ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن انتهاكات حقوق الإنسان فى وادى أومو السفلى بإثيوبيا كثيرة ، بحسب ما تفيد التقارير حيث يتم حبس زعماء القبائل وقتل عشرات الأشخاص وشن حملة مداهمة على المعارضة قبيل بناء سد "جيبى" الضخم الذي يقتضي ترحيل بعض من أكثر القبائل النائية فى أفريقيا. وأضافت الصحيفة أن وادى "أومو"، الذى يعد موقع تراث عالمى بحسب منظمة "اليونسكو" والمعروف بالثقافات المنعزلة والجماعات العرقية، يقطنه 200 ألف مزارع رعوى بما فى ذلك قبائل "كويجو ، وبودى ، وموتسى ، ونيانجاتوم". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المجتمعات تعتمد على نهر "أومو" الذى يجرى خلال أرض تقليدية فى طريقه إلى بحيرة "توركانا" فى كينيا. لكن الصحيفة أوضحت أن طريقة تلك القبائل فى الحياة، التى ظلت دون تغيير بوجه عام لآلاف السنين ، تدمرها حاليا خطط الحكومة الإثيوبية لتحويل وادى أومو إلى مركز لمناطق زراعة تجارية كبيرة. ولفتت الصحيفة إلى أنه تم تخصيص مناطق شاسعة لها من الأراضى والموارد المائية للشركات الماليزية والهندية وغيرها من الشركات الأجنبية لزراعة زيت النخيل ونباتات الحبوب وغيرها من المحاصيل. ونوهت الصحيفة إلى أنه حتى الآن وبحسب تقرير لمعهد أوكلاند الموجود فى أمريكا فإنه تم الشروع في زراعة 445 ألف هكتار ، والتى من المقرر أن يرويها سد جيبى الذى تبلغ تكلفته 2 مليار دولار. وأشارت الصحيفة إلى وجود تقارير تفيد بنقل أكثر من ألفى جندى إلى المنطقة التى تخرج منها المياه من السد ، وأن وادى أومو أصبح حاليا منطقة ممنوعة على الأجانب.لكن الصحيفة لفتت إلى أن هناك أدلة تم تجميعها فى الأشهر الأخيرة الماضية من جانب باحث بالمعهد ، وتشير إلى أن عمليات نقل الجماعات السكانية والقتل والقمع باتت شائعة حاليا في المنطقة. ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة الإثيوبية التى تنكر انتهاكات حقوق الإنسان ، وتزعم خلق 150 ألف فرصة عمل في المناطق الزراعية ، لكن الباحث بمعهد أوكلاند لم يتمكن من العثور على دليل ولو ضئيل على توظيف هؤلاء الناس.