شنت فرق مكافحة الإرهاب التركية عمليات اقتحام ومداهمة لعدد كبير من المنازل والمكاتب في اسطنبولوأنقرة واسكيشهير على خلفية احتجاجات متنزه جيزيه بارك باسطنبول شمال غربي البلاد. وذكرت قناة سي.إن.إن. تورك التركية أن قوات الأمن قامت صباح اليوم الثلاثاء باقتحام ما يقرب من 100 منزل ومكتب في 21 بلدة بمدينة اسطنبول واعتقلت ما يقرب من 100 شخص ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم في شعبة مكافحة الإرهاب بمديرية امن اسطنبول. كما شنت قوات الأمن عمليات مماثلة في العاصمة أنقرة ومحافظة اسكيشهير واعتقلت 30 شخصا في انقرة و13 آخرين في اسكيشهير ووجهت لهم اتهامات بالتورط في أعمال تحريضية وشغب على خلفية أحداث ميدان تقسيم باسطنبول. وكانت صحف علمانية ومسؤولون من حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضين قد اعلنوا قبل عدة ايام ان الحزب الحاكم سيتوجه الى حملة اعتقالات مشابهه لاعتقالات قضية ارغنغون او "عملية المطرقة"، في محاولة لتصفية العلمانيين. يذكر أن حوالي 196 من ضباط الجيش التركي السابقين والحاليين يواجهون اتهامات أمام المحاكم التركية بتدبير انقلاب عسكري ضد حكومة رئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب ارد وغان في عام 2003 تحت مسمى "عملية المطرقة" وفي حال إدانتهم قد يتلقون أحكاما بالسجن تتراوح بين 15 و20 عاما. فيما اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة التركية والمتظاهرين ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الليلة الماضية بالعاصمة أنقرة بعد إصرار المتظاهرين على الاستمرار في مسيرتهم الاحتجاجية من حديقة كوغولو بارك حتى ميدان كيزيلاي بقلب المدينة. وذكرت شبكة "إن.تي.في." الإخبارية التركية اليوم -الثلاثاء- أن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين المتجمعين في شارع كندي بوسط أنقرة ولازالت كافة الحواجز التي وضعها المتظاهرون وسط الشارع موضوعة لعرقلة تقدم قوات الشرطة واستمرت المطاردة حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية. وفي سياق متصل.. تجمع ما يقارب الألفي مواطن أمام مقر حزب العدالة والتنمية بمدينة أضنة جنوبي البلاد مطالبين باستقالة أردوغان وحكومته تضامنا مع المحتجين في ميدان تقسيم مما دفع قوات الشرطة الى استخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لإبعاد المتظاهرين من أمام مقر الحزب الحاكم بالمدينة واعتقال 112 شخصا، ونظم ما يقرب من عشرة آلاف شخص - في أزمير غربي تركيا - تظاهرة في ميدان غون دوغدو مطالبين أردوغان بتقديم استقالته ورافعين شعارات مؤيدة للمتظاهرين في حديقة جيزيه بارك. وفي مدينة اسكيشيهر بوسط إقليم الأناضول، نظم ما يقرب من عشرة آلاف شخص مسيرة احتجاج على أعمال العنف واستخدام الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين في اسطنبول، فيما استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين لتفرقتهم في حين استخدم المتظاهرون الحجارة والألعاب النارية واستمرت المطاردة بين الطرفين حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وشهدت الشوارع الفرعية المؤدية لميدان تقسيم - في اسطنبول - مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن استجابت قوات الشرطة لمطالب ما يقرب من 20 ألف متظاهر في حي بيشكتاش وسط اسطنبول بتنظيم مسيرة تضامن مع حديقة جيزيه بارك. ومن ناحية أخرى، تقدم اتحاد المحامين التركي بشكوى للسكرتارية العامة لمجلس البرلمان الأوروبي ضد قوات الشرطة والحكومة التركية التي وجهت تعليمات باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين . وذكرت اليوم صحيفة (ميلليت) التركية أن الرسالة تضمنت الشكوى من إصابة عدد كبير من المتظاهرين بجروح مختلفة جراء القوة المفرطة من قبل قوات الشرطة التي تعتبر انتهاكا واضحا وصريحا لمبادئ حقوق الإنسان وحظر التعذيب وحرية التعبير. وأكد الاتحاد ، في شكواه ، أن قوات الشرطة لجأت إلى نفس الأسلوب ضد المحامين واعتقلت عددا منهم بمدينة اسطنبول خلال الأيام القليلة الماضية.