أعرب مركز "سواسية" لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، عن أسفه الشديد لأعمال العنف التى صاحبت الذكرى الثانية لرحيل الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وقال المركز فى بيان اليوم إن قيام المتظاهرين بإغلاق محطات المترو أمام الركاب وتحطيم أحد القطارات وإرهابهم للركاب وإطلاق الخرطوش عليهم أثناء التصدي لهم، وقطع الطرق والكباري لإحداث أزمة مرورية، وإثارة الرأي العام على النظام الحاكم بطرق غير شرعية، تسيء إلى ثورة 25 يناير، وتخرج التظاهر السلمي عن مساره الطبيعي المعروف. وأكد أن أعمال العنف ودعوات العصيان المدني التى نسمعها ونرى بعضها اليوم، والقيام بإغلاق مجمع التحرير وتعطيل مصالح المواطنين، تمثل خروجا على الشرعية، وتعديا صارخا على الدستور والقانون، الذي يكفل التظاهر السلمي تعبيرا عن الرأي. وأضاف أن ما نشاهده الآن يضر بأمن واستقرار الوطن، ويساهم بشكل كبير في نشر الفوضى والعنف في المجتمع، وذلك بشكل يتناقض مع الأهداف السامية التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير. وأشار إلى أن استمرار هذه الأعمال المناقضة للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان قد يدخل البلاد في نفق مظلم، ويضر بمسيرة التحول الديمقراطي التى تمر بها البلاد، ويعيدنا إلى المربع رقم واحد مرة أخرى، ويضيع علينا فرص التنمية والنهضة التى يسعى لتحقيقها النظام المصري الجديد. وأضاف أن الفترة السابقة شهدت سلسلة من الأزمات التى تم خلقها من أجل عرقلة مسيرة الوطن، وإعادته للوراء مرة أخرى، وتشويه صورة الدولة في الداخل والخارج، بشكل من شأنه أن يقضى على أية فرصة للبناء. وأكد أن الجميع شركاء في الوطن، ومن واجب الجميع العمل على تحقيق التحول الديمقراطي، والمساعدة في عملية إعادة البناء، وإعطاء النظام الحالي فرصته كاملة لتحقيق برنامجه الانتخابي، والحكم عليه من خلال صناديق الاقتراع، وليس من خلال العنف وحرق وهدم مؤسسات الدولة. وطالب المركز النظام بضرورة التصدي للبلطجية المتسببين في أعمال العنف وتقديمهم للمحاكمة العاجلة والعادلة، حفاظا على أمن واستقرار الوطن، ومنعا لمحاولات نشر الفوضى في البلاد. كما طالب المركز الشعب المصري العظيم، بدعم رجال الشرطة ومساعدتهم في حدود القانون في تأمين المنشآت العامة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه نشر الفوضى والعنف في البلاد. وطالب المركز الثوار الشرفاء بأن يدينوا هذا العنف ويتبرأون من المخربين والبلطجية الذين يندسون حولهم في تظاهراتهم، وأن يلتزموا السلمية ويبتعدوا عن العنف في تظاهراتهم، امتثالاً لسلمية الثورة. كذلك طالب المركز وسائل الإعلام المختلفة بأن تعمل جاهدة علي نشر ثقافة التظاهر السلمي والتعبير السلمي عن الرأي، باعتبار أن هذا هو المسلك الأساسي والمشروع للتعبير عن الرأي وتحقيق الديمقراطية التي نتوق لها جميعا، وليس العنف والبلطجة والحرق والهدم والاعتداء على مؤسسات الدولة.