على الرغم من جميع الأزمات والمشكلات التي عانى منها طلاب وباحثو جامعة النيل، وتعنت الدكتور أحمد زويل في تنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا، الذي يقضي بتسليم الحق لأصحابه، وذلك بتمكين طلاب وأساتذة وباحثي جامعة النيل من استرداد مبانيهم ومعاملهم، فإن جامعة النيل رغم آلامها ومعاناتها، مازالت كالنهر الفياض الذي يغمر وطنه وشعبه بالخيرات، بفضل باحثين ومخترعين رفعوا اسم مصر عاليًا شامخًا في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، فلم تيأس الجامعة يومًا، رغم الظلم الواقع عليها، ولم يفقد طلابها وباحثوها الأمل في استكمال المشوار ولم يخطر ببال أي منهم التخلي عن جامعته التي أعطته الكثير دون مقابل، بل بذل كل الغالي والنفيس لرد الجميل تجاه جامعته وبلده. يقول المهندس خالد عبد العزيز، الباحث بجامعة النيل والمتخصص في هندسة الاتصالات والإلكترونيات «مجال النانو إلكترونيكس»، إنه من ضمن فريق مكون من أربعة باحثين، وهم: المهندس أحمد سعيد، والمهندس حسن محمد، والمهندس شهاب نشأت، موضحًا أن فكرة المشروع التي يعمل عليها الفريق، تقوم على نقل الكهرباء لاسلكيًا بدون أسلاك، وأن جامعة «MIT» بأمريكا لها الريادة في هذا المشروع، حيث إنهم استطاعوا توصيل الكهرباء لاسلكيًا لمسافة مترين، كاشفًا أنه هو وفريقه تفوقوا عليهم وأوصلوا الكهرباء لمسافة وصلت إلى ثلاثة أمتار. وأضاف عبد العزيز، أنه تخرج في المعهد التكنولوجي العالي بمدينة العاشر من رمضان، تخصص هندسة اتصالات وإلكترونيات، وكان مشروع تخرجه هو فكرة «نقل الكهرباء إلى اللاسلكي بدون أسلاك»، ولكن لم يتلق هو وزملاؤه الدعم من المعهد ودخلوا في رحلة بحث بين جهات حكومية وخاصة، حتى يجدوا راعيًا لمشروعهم الذي آمنوا به وبنتائجه المتوقعة، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، إلى أن وجدوا سبيلهم في جامعة النيل الجهة الوحيدة التي رحبت بهم وبمشروعهم، وقامت بإجراء مقابلة لهم لمناقشة فكرة المشروع ومعرفة احتياجاتهم للعمل عليه وتنفيذه. وتابع عبد العزيز قائلًا: جامعة النيل قامت باحتضاننا في وقت تخلى فيه الجميع عن حلمنا ومشروعنا، وقدمت لنا الدعم الفني والأجهزة التي نحتاجها في مجال مشروعنا، وبمساعدتهم استطعنا أن نكمل أبحاثنا وتفوقنا، بتوصيل الكهرباء لاسلكيًا إلى مسافة ثلاثة أمتار، لنسبق بذلك جامعة «MIT» الأمريكية، التي مازالت تتفوق علينا فيما يخص الطاقة المبعوثة، حيث إن طاقتهم 60 وات ولكن طاقتنا 2 وات، ونحن في سبيلنا في تنفيذ خطتنا القادمة، لنتعادل معهم في الطاقة بجانب الريادة في المسافة. وأشار إلى أنه ومجموعته لم يكونوا من المنتمين لجامعة النيل بأي شكل من الأشكال سواء طلبة أو باحثون، وبالرغم من ذلك قدمت لهم الجامعة كل الدعم اللازم وعرضت عليهم افتتاح شركة خاصة بهم بدون أي مقابل، مؤكدًا أن جامعة النيل داعمة لجميع الطلاب والباحثين من داخلها وخارجها، فكلاهما سواسية لديها لأنهما طالبا علم. ولفت عبد العزيز، إلى أنهم متوقفون عن متابعة مشروعهم