هجوم متواصل من قبل قيادات جماعة الإخوان المسلمين على عدد من التيارات السياسية المختلفة بدأه الدكتور حسن البرنس القيادى بالجماعة وذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة على حزب الدستور الذى يؤسسه الدكتور محمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق ثم تلاه هجوم حاد من قبل الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة على التيار اليساري وصلت إلى حد اتهامه باحتقار الدين وتلقي تمويل أجنبى. من جانبهم اختلف الخبراء السياسيين فى تحليل أسباب هجوم الإخوان على القوى السياسية فمنهم من يرى أنه بداية لخلق نظام سياسى جديد قائم على تحالفات وخصوم سياسيين ومنهم من يرى أنه رد فعل من قبل الجماعة للهجوم المتكرر على الرئيس محمد مرسى المنتمى إليها. وفى إطار ذلك السياق أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن هجوم بعض قيادات الإخوان على بعض التيارات السياسية الأخرى يأتى فى إطار سعى الإخوان إلى بناء نظام سياسي جديد يضع الآن الإخوان قواعده السياسية بتكوين تحالفات وخلق خصوم سياسيين. وأضاف عودة بأن الإخوان يسعون إلى السيطرة على الساحة السياسية, منوها إلى أن تصريحات العريان جاء فى إطار سعي الإخوان لخلق هذا النظام السياسى الجديد وحتى تكون قوى اليسار حليف سياسى من الدرجة الثانية للإخوان بعدما اتخذوا السلفيين حليف سياسي من الدرجة الأولى وذلك فى إطار سياسة الشد والجذب التى يتخذها الإخوان فى هذه المرحلة. وأوضح عودة أن الهجوم الأخير من قبل بعض أعضاء الحرية والعدالة على حزب الدستور الذى يؤسسه الدكتور محمد البرادعى مجرد بادرة فى ظل هجوم شرس ستقوم به الجماعة على الحزب فى المستقبل القريب_على حد قوله. ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن هجوم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وذراعهم السياسى حزب الحرية والعدالة على بعض الأحزاب والقوى السياسية المعارضة لهم يأتى كرد فعل للهجوم الذى يتعرض له الرئيس محمد مرسي من قبل عدد من هذه القوى السياسية. وأوضح اللاوندي أن النقد السياسى مقبول وتكفله الأنظمة الديمقراطية لكن من غير المقبول هو اتهام المخالفين فى الرأي بالكفر أو السعي لمحاربتهم عن طريق الدين, مبدياً استنكاره لهجوم بعض قيادات جماعة الاخوان المسلمين على شخصيات وطنية مثل الدكتور البرادعي وحمدين صباحي وبعض الأحزاب السياسية. وأشار اللاوندي إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تريد إلا سماع صوتها وحدها وتسعى للقضاء على أى معارضة حقيقية لها وبذلك فمصر تنتقل من استبداد سياسى إلى استبداد سياسى جديد باسم الدين. وأعرب الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس عن رفضه للهجوم الذى يشنه عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على فصائل سياسية مختلفة. وأشار زهران إلى أن الإخوان يمثلوا الآن الوجه الآخر للحزب الوطنى المنحل ونظام مبارك القائم على الاستبداد السياسى وسيطرة رأس المال بشكل احتكارى ومتوحش. وأوضح زهران ان جماعة الإخوان المسلمين لا تعترف بالآخر أو بالرأي المعارض لها وتسعى دائما إلى تشويه الخصوم عن طريق الحديث باسم الدين, منوها إلى أن الإخوان سوف يسعون إلى الهجوم على كل من يخالفهم الرأي أو يشكل لهم تهديد سياسي.