ربما جمعت قصص حب عنيفة - أدى بعضها إلى زيجات- بين أبناء الصحافة وبنات الفن، منها على سبيل المثال زيجات نبيل عصمت- ليلى طاهر، أحمد فراج- صباح، جلال معوض- ليلى فوزي. كما تسببت أحيانًا العلاقات المُقربة بين ثنائي ينتمي طرف منه إلى الفن وينتمي أخر للصحافة إلى إحراج شديد وتشكيك في مصداقية أحد الطرفين - وربما كلاهما- واتهامه باتخاذ الأخر وسيلة نحو مزيد من الشهرة كعلاقة اسمهان بالصحفي محمد التابعي، برغم أنهم كانا وقتها في أوج مجدهما. وهكذا انتهت أغلب تلك العلاقات بالطلاق أو الانفصال، لتظل أكثرها نجاحًا حتى النهاية قصة الحب والزواج التي جمعت بين الثنائي العظيم لويس جريس وسناء جميل. ظل الصحفي الشاب لويس جريس يكتم حبه للفنانة الصاعدة سناء جميل خشية ما قد يتسبب من مشكلات نتيجة كونه مسيحيًا، وكونها مسلمة. فقد كانت مصر وقتها في تعيش زمنًا جميلًا، لا يكاد يعرف أحد دين الأخر، وإن مر على معرفتهما زمن، ولولا وضوح انتماء اسم لويس جريس إلى الدين المسيحي لظنت سناء أيضًا أنه مسلم. وتنفجر في يوم عبارة أسى لم يستطع قلب لويس كتمانها أكثر من ذلك ليعاتب القدر أمام سناء قائلًا: لو مكنتيش بس انتي مسلمة وانا مسيحي كنت طلبتك للجواز، وتبتسم سناء برقتها المعهودة قائلة: أنا مسيحية يا لويس وموافقة. فيهرع لويس إلى القس ليتمم زواجهما في الحال، لكن القس يرفض لعدم وجود مدعوين، ويقوم لويس بتأجير 7 سيارات تاكسي ليملأها بزملاء المجلة الذين كانوا كلهم تقريبًا مسلمين، ويتوجه بهم إلى الكنيسة ليبدأ منذ يومها زيجة تجاوز عمرها 40 عامًا حتى رحيل الجميلة سناء بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة. تزوج لويس من سناء ولم يستجب إلى نصائح مصطفى أمين وغيرهم من أساتذته وزملائه المتكررة بالتوقف عن محبة النجمة الصاعدة سناء جميل، والتي ستتسبب شهرتها لا محالة في وضعه - كصحفي مغمور وقتها- في حرج شديد. كما ستظل شهرتها طاغية على أي شهرة أو مجد مهني يحققه طالما ظل اسمه مقرونًا باسمها. وظل لويس في صمت واجتهاد شديد يبني اسمه اللامع كأحد أفضل أبناء جيل الستينات بين الكتاب الصحفيين والنقاد العرب، متعه الله بطول العمر ودوام العافية والعطاء الإبداعي والإنساني. تفادى العظيم لويس جريس كافة النصائح المحملة بطاقة سلبية ضد العلاقة، وبحث عن أخرى تحافظ على حبهما وتدعم جذور ارتباطهما، وقام بدأب ومحبة بتنفيذ نصائح الاساتذة الكبار ذكي طليمات، وألفريد فرج، ولويس عوض حول كيفية التعامل مع موهبة متفردة مثل موهبة سناء جميل، وعدم الوقوف بينها وبين فنها، بل وطرق مساعدتها والمساهمة في اختمار موهبتها وزيادة ثقافتها. كما خلع عباءة الرجل الصعيدي المتحكمة غيرته في معاملته لزوجته، وظل على عهد محبته والتزامه بما يتطلبه الزواج من فنانة. وكان ذلك بدرجة أثارت غيرة كثير من المحيطين ليقذفه أحد السخفاء عقب أداء سناء جميل لدورها العظيم في فيلم "فجر يوم جديد" - والذي تضمن لقطة لها في الفراش مع شاب يصغرها بأكثر من 20 سنة- قائلًا له: انتا مبتغيرش يا لويس لما مراتك تبقى عاملة دور في السرير مع راجل تاني؟ ليجيب الاستاذ الكبير عليه بكل ثقة واعتداد: خليك في حالك. ويظل لويس المحب يخطو طريقه المهني بثبات ونجاح في صمت، منكرًا ذاته ومتطلباته النفسية، والاجتماعية كي لا يطغى أي مؤثر على تركيز سناء جميل في فنها. حيث يعلم كل المتابعين لمسار زيجات الوسط الفني أن أول صورة فوتوغرافية جمعتهما وهم متزوجين كانت سنة 1975 أي بعد مرور حوالي 15 عام على زواجهم. كما استسلم لويس إلى طلب سناء بعدم انجاب أطفال كي لا تشغلها التزاماتها كأم عن فنها، وهو ما ندمت عليه سناء ندمًا شديدًا بعد فوات الأوان، وبدلًا من أن يعاتبها لويس على ذلك كان يشد من أزرها، ويؤكد أن لديهم من رصيدها الفني ما تزيد قيمته عن غلاوة الأبناء. تجاوز لويس جريس بقلب المحب أي منغصات على قصة الحب التي أراد لها الاثنان الخلود فكان لهما ما أرادا، فقد وصل تفهم لويس إلى سناء حد متابعة عملها ومعايشتها فيه، فذات يوم كانا في الاسكندرية وفوجىء لويس بزوجته دمثة الخلق ذات التعليم الفرنسي تتصرف بعدائية شديدة، وتتعامل بلغة حادة لم يعهدها طوال فترة ارتباطهما الطويلة معًا، لكنه آثر ألا يبدي أي ود فعل تجاه ذلك كي لا يخرجها من معايشة أحد أجمل أدوارها أثناء تصوير مسلسل "الراية البيضا"، فتحمل لويس من المعلمة "فضة المعداوي" في الحقيقة ما لم يستطع جميل راتب تحمله منها أمام الكاميرا. وتمر السنون ليتجاوز على رحيل العظيمة سناء جميل الآن 11 عامًا، ولا يكاد يخلو أي حديث للاستاذ الكبير لويس جريس دون ذكر اسم محبوبته سناء الذي يعكف الآن على كتابة قصة حياتها، تمهيدًا لتحويلها إلى مسلسل تليفزيوني يأمل الزوج المحب لويس جريس، ونأمل معه، أن تتبنى جهة انتاجية تنفيذه في القريب العاجل.