منذ شهرين تقريبًا، حيث كان لديهم مقر في القرية الذكية ولكن مع تعنت المسئولين ضدهم، وطرد المالك لهم من المبنى، اضطروا للرجوع إلى المبنى الصغير داخل جامعة النيل المتنازع عليها، مما أدى إلى تكدسهم كباحثين وطلبة جامعة ودراسات عليا وموظفين وأساتذة، داخل مبنى صغير لايتسع لهم جميعًا، ومن جانبها قالت المهندسة رحاب على، الباحثة بجامعة النيل: حصلت على المرتبة الأولى في المسابقة العالمية السنوية التي ينظمها معهد الهندسة الصناعية الأمريكي، والتي تقام سنويًا في مجال الأبحاث المتخصصة في الهندسة الصناعية، وتقدم لها هذا العام باحثون من 60 دولة. وأوضحت، أن مشروعها يتناول التداعيات المختلفة لنظم الإنتاج وتغيرها المستمر مع آليات السوق وهو المجال المعروف عالميًا باسم التصنيع الرشيق، وأنها عرضت بحثها الفائز باسم مصر وجامعة النيل في المؤتمر العالمي للهندسة الصناعية يوم 18 مايو الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرة إلى أن المشروع تم تحت إشراف الدكتور أحمد ضيف، رئيس قسم الهندسة الصناعية بجامعة النيل. وأضافت أن البحث يساعد في تخفيض التكلفة والفاقد في خطوط الإنتاج المختلفة، ويضع طريقة عملية سهلة، لكيفية قياس أدائها عن طريق مؤشرات القياس القابلة للتغيير مع متغيرات السوق والبيئة الإنتاجية، باعتبارها أكثر ما تحتاجه الدول النامية للنهوض بالصناعة، موضحة أن البحث يركز على إظهار دور التصنيع الرشيق، وتأثير متغيرات البيئة المحيطة والسوق على الإنتاجية وأداء المنظومات الصناعية. ونوهت بأنه رغم الأهمية القصوى لفلسفة التصنيع الرشيق، إلا أن عدم وجود طريقة لقياس تأثير المتغيرات والتقلبات الموجودة في المجال الصناعي أدت إلى خوف المؤسسات من جدوى تطبيقه. وعن الآثار التي تعاني منها الباحثة بجامعة النيل جراء النزاع بين جامعة النيل ومدينة زويل، قالت : لقد بدأت مشكلتنا بعد الثورة، حيث فوجئنا بقرار الفريق أحمد شفيق بنقل أصول من الأرض والمباني، لمشروع الدكتور أحمد زويل ومنع الطلاب والباحثين والعلماء والأساتذة من دخول مبانيهم ومعاملهم، ولجأت الجامعة حينها للقضاء، وذلك لإثبات حقها وطلب رجوع أراضيها ومبانيها، كما أقامت دعوى ضد رئاسة الجمهورية، نظرًا لامتناع رئيس الجمهورية عن تحويل جامعة النيل لجامعة أهلية، رغم استيفائنا للشروط، وشهدنا فترة قاربت العامين ونصف العام في نزاعات مستمرة حول أحقيتنا في جامعتنا، إلى أن حصلنا على حكم نهائي واجب النفاذ من المحكمة الإدارية العليا، بثبوت ملكيتنا للجامعة وأحقية استردادها من مدينة زويل، ولكن إلى الآن لم يُنفذ الحكم. وأضافت: رغم تضرري ماديًا لإتمام البحث الخاص بي، فإن حصولي على تلك الجائزة، جعلني أقل المتضررين، خصوصًا أن تعاون مجموعة عمل جامعة النيل هو الحافز الجميل الذي جعلنا نسعى لتقديم أفضل ما لدينا لجامعتنا، فلدينا العديد من الباحثين الذين رفضوا عروضًا خيالية لترك جامعتهم، وذلك لانتمائهم وولائهم للجامعة التي أعطتهم الكثير دون مقابل، وجاء وقت رد الجميل ببقائهم بجوار جامعتهم