تعيش مصر اليوم ذكرى نكسة عام 1967، ذلك اليوم الذي هاجمت فيه إسرائيل مصر والأردن سوريا، ورغم انه لا يتعدى حالة الذكرى لدى المصريين، إلا ان اسرائيل تنتظره من عام لآخر لتروج لنصرها إعلاميا، وتعلمه لأبنائها، في سياق تمرير معلوماتي تؤكد فيه أن القوات المصرية كانت في "غياهب النسيان" علي الرغم من انها كانت في حرب الأيام الستة في مواجهة ثلاث جيوش عربية ، إلا أنها لا زالت حتي بعد ضربة حرب 1973 تحاول تصدير فكرة الإنتصار علي الجيش المصري الذي فشل خلالها في مواجهة قواتها التي لا تهزم، كما تصفها التحليلات الإسرائيلية، فتناست انها كانت في مواجهة سوريا والأردن إلي جانب مصر، إلا أنها تناست ذلك في محاولة لتسليط الضوء علي نواحي القصور. كتب المؤلف الإسرائيلي مئير سطل، أن حرب الأيام الستة كانت مفاجأة من قبل الجيش الإسرائيلي والذي هاجم سلاح الجو المصري، فيما بدأت القوات البرية الإسرائيلية المضي قدما في أعماق سيناء، وتحت قيادة قائد السلاح المدرعات الإسرائيلي اللواء إسرائيل تال، الذي توغل في رفح وقناة السويس وحتي القنطرة والإسماعيلية، وتحت قيادة الجنرال ارييل شارون، حيث حصل موشيه ديان علي معلومات استخباراتية من نص البرقية التي بعث بها الرئيس المصري إلي الرئيس السوري قائلا " اعتقد أن إسرائيل تركز قواتها ضد سوريا من أجل تدمير الجيش السوري" وقد عبرت البرقية علي حد زعم الكاتب من انخفاض الروح المعنوية للعالم العربي وقتها من أكثر الحروب نجاحا في تاريخ إسرائيل ، وكانت من أبرز نتائج تلك الحرب هي الوجود السيادي لإسرائيل . وقال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن حرب الأيام الستة التي قامت ضد كلا من مصر وسوريا والأردن، قامت رغم عدم رغبة أي من الطرفين المعنيين في الحرب، فكانت تحليلات إسرائيلية نشرها موقع الكنيست الإسرائيلي، ترى أن تلك الحرب والتي استمرت من 5 يونيه - 10 يونيو، 1967، زادت من التوترات بين اسرائيل والدول العربية، نظراً لقصف المستوطنات الإسرائيلية من قبل المتسللين والفلسطينين ومن قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وفي أعقاب حادثة بين إسرائيل وسوريا تم خلالها تدمير ست طائرات " ميج" سورية ذهبت إلي الحليف المصري الذي اعلن أنه لن يتسامح في تلك العملية، مما تسبب في وضع الجيش المصري في حرب جهز خلالها الدبابات ووحدات المشاه المتمركزة في سيناء بالقرب من الحدود مع إسرائيل وشجع مصرعلي ذلك الاتحاد السوفييتي وطالبت مصر خلالها بالإخلاء الفوري لقوة الطورائ التابعة للأمم المتحدة علي طول الحدود، وقامت بإغلاق مضيق تيران الذي كانت تراه إسرائيل ممر مائي دولي لابد أن يظل مفتوحا، إلا أن الجانب المصري لم يستجيب لذلك كما تعمد السير في الإتجاه الاستفزازي، علي حد وصف التحيليلات، فمصر كانت ترى أنها قوية بما يكفي للفوز في الحرب ضد إسرائيل وساعدها علي ذلك تكثيف الإمدادات السوفيتية بالسلاح إلي الدول العربية. وفي صباح 5 يونيه أندلعت الحرب، وقصفت إسرئيل السلاح الجوي المصري وهاجمت المطارات العسكرية في مصر وسيناء ، وتم خلال ذلك تدمير مئات الطاشرات وسط غياب دور الجيش، وقد حذرت إسرائيل خلالها الملك حسين بالبعد عن دخول القتال إلا أنه لم يعبئ بالتهديدت الإسرائيلية مما استدعي إسرائيل لمواصلة عمليات القصف ، وكذلك سوريا فقد تعرضت لهجوم وغارات جوية، وخلال ذلك اليوم حققت إسرائيل " تفوق جوي كامل"، كما تحرك جيش الإحتلال الإسرائيلي في رفح وشبه جزيرة سيناء، وفي نهاية اليوم الثالث اكتمل غزو القوات الإسرائيلية لسيناء إلي قناة السويس ومعظم مناطق الضفة الغربية.