بدأت الساعة الأولي من الانتخابات الرئاسية وانقسم اللاعبون الي فريقين احدهما يمثله الفلول والآخر يمثلة الاسلاميين والذين اتفقو جميعا علي الا يتفقوا ، وبالرغم من الدعوات التي ظهرت في اعقاب ثورة يناير من تجمع الاسلاميين تحت راية مرشح واحد للرئاسة يختاره السلف والاخوان وباقي التيارات الاسلامية الا ان النهاية كانت اتفاق "الفلول" واختلاف اسلاميين ، وبالرغم من قانون العزل السياسي الذي يمنع معظمهم – الفلول - من ممارسة العمل السياسي الا ان المؤشرات الاولية تشير إلي ان القانون غير دستوري طبقا لتوقعات المحللين السياسين والقانونيين مما سيفتح الباب أمام تواجد الفلول في انتخابات الرئاسة القادمة والحياة السياسية ، أمام ذلك تحاول الجماعات الاسلامية الدفع بمرشحين طبقا لصفقات المرحلة. في مطلع الشهر الجاري أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع ترشحه للرئاسة عقب دعوات زعم فيها أن مؤيديه دفعوه للترشح لمنصب الرئيس وخلال ذلك نظمنت مليونية لمطالبته بالترشح للرئيس فيما أسماه مؤيديه "انزل يا سليمان متسبناش للأخوان " ، وقبل ذلك بعدة شهور أعلن الفريق أحمد شفيق ترشحه لمنصب الرئيس الا أنه عقب اعلان سليمان نزوله الانتخابات صرح شفيق أنه سيسحب أوراق ترشحه في حالة تواجد سليمان فيما ظهرت دعوات تؤكد أن سليمان سيصبح الرئيس وشفيق نائبة ، واستمرار لمسلسل الفلول الهزلي أعلن عمر موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ترشحه لمنصب الرئيس وبدأت صور حملاته الانتخابية تغزو الشوارع وخلال ذلك أيضا ظهرت دعوات بتبادل المناصب بين الفلول ، ففي حين أصبح عمرو موسي رئيسا يتولي شفيق مهام أخري ، لتكون القاعدة النهائية هي بحث الفلول علي أرضية مشتركه تجمعهم بين حصول أحدهم علي منصب الرئيس والباقين توزع عليهم المهام. وأمام إمبراطورية الفلول التي ينظمها سليمان وموسي وشفيق، اختلفت الجماعات الإسلامية علي اختيار مرشح رئاسي تجتمع عليه كافة القوي السياسية بل عمدت جماعة الإخوان المسلمين علي الدفع بمرشحين لتفيت الأصوات عقب إعلانها ترشح خيرت الشاطر لمنصب الرئيس وليزداد الأمر صعوبة قامت بالدفع أيضا بمرشح آخر وهو محمد مرسي ، إضافة إلي كل هذا فعقب رفض الجماعة التصويت للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح واختياره كمرشح للرئاسة حدثت انشقاقات داخل الجماعة ما بين مؤيد ومعارض وخلال هذا الكم الهائل من التفتيت والإنقسام بين جماعة الاخوان المسلمين ، اختار السلفيين مرشح آخر وهو الدكتور حازم صلاح أبو اسماعيل الذي تم استبعاده بسبب والدته التي تحمل الجنسية الأمريكية لتكون المحصلة هي اختلاف التيارات الإسلامية علي مرشح واحد تدعمه جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وغيرهم علي اختلاف ألوانهم . "مش عارفيين يتوحدو" في البداية يقول دكتور محمد شومان خبير الأزمات أنه لدينا أربعة مرشحين يدعى كل منهم الإلتزام بالمرجعية الإسلامية، ومع ذلك يتنافسون فيما بينهم وتختلف مواقفهم الفكرية والسياسية، ما يعنى أن المرجعية الإسلامية مفهوم واسع وقابل للتفسير والتأويل والإختلاف، حتى أن أى مرشح للرئاسة من حقه القول بأن مرجعيته هى الإسلام طالما لم يدع إلى ما يتعارض مع القرآن والسنة. لكن تبقى مصداقية الإدعاء مشروطة بفاعلية وجدية الشكل ولغة الخطاب وتاريخ كل مرشح ومواقفه، وبرنامجه وقدرته على إنكار الذات، والتخلى عن طلب الرئاسة لصالح من هو أفضل منه، والمفارقة أن كل محاولات التيار الإسلامى للإتفاق على مرشح واحد تتعثر على صخرة الطموح للمرشحين الأربعة فى الوصول للسلطة، وهى سلطة غير معروفة وغير محددة فى ظل عدم وجود دستور يحدد صلاحيات الرئيس مضيفا أنه قد نستوعب أسباب ودواعى التنافس المدمر على مقعد الرئيس بين المرشحين الليبراليين، ومرشحى اليسار، فكلهم ينتمون لأيديولوجيات دنيوية لكن لماذا يتصارع المرشحون ذوو الخلفية الإسلامية؟ هل هى لعنة السياسة والمصالح؟ أم اختلاف البرامج والأولويات؟ وأضاف : صراع المرشحين الأربعة للتيار الإسلامى لا يدفعه سوى المصالح الشخصية والتقدير الزائف لقدرات كل منهم، فضلا عن بريق السلطة وهنا لابد من التوقف عند موقف الإخوان وإعلانهم المفاجئ ترشيح الشاطر، على حساب بقية المرشحين الإسلاميين اضف الي ذلك أنه لابد من تأمل التكلفة الهائلة لحملة أبواسماعيل الدعائية التى تحدت قرارات لجنة الإنتخابات ، مما يؤكد أننا إزاء صراع سياسى وحزبى يتوسل بالدين، ويوظفه للوصول للسلطة، ولايحترم أخلاقيات الإسلام فى قول الصدق . ويقول الدكتور محمود مزروعه أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن مرشحي الرئاسة من التيارات الإسلامية وغيرهم يجب أن يأخذوا في الإعتبار أن مصر بها أكثر من 90 % مسلمين، ولكثرة هذه الأعداد قد ينفلت أحيانا الأمر من بين أيدينا، ولا نهتم لا بالتخطيط ولا بالمنهجة، ولا نحرص على المصالح الخاصة بنا-كمسلمين-، بينما الآخرون يعدون ويضعون كل شئ في موضعه الصحيح، ويعدون أنفسهم لمثل هذه المواقف جيداً. وأشار الدكتور مزروعة أنه لو اتفقت التيارات الإسلامية علي مرشح واحد ، واهتم المسلمون بقضايا الإسلام وحقيقة هذا الدين ولمصالح المسلمين، لتغير الأمر والمعادلة تماما . وعلي جانب آخر يري الدكتور مختار غباشي ، نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية أنه يجب أن يكون هناك نوع من التنظيم السياسي فيما بين المرشحين أنفسهم بمعني أنه إذا كان هناك توافق على رؤية إسلامية واحدة وتوجه إسلامي واحد، فمن الواجب إن يدخل على الأكثر اثنين منهم، ولا مانع أبدا أن يكون الاتفاق بينهم؛ أن هذا رئيسا، وهذا نائبا للرئيس. الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية يقول أن التنافس أصل في الديمقراطية عامة، وأن يكون الرأي الفصل في الأمر هو للشعب، ولذلك لابد في الديمقراطية من تنافس، ومدام هناك أحزاب إسلامية كثيرة، فلا مانع من التنافس بينها بالضوابط الشرعية المعروفة. وأضاف ابراهيم أن هناك فرق بين التنافس في الفكر ، والتنافس على كراسي السلطة فهو صعب للغاية، ودائما ما يؤدي إلى شرور، وتقريبا هناك قاعدة عامة تقول: أنه ما من شئ أضعف المسلمين عبر تاريخهم مثل التنافس على الكراسي، وبالذات على كراسي السلطة. كما أنه لا الدكتور "محمد سليم العوا" سيترك سباق الرئاسة ، وكذلك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ومعهم الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل؛ فكل منهم يعتقد أنه سينجح بما رآه من مؤتمرات ولقاءات وبما رآه من تشجيع. " لما الفلول تتوحد" الدكتور نبيل عبد الفتاح ، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يري القضية من واجهة أخري حيث يقول أن عمرو موسي يمتلك قدرا من المعرفة على مستوى النظام الدولي والإقليمي يجعله قريبا من بعض الدول العربية مثل السعودية والدول الخارجية مثل أمريكا، كما أن هناك قوة داخل تركيبة الدولة المصرية ستدعمه مضيفا أن هناك نقاط ضعف فيه من بينها أنه جزء لا يتجزأ من النظام القديم، وكذلك فإن القوى الجديدة التي لا ترغب في إعادة إنتاج النظام السابق من جديد لأنه سيشكل انتكاسة للعملية الثورية . وبعيدا عن توحد الفلول واختلاف الإسلاميين فإنه بعد استبعاد حازم أبو اسماعيل من السباق الرئاسي سيكون هذا في صالح كل من عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد مرسي، أما في حالة فوز عمرو موسي بالرئاسة فمن المحتمل أن يكون أحمد شفيق نائبا له، ، لافتا إلى أنه سيكون هناك تكتل من النظام السابق وبالتالي سيكون للأقباط دور كبير في هذا التحول . وأضاف : أنه سيكون هناك محاولة لمساندة عمرو موسي من قوى تخشى صعود الإخوان، لأن وجود رئيس إسلامي سيعمل على تغيير طبيعة المصريين والتهديد بحرياتهم ، قائلا إن هذه القوى ليست بسيطة . وفي سياق متصل يقول الناشط السياسي جورج إسحاق أن عمرو موسي هو اختيار المجلس العسكري مضيفا أن القضية لا تتمثل في اجتماع الإسلاميين علي مرشح رئاسي لأن المجلس العسكري "هيعمل المستحيل" من أجل اختيار عمرو موسي أو أحمد شفيق رئيسا للجمهورية خاصة بعد إعلان جماعة الإخوان ترشيحها الدكتور محمد مرسي . وأوضح الخبير السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هناك تكتل للجهتين " الإسلاميين" و" الفلول" مضيفا أن سوف تكون هناك منافسة شرسة الإسلاميين من جهة، وبين عمرو موسى وأحمد شفيق من جهة أخرى ربما تصل إلي تفتت الأصوات لأحمد شفيق وعمرو موسى وسيأتي هذا في مصلحة التيار الإسلامي . من جانبها رأت الناشطه السياسية كريمة الحفناوي أنه أمام توحد الفلول وصفقات الإسلاميين أنه لابد أن تتجمع أصوات تيار اليسار في هذه المرحلة الحرجة، وعدم تفتيت أصواتهم من أجل خوض انتخابات الرئاسة بقوة، وخصوصاً في ظل تعدد المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامي واتصاف المصريين بمزاج إسلامي مضيفة أن الحزب الاشتراكي المصري يسعى إلى تأليف كتلة ديموقراطية مدنية في مواجهة الكتلة العسكرية والدينية، بما يوفر إمكانية المنافسة القوية.