اعتبر عدد من الخبراء واساتذه العلوم السياسية ان تصاعد شعبية التيار السلفى فى الشارع المصرى وتمثيله لبديل حقيقى لجماعة الاخوان المسلمين هو سبب الازمة الحالية بين الجماعة و حزب النور. هذا واعتبر الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية بان الخلاف بين الاخوان و حزب النور غير حقيقى وقد يكون مختلق, مشيرا الى ان التيارات الاسلامية تقول فى ظاهر الامر انها تختلف مع الاخوان لكنها تدافع عن شرعية الدكتور محمد مرسى وتقف بالمرصاد ضد كل من يدعو لإسقاطه. وأضاف زهران ان الاخوان يمتلكهم تخوف حقيقي من تصاعد شعبية التيار السلفي، وخاصة حزب النور الذى يمثل منافس قوى لهم على الساحة السياسية بدليل نيله 26% من المقاعد البرلمانية فى البرلمان المنحل, مضيفا بان حزب النور اصبح ينافس الاخوان على صدارة المشهد السياسى مما دفع جماعة الاخوان المسلمين الى شق صف الحزب عن طريق بعض قيادات النور السابقين من امثال الدكتور عماد عبد الغفور، والشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل وهما يمتلكان ميول قطبية اخوانية واللذان سعيا الى تأسيس حزب سلفى جديد هو الوطن ليكون بديل للنور ويشق صف التيار السلفي الصاعد بقوة الى صدارة المشهد السياسي المصري، ولكن حزب النور اثبت تماسكه ولم يتفتت. واكد زهران على ان حزب النور عندما رفض المشاركة فى حكومة الدكتور هشام قنديل ثم بادر بتقديم مباردة نالت رضا وقبول القوى السياسية المختلفة وعلى رأسها جبهة الانقاذ الوطنى بدأ فى سحب البساط من تحت اقدام الاخوان, مما دفع الاخوان لتصعيد وتيرة الصراع وإقالة الدكتور خالد على الدين مستشار الرئيس مما تسبب فى اشتعال الأزمة. وتابع زهران قائلا: "قد يكون الخلاف بين الاخوان و السلفيين ظاهرا لكنه خلاف غير حقيقى لان حزب النور السلفى مازال يؤكد على شرعية مرسى ولم يشارك بعد المعارضة فى مطالبها باسقاط النظام الحالى". واستطرد زهران قائلا"تصريحات المتحدث الرسمى لحزب النور نادر بكار اليوم المطالبة بمحاكمة الرئيس محمد مرسى تؤكد على ان النور ينوى تصعيد وتيرة الصراع وننتظر رد فعل الاخوان حتى تتضح الصورة كاملة", مشددا على ان قيادات الاخوان لديهم تخوف تام من تصاهد شعبية السلفيين وخاصة حزب النور مما تسبب بالازمة الاخيرة. وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الاهرام للدراسات، على ان جماعة الاخوان المسلمين هى الاكثر تنظيما على الساحة السياسية الآن فقد نشأت منذ اكثر من 80 عاما عبر تنظيم متماسك نجح فى الوصول للحكم فى اعقاب ثورة 25 يناير باعتباره التنظيم الاكثر تواجد فى الشارع المصرى. واضاف اللاوندى بانه من المستحيل ان يترك الاخوان السلطة بعد وصولهم للحكم وتوليهم الاغلبية البرلمانية فى البرلمان المنحل ثم وصول رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للجماعة لمنصب رئيس الجمهورية, مشيرا الى ان التيارات الليبرالية واليسارية وان كان لها تواجد بالساحة السياسية الا ان هذا التواجد لا يرتقى للشعبية التى يحظى بها الاخوان. وتابع اللاوندى قائلا "ان الاخوان كانوا الاقرب الى الشارع المصرى وخياره الاول فى الفترة الماضية", مشددا على ان بديل جماعة الاخوان المسلمين المطروح الآن هو التيار السلفى باحزابه باعتباره تيار يحظى بشعبية بين قطاع كبير بين جموع الشعب المصرى. واستطرد اللاوندى قائلاً "الاخوان لديهم تخوف حقيقي من التيار السلفي الذي يمثل البديل الاقوى لهم فى الساحة الان ولذلك فان هناك سعى واضح من قبل الجماعة لاقصاء هذا التيار بعد تزايد شعبيته بشكل يهدد الجماعة". واكد الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن جماعة الاخوان المسلمين منظمة ولديها خبرة بالعمل السياسى القائم على الاستغلال والمصلحة, معتبرا انها جماعة استغلالية تعمل وفقا لمبدأ الغاية تبرر الوسلة. وقال سلامة ان الازمة الحالية بين الاخوان والسلفيين تدل على ان سمة الاخوان هى المصلحة، وبالتالى فان تلك الازمة تعد رسالة لجميع التيارات السياسية بان الاخوان ليس لديهم عزيز او غالى بدليل ما فعلوه تجاه اقرب حلفائهم التيار السلفى وبالتحديد حزب النور. واشار سلامة الى ان التيار السلفى ليس لديه خبرة بالعمل السياسى على عكس الاخوان ولكنهم اصحاب مبادئ ونوايا طيبة ويسعوا بالفعل الى تطبيق الشريعة وما شابه، ذلك على عكس الاخوان الذين يستخدموا الدين للوصول الى اهداف سياسية, متوقعا ان يتعاطف الشارع مع التيار السلفى فى اعقاب الازمة وبعد تراجع شعبية جماعة الاخوان المسلمين.