبدأ في تحقيق حُلم "جرجي زيدان" حين قال "نحن في حاجة إلى مدرسة.. كلية، تعلم العلوم العالية يتولى أمرها رجال يتخذهم التلامذة قدوة". وفي عيدها الخمسين، حضر الحفل الرئيس "جمال عبد الناصر" ليقول "جئت اليوم لأني أريد أن أحمل الجامعة أمانة المستقبل، فإن العلم والفكر يسيران إلى الأزل من غير حد أو نهاية. وفقكم الله". الجامعة ما بين الماضي .. واليوم: وها هنا اليوم، نحتفل بعيد الجامعة 105، لتتغير الأوضاع والأمور كثيراً، فكانت جامعة القاهرة في الماضي، هي منبراً للحركة الطلابية وثورتها، لكنها اختلفت كثيراً عن الوضع الحالي، بعدما أصبح العنف وإثارة الشغب هو السلاح الأول. في عام 1946، فتح كوبري عباس على الطلبة، وبالرغم من ذلك لم يكتب التاريخ أن أحدا من الطلبة قام بإطلاق النيران على الأمن، ولكن كان سلاحهم هو الاعتصام داخل قاعة المؤتمرات في قبة جامعة القاهرة، وعند فض اعتصامهم وسجن البعض منهم لم يتعاملوا بعنف، ولم يتم تكسير المكان، على عكس ما يحدث الأن، فعند وقوع الاشتباكات بين طلاب الإخوان وقوات الأمن تظهر الأسلحة والعصى والشوم، كما شهدت الأحداث الأخيرة. ولكن اجتمع طلاب الإخوان في الماضي والأن داخل جامعة القاهرة، على كيفية اجتذاب الأعضاء الجدد لهم، عن طريق الحديث داخل المساجد، أو إحدى المحاضرات، وذلك ما تم فعله بعدما ترك الرئيس الراحل أنور السادات لهم المجال، ليندمجوا في المجتمع ويكونوا رابطة لهم، وهذا ما يسير عليه طلابهم الأن. وتحول الأمر سريعاً من فكرة حركة طلابية تناضل من أجل هدف دون عنف أو إثارة الشغب، إلى حركات متعددة داخل الجامعة، لكلا منها هدفاً، لم يعد هانك مطلباً واحداً يجمعهم، حتى سيطر على المشهد العام، طلاب ضد الانقلاب، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ليبدأ الأمر بالمطالبة بعودة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، والشرعية، إلى المطالبة بالقصاص والإفراج عن المعتقلين وإقالة وزير التعليم العالى، ليخيم على جامعة القاهرة مشهد الاشتباكات والعنف في وقتها الحالي. دور الإخوان في عيد الجامعة 105: وفي إطار ذلك، تغيب طلاب الإخوان اليوم عن جامعة القاهرة في احتفالها بعيدها، ولكنها لم تغفل الوضع تماماً، فقدم طلاب الإخوان في احتفال الجامعة بياناً تحذيرياً إذا لم يتم القصاص من قتلة الطلاب، خاصة جامعة القاهرة التي شهدت مقتل الطالب محمد رضا، طالب الهندسة، وإقالة وزير التعليم العالي، وترك المجال مفتوحاً للأنشطة الطلابية وعمل الاتحادات دون أي قيود، فإنها ستبدأ "الإضراب العام عن الامتحانات". أهمية الجامعة علمياً: وتتذكر اليوم جامعة القاهرة، وطلابها وأساتذتها تاريخ النضال والعلم، فقد احتلت جامعة القاهرة، المركز 461 ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى جامعات العالم، عن عام "2012 – 2013"، فى تصنيف يوراب، الذى يصنف الجامعات حسب الأداء الأكاديمى والبحوث العلمية المنشورة دوليًا. وجاءت جامعة القاهرة في المركز الثاني عربيًا، بعد جامعة الملك سعود، التي جاءت في المركز 313 في التصنيف، والسادسة أفريقيا، فيما دخلت 5 جامعات إسرائيلية ضمن أفضل 500 جامعة.