استبق ذوي حسن شعبان إبراهيم أحد مٌعتقلي جمعة "حق الدم" الذي توفى بسجن برج العرب ظهر الخميس، الجنازة التي كانت مُقررة من قبل القوى السياسية والثورية والشعبية عقب صلاة الجمعة مباشرة، بالتزامن مع جمعة الثبات وصلوا عليه سراً بمسجد القائد إبراهيم قبيل أداء شعائر صلاة الجمعة وقبيل توافد المتظاهرين على الميدان. وفي غضون ذلك أكد المحامي الحقوقي عن المجني عليه إسلام عبد الخالق ل "الصباح" على أن ذويه فضلوا التكتم على صلاة الجنازة الخاصة بنجلهم والتغيير بميعاد الصلاة ، وذلك تحسباً لاندلاع اشتباكات وتعرض "المتوفي" لجنازة مُهينة، وفضلوا الصلاة عليه باكراً وسرا،ً وقاموا بترحيل جثمانه على الفور إلى مسقط رأسه ب "بني سويف". وأضاف "عبد الخالق" أن تقرير الطب الشرعي المبدئي الخاص بتشريح جثمان المدعو حسن إبراهيم شعبان، أكد على أن الوفاة جاءت طبيعية دون إصابات، ودون شبهة جنائية، وذلك بعدما قررت النيابة بتوقيع الكشف الطبي عليه ومن ثم تسلُم جثته لذويه والتصريح بدفنه. ومن جانب أخر قال منسق حركة "تغيير" بالإسكندرية إيهاب القسطاوي، أن أجهزة الأمن قامت بتهديد ذوي الشهيد "شعبان" أثناء تواجدهم داخل مشرحة كوم الدكة، أثناء استلامهم لجثمان نجلهم، وذلك لمنع إقامة جنازة شعبية له ودفنه ب "بني سويف. وأضاف "القسطاوي" ل "الصباح"، انه قبل إقامة صلاة الجنازة عليه بمسجد القائد إبراهيم صباح الجمعة، حاول عدد من العناصر إثارة الفوضى بمحيط المسجد، الأمر الذي دفع أهله إلى اصطحاب الجثمان ونقله سريعا لدفنه بمسقط رأسه، مُحملاً أجهزة الأمن مسئولية تلك الأحداث وما سيؤدي من أعمال عنف بجمعة "الثبات". ومن ناحية أخري وبعد أسابيع من التظاهر المستمر والسلمي بكافة ميادين الثورة بالإسكندرية، الذي شهد الإصرار علي مطالب الثورة باعتبارها مطالب عادلة و مشروعة، اختلفت الأجواء بميدان القائد إبراهيم ظهر جمعة "الثبات" بالخامس عشر من فبراير، وبدلاً من أن تُلهب هتافات الثوار حماس المارة لرفع مطالبهم، انقلبت الأجواء وكسا السواد الميدان بعدما قرر الثوار تشييع جثمان المواطن "حسن شعبان إبراهيم" بشكل "رمزي" الذي لقي حتفه داخل أروقة سجن برج العرب بعد إلقاء القبض عليه "عشوائياً" بمحيط تظاهرات جمعة "حق الدم ". اختلف المشهد الثوري بميدان القائد، واعتلت هتافات الثوار المُطالبِة بالقصاص من اجل "شعبان" الذي كان ضحية تعنت إدارة السجن بإدخال الأدوية له في ظل تأثره بنوبة مرض السكر ودخوله في غيبوبة تامة فضلاً عن إصابته بالقلب، الأمر الذي أدى لوفاته على الفور. وفي هذا الصدد قام متظاهري الإسكندرية بصلاة الجنازة الشعبية الرمزية بعد ترحيل جثمانه مبكراً، علي "شعبان" بمسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة، مُرددين هتاف "الاسم كان شعبان .. الصفة كان مِتهان .. الحالة مات في سجون الإخوان"، ""مرسي يا استبن هاندخلك السجن". كما تصدر مشهد أكبر اللافتات بمحيط القائد، ودُون عليها ": "ارفع راسك فوق أنت مصري رئيسك رد سجون اسمه مرسي"، "ارحل يعنى جو فاهم ولا نو"، "ارحل يعنى امشي ياللى مبتفهمشي". وكان المواطن حسن إبراهيم شعبان قد ألقى القبض عليه بتاريخ 8 فبراير 2013 أثناء وقفة للمتظاهرين بمحيط سيدي جابر ضد انتهاكات الداخلية وتم القبض عليه "عشوائياً"، وتم حبسه وإيداعه سجن برج العرب، رغم أنه يعانى من مرض سكر مزمن، بالإضافة لضعف في عضلة القلب، وقد أدى إهمال علاجه إلى وفاته، بالإضافة لمنعهم إدخال العلاج الذي أحضره أهالي المتوفى. وفي غضون ذلك حمل مسئول التنظيم بحزب الدستور بالإسكندرية هيثم الحريري رئيس الجمهورية وحكومته، ووزير الداخلية مسئولية القتل والاعتداء والتحرش والاغتصاب وتعرية المواطنين، قائلاً "فليس صدفة أن تزداد وحشية الداخلية على أيدي وزيرها الجديد". وطالب "الحريري" بإقالة وزير الداخلية ومحاكمته على كافة الجرائم التي أتكبت تحت سمعه وبصره، مُحذراُ من وقوع ضحايا جُدد، قائلاً "فما يلاقيه الشباب بالسجون لا يتحمله ضمير إنسان"، مُستشهداً بما يتعرض له الناشط حسن مصطفى من سوء معاملة عبر احتجازه في غرفة الإعدام، مما اعتبره دليل على الممارسات الوحشية للداخلية. ومن ناحية أخري تجمهر عدد من المتظاهرين أمام البوابة الجانبية لمسجد القائد إبراهيم بعد تواجد الشيخ أحمد المحلاوي خطيب المسجد، وإقامته لخطبة دينية بجمعة "الثبات"، دون التطرق للحديث عن الأجواء السياسية كالمعتاد، الأمر الذي استفز عدد كبير منهم ورددوا "بره بره"، رافضين تواجده وإلقاءه للخطبة بجمعة "الثبات". فيما أرجأ ائتلاف أمناء وأفراد الشرطة بالإسكندرية تظاهراتهم بجمعة الثبات، والتي كان من المقرر أن تشارك الثوار احتجاجاتهم ضد أخونة الدولة، وذلك بعد الإعلان عن وفاة أحد المعتقلين بسجن برج العرب، وورود معلومات تفيد قيام مجموعات البلاك بلوك بمهاجمة قوات الشرطة خلال تظاهراتهم. وأشار الائتلاف إلى انه تقرر خلال الاجتماع الذي عقد مساء الخميس بأعضاء الائتلاف بالإسكندرية أن تتم التظاهرات ظهر السبت أمام مقر مديرية أمن الإسكندرية بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية.