يشارك الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى غدا السبت فى أعمال القمة الأولى لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط التى تعقد بمدينة مرسيليا بفرنسا تحت شعار "مواطنون من أجل المتوسط". يحضر الاجتماع نحو 40 من رؤساء البرلمانات لدول الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية الذى انطلقت أعماله التحضيرية أمس ويستمر حتى بعد غد الأحد بمرسيليا عاصمة الثقافة الأوروبية لهذ العام. كما يشارك فى الملتقى الذى تنظمة مؤسسة "آنا ليند" للحوار بين الثقافات - ممثلون عن المنظمات غير الحكومية من الدول الواقعة شمال وجنوب البحر المتوسط والتى تعمل فى مجال تعزيز مفهوم المواطنة والحوار بين الثقافات فى المنطقة اليورو-متوسطية بالإضافة إلى شباب القادة. ويهدف الاجتماع الثانى من نوعه والذى تعقده مؤسسة آنا ليند ، بعد ثلاث سنوات من اللقاء الأول الذى نظم ببرشلونة بإسبانيا، إلى تعزيز التعاون والحوار بين الثقافات بين شطرى المتوسط للتصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية لاسيما فى مرحلة ما بعد "الربيع العربي" والأزمة الاقتصادية في أوروبا. كما يرمى الحدث إلى استئناف الحوار على المستوى الإقليمي خاصة مع الاتجاهات الجديدة، والتحولات التى تشهدها المجتمعات الأورو-متوسطية ، مع التركيز على الحوار بين الثقافات بوصفه أداة لمشاركة المواطنين من أجل تعزيز التنوع والتنمية والديمقراطية. وتركز أعمال القمة على 5 موضوعات أساسية هى الشباب والمرأة والهجرة والإعلام والتعاون المؤسسى ..كما يتصدر دور المجتمع المدني في مواجهة التأثيرات الاجتماعية للأزمة الاوروبية وللتغيير السياسي في المنطقة العربية جدول أعمال اللقاء. ويركز المنتدى أيضا على الوضع الحالي بسوريا، والتي شهدت حتى الآن مقتل أكثر من 80 ألف مواطن منذ انتفاضة 2011. وبحسب مؤسسة آنا ليند فإن هذا الاجتماع يعد لحظة تاريخية، باعتباره أول لقاء "سياسي رفيع المستوى" للاتحاد من أجل المتوسط منذ قمة باريس التي جرت عام 2008. وأضافت مؤسسة "آنا ليند" أن الهدف من القمة الأولى لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط واضح إذ أنه وبقدر ما يستند التعاون الأورو-متوسطي إلى 3 عناصر مبدئية هي التعاون الاقتصادي، وحرية التنقل، وانفتاح الأسواق، فإن الحوار السياسي لكي ينجح ينبغي عليه هو الآخر أن يستند إلى عناصر جوهرية تكمن في تعبئة المنتخبين، والمجتمع المدني، وبالأخص المواطنون، من أجل المتوسط لا سيما بعد تزايد اهتمام المواطنين في ضفتي المتوسط بسياسة واقتصاد وثقافة جيرانهم وخاصة في أعقاب الثورات التي شهدتها منطقة شمال أفريقيا. وأوضحت أن التعبئة الجماهيرية على جانبي البحر المتوسط أظهرت أن المواطنين لن يقبلوا تهميشهم فيما يتعلق بحكم بلدانهم حيث أدى إسقاط الأنظمة التي كانت راسخة في شمال أفريقيا إلى تآكل الافتراضات السائدة التي كانت لدى العالم الخارجي بشأن خضوع المجتمعات العربية. وأكدت المؤسسة أنه وبينما يتم اقتسام القيم المشتركة، فإن التحديات أيضا قد تكون واحدة بين ضفتى المتوسط، إذ ينبغي أن تحدد طبيعتها بوضوح خاصة وأن انعدام الاستقرار الاقتصادي، وغياب المساواة الاجتماعية، وبطالة الشباب، وتدهور البيئة، هي أمور تمسنا جميعا، وينبغي معالجتها بصفتها قضايا مشتركة. ويعد منتدى مؤسسة آنا ليند المتوسطي الذى تنطلق فعالياته الرسمية غدا هو تجمع فريد من نوعه يجمع بين القادة الشباب ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى صناع القرار والخبراء في المجالات الثقافية من مختلف أنحاء المنطقة الأورومتوسطية. ويهدف هذا المنتدى إلى توفير مساحة مبتكرة وتشاركية للتواصل والنقاش وتبادل الخبرات في إطار مبادرات الحوار بين الثقافات. وقال أندريه أزوليه رئيس المؤسسة فى الكلمة الافتتاحية للأعمال التحضيرية للمنتدى أمس - إن "هذا التجمع يمثل شيئا جديدا فنحن نشهد بزوغ مواطنة المتوسطي، مع تطلعات مشتركة من مواطني أوروبا ومنطقة البحر المتوسط للكرامة، والديموقراطية ونوعية حياة أفضل، والآلاف المجتمعين هنا الآن في مارسيليا يشهدون على الفرصة التاريخية وسيكونون حجر الأساس لحركة تسعى تجاه هذه الرؤية "مواطنون من أجل المتوسط". وبدوره، أكد مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط "أن الهدف واضح بقدر ما بني التعاون في الأورومتوسط على 3 مبادىء رئيسية: المال، والتنقل والأسواق، وعلى الحوار السياسي أن يبنى على 3 نقاط أيضا: المواطن، والبرلمانات والمشاركة"، مشددا على أن نجاح عملية إعادة إطلاق الحوار المتوسطي يجب أن تقوم بالأساس على تعبئة المجتمع المدني.