اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن "حزب الله" الشيعي اللبناني بات في مأزق بسبب دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت المجلة -في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الجمعة- إلى أنه قبل عامين هما عمر الأزمة السورية، كان "حزب الله" يعيش أوقاتا طيبة بروابط قوية مع كل من إيران وسوريا.
ونوهت عن نشأة الجماعة اللبنانية التي وصفت أصولها بالمتواضعة، مشيرة إلى أنها بدأت تجذب الأنظار إليها إبان الثمانينيات من القرن الماضي عبر اقتتالها مع جنود إسرائيليين على أرض لبنان، وسرعان ما طورت من نفسها لتصبح قوة جيدة التسلح لتهيمن في الوقت الراهن على الحكومة اللبنانية.
وأشارت المجلة إلى أنه بعدما أثبتت جماعة "حزب الله" جدارتها في حربها مع إسرائيل عام 2006، زادت شعبيتها في لبنان متجاوزة حدود المناطق الشيعية إلى بعض المناطق ذات المذهب السني التي تعارض نظام بشار الأسد في دولة الجوار، سوريا.
وقالت "الإيكونوميست" إن مرارة الحرب الأهلية التي عاناها الشعب اللبناني زهاء 15 عاما تجعل معظم أبنائه يتوجسون خيفة من الانزلاق إلى مستنقع الصراع السوري.
موضحة أن الولاياتالمتحدة تعتبر "حزب الله" جماعة إرهابية وتسعى إلى إقناع دول الاتحاد الأوروبي بتصنيفها على النحو نفسه.
ولفتت "الإيكونوميست" إلى توسيع جماعة "حزب الله" نطاق عملياتها على مدار الأسابيع القليلة الماضية، مشيرة إلى أن رجال الجماعة باتوا يجوبون شوارع القرى الشيعية على طول الحدود اللبنانية-السورية.
وتابعت المجلة البريطانية بالقول إن هذا يأتي وسط اتهام من يقاتلون ضد الأسد لحزب الله بقصف سوريا من مدينة "الهرمل" الحدودية اللبنانية بالتنسيق مع الجيش النظامي السوري، إضافة إلى تواتر التقارير عن تواجد مقاتلي الحزب في مدينة "القصير" التابعة لمحافظة "حمص" السورية.
ورأت أن هذا يزيد من حدة التوتر في لبنان ذي النسيج الطائفي الهش، مشيرة إلى حالة الانقسام الحادة التي بات يعانيها اللبنانيون جراء الحرب السورية التي يقمع فيها الأسد وأبناء طائفته العلوية -ذات العدد القليل- السواد الأعظم من الأغلبية السنية، بما يعرض شعبية حزب الله للتراجع.
ولفتت إلى أن أهم الأسباب التي تقف وراء ارتفاع شعبية "حزب الله" إنما تتمثل في تحالفه مع المستضعفين على غرار حركة "حماس" الفلسطينية التي أوضحت بشكل قاطع معارضتها لنظام الأسد.
ورجحت "إيكونوميست" إدراك قيادة "حزب الله" التي وصفتها بالمخضرمة، ثمن ضلوعها في الحرب السورية، وإلا ما كانت لتبعث رجالها إلى سوريا كما فعلت، لافتة إلى ما يراه البعض من أن وجود "حزب الله" في سوريا ليس فقط لمساعدة نظام الأسد، وإنما تحسبا لأي احتمال ممكن، بحسب أغسطس ريتشارد نورتون، الأستاذ بجامعة بوسطن الأمريكية، الذي يعتقد أن "حزب الله" إنما يبحث في سوريا عن حلفاء ومصادر للأسلحة.
واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن احتمال سقوط نظام الأسد يضع جماعة "حزب الله" في مأزق؛ ذلك أن هذا النظام كان يمرر أسلحة إيران إلى الجماعة، وسقوطه يعني تعذر وصول تلك الأسلحة لأياديها.