"إذا كان المرشح الرئاسي أحمد شفيق من الفلول فإن شعب مصر كله فلول وهو المنقذ الأول لمصر من الضياع والبلطجة والقائد الأعلي لدولة المؤسسات الجديدة"... هكذا تحدث رجال الرئيس السابق مبارك الذين صاموا دهرا ونطقوا كفرا كما يقولون.. وأعلنوا دعمهم للفريق شفيق في انتخابات الرئاسة وتوقعوا حصول مبارك على البراءة خلال الشهر القادم. وهذا ما أكده محمد رجب، زعيم الأغلبية السابق بمجلس الشورى، الذي أعلن تأييده وانحيازه لشفيق في جولة الإعادة المقررة في 16 و17 يونيو القادم نظراً لتاريخه السياسي الطويل، فضلاً عن انتماءه لأنصار الدولة المدنية ورفضه القاطع للدولة الدينية التي تسعى لفرضها مرشح الحرية والعدالة د.محمد مرسي ونسى او تناسي الجميع تاريخهم الطويل وافكارهم ومواقفهم وممارساتهم الانتهازية على مدار العقود الماضية من أجل التمكين والوصول إلى الكرسي وقتها سوف يكشفون عن وجههم الحقيقي ومآربهم الخفية. واستنكر رجب ما تفعله جماعة الإخوان المسلمين من محاولات لتشويه الرجل الذي لا يمكن أن يكون أبدا بوقاً أو يداً لنظام مبارك لانه لن يسمح احدا ايا كان ثقله او وزنه السياسي أن يعيد انتاج نظام المخلوع، رافضا كل ما يردد من اتهامات عن أن الشعب المصري خرج إلي ميدان التحرير لإقالة الفريق أحمد شفيق من رئاسة الوزراء بعد الثورة، لأنه في البداية قبل رئاسة الحكومة في ظروف بالغة الصعوبة ولم يكن هناك أحد يقبل تحمل المسئولية في ذلك التوقيت العصيب ومن ثم فجاء قراره بتولي رئاسة الحكومة كنوع من التضحية من أجل الوطن. وأوضح أنه منحاز لمصلحة الوطن العليا التي لا يجب ان تترك في يد الإخوان المسلمين الذين يوزعون منشورات كاذبة ضد شفيق والا إذا كان يمتلك أي مواطن معلومات أو مخالفات وتجاوزات ضد الفريق فعليه أن يتقدم بها إلي النائب العام وجهات التحقيق التي تفصل في اتهام الرجل أو براءته، مشيرا إلي اننا لابد ان نحتكم إلي القانون وصناديق الإنتخاب أولا وأخيرا. واتهم زعيم الأغلبية الأسبق بالشورى الاخوان بتنظيم حملة ممولة من الخارج وموجهة ضد أحمد شفيق من أجل السيطرة على مصر كلها وتحويلها إلي أفغانستان وايران ونظام الحكم الديني هناك الذي حولها إلي مستعمرة دينية، مؤكدا أنه لا يوجد في العالم اجمع تيار وحيد يسيطر على كافة مؤسسات الدولة في شهور قلائل ثم نأتي بعد ذلك ونلوم على الحزب الوطني انه كان مستحوذا على كل شئ في مصر رغم انه لم يصل إلي ذلك الا بعد مرور ثلاثين عاماً. أما الأصول العسكرية التي يعود إليها المرشح أحمد شفيق فهذا شرف لنا جميعا في الدفاع عن الوطن وليس معنى التحاقك بالمؤسسة العسكرية أنك أصبحت مهاناً ولا يمكن ائتمانك بحال من الأحوال، ولكن طالما أنه يعمل في ظل الشرعية والدستور والقانون، فكل هذه الاتهامات تكون مجرد مهاترات فارغة. وأشار رجب إلى أنه لا يملك أحدا أيا كان رئيساً أو مرؤوساً أن يفصل في شأن الرئيس المخلوع، أو يعفوا عنه فمبارك أمره الآن في يد القضاء الذي يقضي فيه كما يرى وفقا للقانون والدستور والشرع، موضحا أنه لديه ثقة كاملة في المستشار أحمد رفعت، قاضي محاكمة مبارك أحد أبرز المستشارين المصريين الذين يحكمون بشرع الله. ومن جانبه قال محمد عبد المحسن صالح، أحد رجال الحرس القديم بالحزب الوطني وأمين الأمانة المركزية الاسبق للمجالس الشعبية على مستوى الجمهورية، ان ثمة اخطاء جسيمة وقعت من جانب مرشح