عاد الهدوء إلى محيط كنيسة "ماري جرجس" بكوم امبو بعد تدخل المشايخ والعمد بالمدينة لاحتواء الأزمة التي اندلعت شرارتها عقب اختفاء مدرّسة في إحدى المدارس الإعدادية تُدعى س أ 36 سنة، منذ أسبوع، إذ انتشرت شائعة بأن المدرسة موجودة بالكنيسة من أجل تنصيرها، وعلى ضوء ذلك تجمع العشرات من أقارب المدرسة المختفية، وعدد من المسلمين، وقاموا برشق الكنيسة بالحجارة إضافة إلى قطع الطريق الزراعي أسوانالقاهرة، واتجهوا بعد ذلك لشريط السكة الحديد، ووقف عدد منهم فوق القضبان ومنعوا القطارات سواء القادمة من القاهرة أو المغادرة إليها من الحركة، وتحولت المنطقة إلى ساحة من الرعب بعد عمليات الكر من المسلمين، والفر من جانب المسيحيين الذين قاموا بالدفاع عن الكنيسة . وتدخلت قوات الأمن الخاصة وأرسلت مديرية أمن أسوان بتعزيزات أمنية في محاولة للسيطرة على الجماهير الغاضبة واستخدمت الغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين، وأدى ذلك إلى اختناق العشرات من السكان والمارة المتواجدين بالمنطقة . وفي هذه الأثناء قام بعض من المشايخ بفتح ميكروفونات المساجد التي تقع بالمدينة ووجهوا نصائح للمسلمين بعد الانصياع وراء الفتن الهدّامة، وطالبوهم بحل تلك المشكلة بهدوء من خلال تحكيم العقل وعدم إيذاء الأشخاص أو تحطيم أماكن العبادة، وأكدوا أن تلك الشرارة جاءت من شياطين لا يريدون العمار والاستقرار لهذا البلد في ضوء المحاولات المستميتة لضرب أمن وسلامة الوطن . ونجحت القوات الأمنية في فرض سيطرتها على المنطقة واستطاعت إقناع جمهور المتظاهرين بفتح الطريق الزراعي وعودة القطارات للسير مرة أخرى، إذ تم القبض على عدد من مثيري الشغب للتحقيق معهم . في حين أكد اللواء حسن عبد الحي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان في تصريحات خاصة لimg src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / أنه تم فرض كردون أمني حول الكنيسة بعدد كبير من رجال الأمن والسيارات المصفحة، وتم تشكيل فريق من البحث الجنائي للتحقيق في هذه المشكلة ومعرفة غموض اختفاء المدرسة مع العمل على سرعة العثور عليها في أقرب وقت، مضيفاَ أن وزير الداخلية قام بالاتصال وأعطى أوامر مشددة بسرعة التوصل لكشف ملابسات هذه الفتنة، وتشديد الحراسة الأمنية على كنيسة ماري جرجس بكوم امبو خاصةً، إلى جانب الكنائس الموجودة بمحافظة أسوان وإرسال تقارير على مدار الساعة . هذا وقد شهدت المنطقة المحيطة بالكنيسة صباح اليوم استمرار الهدوء التام، إلا أن المنطقة تعج بالعشرات من القوات الأمنية الخاصة والسيارات المصفحة تحسباَ لتجدد أي محاولات اعتداء على الكنيسة . وفي نفس السياق شوهدت أعداد كبيرة من القوات الأمنية بمحيط الكنائس الموجودة بأسوان خاصة كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، التي تعتبر من أكبر الكنائس الموجودة بالمحافظة، وهي المقر الرئيسي للأنبا هدرا، والملاصقة لمبنى إذاعة وتليفزيون جنوب الصعيد ومقبرة عباس محمود العقاد.