اعتبر عدد من الخبراء واستاذة العلوم السياسية ان النتائج الاولية لانتخابات اتحاد طلبة الجامعات المصرية والتى شهدت تراجع لطلبة جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الجامعات منها الاسكندرية وأسيوط وبنها، مؤشراً على تراجع شعبية الجماعة بين صفوف المواطنين، متوقعين ان تؤثر تلك النتائج على الانتخابات البرلمانية القادمة التى لن تشهد اغلبية مريحة للتيار الدينى فى ظل تراجع شعبيته فى الشارع المصرى. وفي هذا الاطار وأكد الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس على ان السقوط الذى شهده طلبة جماعة الاخوان المسلمين فى انتخابات اتحاد طلاب الجامعات الاخيرة يعطى مؤشر خطير بتراجع شعبية جماعة الاخوان المسلمين فى الشارع المصرى. وقال سلامة ان حقيقة التيارات الدينية وفشلها فى ادارة الملفات السياسية اصبح شئ واضح للجميع مما انعكس على مناصريهم الذين اخذوا فى التراجع,مضيفا بان التيار الدينى وكجزء منه الاخوان انكشفوا امام الشارع فى ظل تخبط القرارات وادعائهم التدين الذى فشلوا فى اثباته ايضا فى ظل سلوكيات منافية لقيم الدين الذى يدعون الحديث باسمه. واشار سلامة الى ان طلبة الجامعات قطاع يقاس عليه شعبية الجماعة فى الشارع ولكن ذلك لا يعنى ان الجماعة سوف تشهد نفس السقوط المدوى خلال الانتخابات البرلمانية القادمة والتى تخض لمعايير مختلفة وظهور مغايرة,موضحا ان قطاع الطلبة لديه مستوى ثقافى وتعليمى عالى يستطيع من خلاله ادراك كذب الاخوان وخداعهم بينما الانتخابات البرلمانية و الرئاسية يشارك بها جميع فصائل الشعب ومنهم الامى و الغير متعلم ومحدودى الثقافة. واعتبر سلامة ان تراجع شعبية الاخوان فى الجامعات دليل واضح على سقوط الجماعة بين صفوف اصحاب الفكر والوعى السياسى وخاصة من ابناء الطبقة الوسطى,متوقعا ان تستمر الجماعة فى تراجعها بالشارع اذا استمرت باستخدام نفس النهج الحالى والسلوك الفكرى الاقصائى. واشار الدكتور مصطفى كامل السيد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الى ان تراجع شعبية الاخوان بين صفوف الطلاب الجامعيين مؤشر خطير على سقوط الجماعة فى الاختبارات السياسية التى واجهتها خلال فترة حكمها للبلاد. وقال السيد ان شعبية الاخوان تراجعت فى صفوف المتعلمين والطبقات الوسطى ولكن هذا لا ينطبق على الانتخابات البرلمانية القادمة التى يشارك خلالها قطاعات اوسع من الشعب المصرى، مضيفا بان تأييد اهالى الريف و الصعيد للجماعة لم يتراجع فى ظل محافظة الاوان على قدر من الشعبية هناك. وتابع السيد قائلا"الامر الان يتوقف على الصعيد والريف حيث تراجع الاخوان فى الوجه البحرى و المدن الكبرى التى تشهد قدر اكبر من الثقافة و التعليم",معتبرا ان هناك مؤشرات خطيرة حول مستقبل الجماعة فى ظل تراجع شعبيتها فى اوساط الطلبة. واستطرد السيد قائلا"على الاخوان ان يتناسوا الاكتساح الانتخابى الذى حققوه فى الانتخابات البرلمانية الماضية و الا يتوقعوا ان يتكرر خلال الانتخابات القادمة ولكنهم سيظلوا فصيل سياسى فاعل فى الشارع بدون اكتساح او اغلبية مطلقة". واعتبر الدكتور سعيد اللاوندى المحلل السياسى بمركز الاهرام للدراسات ان تراجع شعبية الجماعة بين اوساط الطلبة الجامعيين ,مؤشر على تغير الخريطة السياسية فى الشارع المصرى وانكشاف حقيقة الاخوان بين المواطنين. وقال اللاوندى ان التيارات الدينية خطفت مصر لكنها فشلت فى ادارتها وحكمها,مضيفا بان التيار المدنى اثبت ان الاخوان فشلوا فى ادارة البلاد والخروج بها من ازماتها. وأكد اللاوندى على ان تراجع شعبية الاخوان خلال 7 شهور فقط جاء نتيجة تخبط قرارات الرئيس محمد مرسى وتراجعها فى الكثير منها وذلك نتيجة تدخل مكتب الارشاد الدائم فى عمل الرئيس، متوقعا الا يحظى التيار الدينى وعلى رأسه جماعة الاخوان المسلمين باغلبية مطلقة فى الانتخابات القادمة نتيجة استمرار تراجع شعبيتهم بين صفوف القطاعات المختلفة.