الإخوان بدءاً من الادعاء أن شفيق مرشح الفلول وممارسة الضغوط وفرض الوصاية على المصريين كنوع من استعراض العضلات ومروراً بالحرب الدينية التي ربما تنشب خلال الأيام القادمة بين الاقباط وجماعة الإخوان في حال وصول مرشح الاخيرة ، فضلاً عن تصريحات قيادات الجماعة المستفزة التي تصب جميعا في خانة أن تكون المرجعية الدينية للمرشد العام لا الازهر الشريف. ويخشي صالح في حالة وصول مرسي لرئاسة الجمهورية ان يحكم المرشد مصر بالنيابة عن مرشح الحرية والعدالة في ظل عدم الفصل بين آداء حزب الحرية والعدالة السياسي ووضعية جماعة الإخوان المسلمين غير القانونية وتداخل العلاقات فيما بينهما. ونفي صالح ان يكون الفريق أحمد شفيق فلولاً، فهذا الرجل رشحه الرئيس مبارك "هكذا يعترف به صالح رئيساً حتى الآن" لرئاسة الحكومة بعد ثورة 25 يناير، اضافة إلى أن كلمة "فلول" ذاتها مسيئة للمصريين وتعطي انطباعاً لدي الكثيرين أن ثمة حرب مشتعلة ضد رجال النظام المبارك وكأن هناك جيشاً مهزوماً وآخر منتصرا، متوقعا حصول الرئيس السابق على البراءة في غضون أيام قليلة، خاصة بعد فوز شفيق في انتخابات الرئاسة الجارية. في المقابل نرى أن المصريين متمسكون بالدولة المدنية التي يمثلها شفيق ولكن وجود د.مرسي يعطي انطباعا عاما لدى المواطنين بتخوفات الدولة الدينية أو الإسلامية ذات المرجعية الدينية وقطاع النخبة والمثقفين سوف يعطون أصواتهم لاحمد شفيق وكذلك شباب الثورة على حد تصوره، لتسليم السلطة لقيادة مدنية واعية، بدلاً من سياسة "التكويش" التي يلعب عليها الإخوان منذ ثورة 25 يناير بالإضافة إلي محاولات كسب ود وأصوات مرشحي الرئاسة السابقين، وهي ما صنعت حالة من الذعر والتخوفات لدى أغلبية عريضة من الشعب المصري. "الأمن أولاً وقبل أي شئ، ولا نريد لمصر الدخول في متاهات أو صراعات أو صفقات تيار الإسلام السياسي" هكذا تحدث عبدالرحيم الغول، زعيم الاغلبية الاسبق بمجلس الشعب بعد صمت طال أكثر من عام ونصف حيث ذكر أن المصريين يسعون نحو دولة مؤسسات "برلمان منتخب، ورئيس حر وشعب واع قام بثورة شهد لها العالم ولا أحد يمكن أن يكررها على الإطلاق وهذه الدولة لا يمثلها سوى أحمد شفيق، القائد الاعلى لدولة المؤسسات الجديدة. وفي ظل مناخ الحرية والديمقراطية التي عاشتها مصر بعد الثورة حدثت حالة من الانفلات الامني التي ما زالت قائمة حتى الآن ولن يخرجنا من حالة الفلتان هذه سوى الفريق أحمد شفيق باعتباره "المنقذ لمصر من الضياع والبلطجة" حسبما يروي الغول الذي أوضح ان كلا من المرشحين الرئاسيين يتصارعون على "قيادة الثورة" فمثلاً مرسي وجماعته ينادون بمبادئ الثورة ويدعون أنهم ممن أشعلوها ويلبسون جلباب الثورة وهم أبعد ما يكونون عنها وعن مبادئها وأهدافها السامية، هؤلاء الذين ابتلعوا مكاسب الثورة في النهاية ويتاجرون اليوم بحق الشهيد خلال فترة الإنتخابات الدعائية في معارك سياسية لا تصب في صالح الوطن بحال من الاحوال. واستبعد الغول حصول الرئيس السابق على العفو الصحي أو البراءة في ظل ظروف الفوضى وحالة القلق والتوترات التي تشهدها البلاد والشارع المصري هذه الأيام، فإذا كانت هناك تخوفات لدى المصريين تجاه النظام القديم ورجال الرئيس السابق، فلا شك أن تلك التخوفات ذاتها تقع من قبل أنصار الإخوان ووصولها لحكم مصر، مؤكدا أن الحكم الأول والاخير للناخب والصندوق الإنتخابي.