والدفاع عنها واسترداد حقوقها المسلوبة. بينما قال المهندس محمد القليوبي، الباحث بجامعة النيل، والحاصل على بكالوريوس هندسة طبية ومنظومات من جامعة القاهرة دفعة 2008 وماجستير معلوماتية حياتية والهندسة البرمجية دفعة 2011: نظرًا للمشاريع البحثية، مازلت أدرس في جامعة النيل لاستكمال مشروعي، حيث إنني ضمن فريق جينوم الجاموس المصري، بالتعاون مع جامعة النيل والمجموعة المعلوماتية الحيوية ومعهد الهندسة الوراثية التابع لمركز البحوث الزراعية، وهو يعد بمثابة اكتشاف نحاول من خلاله أن نفك شفرة «جينوم» الشفرة الوراثية للجاموس المصري، الذي يعتبر الخطوة الأولى لفهم المنظومة الحيوية للكائن. وأضاف القليوبي، أنه بعد نجاح هذا الاكتشاف الذي قاربوا على الانتهاء منه، سيكون مردوده قويًا على الاقتصاد القومي، لأن معرفة ماهية الشفرة الوراثية لها العديد من المميزات، منها إيجاد طرق فاعلة لزيادة إنتاج اللحوم ورفع جودتها، وزيادة إنتاج الألبان من الجاموس المصري من 6 لترات إلى 10 لترات، بزيادة مرتفعة تعود على قرى ومحافظات مصر كلها، والعمل على معرفة إنزيمات فعالة يمكن استخدامها فى إنتاج الوقود الحيوي من النباتات. وعن فريق العمل، قال القليوبي: إنهم فريق مكون من ثلاثة باحثين منتمين لجامعة النيل، بالتعاون مع ثلاثة باحثين من مركز البحوث الزراعية، موضحًا أن باحثي مركز البحوث مهمتهم سحب العينات من الجاموس وعمل التجربة الأولى عليه، ودورهم كباحثي جامعة النيل هو أخذ نتائج التجربة الأولى والعمل عليها حتى يحصلوا على الناتج النهائي، فكل مجموعة لها دورها في إطار عمل الفريق الواحد ليصب في مصلحة البلاد، موضحًا أنهم يعملون تحت إشراف الدكتور صلاح عبدالمؤمن، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتورة نادية زخاري، وزير البحث العلمي. وأشار القليوبي إلى أن الاكتشاف ممول من جهة مصرية مانحة للبحث العلمي بصندوق «STDF» لتطوير العلوم والتكنولوجيا، وهي التي قامت بتمويل هذا المشروع لتحسين الفصيلة المصرية والارتقاء بالاقتصاد القومي لمصر، لأن الجاموس المصري من أهم الحيوانات المرافقة للفلاح في الريف. وأوضح الباحث بجامعة النيل، أنه شارك في العديد من المشروعات البحثية، منها مشاركة جاءت تلبية لطلب جامعة هاريفرد بأمريكا التي يُعد ترتيبها الأول والأفضل على العالم في مجال الطب الشخصي، كما شارك في مشروع إنشاء بنية تحتية رخيصة للمعلوماتية الحياتية بجامعة بيلفيلد بألمانيا وكان تعاونًا مصريًا ألمانيًا مشتركًا، حيث تم دعم المشروع من الجانب المصري عبر صندوق «STDF» ومن الجانب الألماني عبر صندوق «DAAD». كما شارك القليوبي في مشروع فك الشفرات الجينية الخاصة بمرض سرطان المبيض، بجامعة إمبريال كوليدج في لندن، حيث إنها من أكثر البلاد إصابة للمرض ويريدون التوصل للسبب الرئيسي وراء ذلك، مشيرًا إلى أن الطالبة مريم سليمان، بجامعة النيل التحقت بالدراسة هناك لعمل الدكتوراه حول هذا المشروع البحثي، بترشيح من جامعة النيل وبالمشاركة مع جامعة إمبريال كوليدج بلندن.