أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية والإيرانية اليوم الأحد، الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى تل أبيب، حيث تنبأت بما ستسفر عنه تلك الزيارة خاصة بعدما أتضحت نية الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدم اللجوء للخيار العسكري تجاة البرنامج النووي الإيراني إيمانا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمدى فاعلية سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على طهران. وعلق موقع "تك ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي على زيارة أولاند لإسرائيل اليوم، بأنها سوف تحسم سياسات إسرائيل وفرنسا والسعودية لمواجهة الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما وإيران. وأضاف الموقع أن هذه الزيارة سوف تحدد وقبل كل شيء مدى استعداد فرنسا للتحالف مع جبهة المملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل المعارضة للتقارب الأمريكي الإيراني وسياسات باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري فيما يتعلق بالنووي الإيراني. وأشار ديبكا إلى أن نتنياهو وأولاند سوف يقرران وضع الخيار العسكري الفرنسي العربي الإسرائيلي كبديلا للخيار الأمريكي وسيحددان متى سيدخل هذا الخيار حيز التنفيذ. وفى نفس السياق، نقلت إذاعة "ريشيت بيت" الإسرائيلية عن أولاند قوله إنه جاء لينقل إلى إسرائيل رسالة تأييد فرنسا والذي يستند إلى التاريخ المشترك للبلدين منذ فترة طويلة. وأضافت الإذاعة أن أولاند أكد أن زيارته هي بمثابة تأكيد من جديد لمدى التزام فرنسا ببذل كل جهد مستطاع من أجل ضمان عيش إسرائيل بسلام وأمن. كما أوضحت صحيفة "هآرتس" أن زيارة فرانسوا أولاند تأتي في أفضل توقيت بالنسبة لتل أبيب التي ستظهر للزائر الفرنسي حرارة كبيرة لشكره على مواقفه ضد البرنامج النووي الإيراني وتعرب له عن أملها في أن تستمر فرنسا في النهج نفسه. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تواجه أسبوعا حاسما لأن الإدارة الأمريكية وروسيا متحمسان للوصول إلى توقيع الاتفاق مع إيران. بدوره أشاد شيمون بيريز بالموقف الفرنسي في جنيف، حيث أكد ضرورة عدم تخفيف الضغوط الدولية الموضوعة ضد طهران. ونقل راديو إيران عن بيريز إشارته إلى أنه في حالة إمتلاك إيران قنبلة نووية فستسعى جميع دول الشرق الأوسط هي الأخرى إلى تطوير أسلحة نووية. من جانبها، رأت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية أن زيارة أولاند لإسرائيل ما هو إلا تدهور سياسي أصيبت به فرنسا مما يبرز مدى تبعية هذا البلد في سياسته الخارجية للصهاينة والرجعية العربية وخصوصا الدول النفطية. وأضافت الصحيفة الإيرانية أن فرنسا التي تمكنت في فترة ما من الترويج الى دعمها للحريات والديمقراطية بات دورها اليوم يقتصر على عرقلة عجلة السلام الدولي بعد تحركاتها المشبوهة في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+۱، مشيرة إلى أن السياسة الجديدة التي أسس لها الساسة الفرنسيين، لايمكن أن تحفظ للشعب الفرنسي كرامته ومكانته بين الشعوب الأوروبية.